نادية يحيى تعتصم للمطالبة بحصتها من ورث والدها بعد ان اعيتها المطالبة والمتابعة    انهيار وافلاس القطاع المصرفي في مناطق سيطرة الحوثيين    "استحملت اللى مفيش جبل يستحمله".. نجمة مسلسل جعفر العمدة "جورى بكر" تعلن انفصالها    باستوري يستعيد ذكرياته مع روما الايطالي    فودين .. لدينا مباراة مهمة أمام وست هام يونايتد    اكتشف قوة الذكر: سلاحك السري لتحقيق النجاح والسعادة    مدرب نادي رياضي بتعز يتعرض للاعتداء بعد مباراة    فضيحة تهز الحوثيين: قيادي يزوج أبنائه من أمريكيتين بينما يدعو الشباب للقتال في الجبهات    الحوثيون يتكتمون على مصير عشرات الأطفال المصابين في مراكزهم الصيفية!    رسالة حاسمة من الحكومة الشرعية: توحيد المؤتمر الشعبي العام ضرورة وطنية ملحة    خلافات كبيرة تعصف بالمليشيات الحوثية...مقتل مشرف برصاص نجل قيادي كبير في صنعاء"    الدوري السعودي: النصر يفشل في الحاق الهزيمة الاولى بالهلال    الطرق اليمنية تبتلع 143 ضحية خلال 15 يومًا فقط ... من يوقف نزيف الموت؟    الدكتور محمد قاسم الثور يعزي رئيس اللجنة المركزية برحيل شقيقه    في اليوم ال224 لحرب الإبادة على غزة.. 35303 شهيدا و79261 جريحا ومعارك ضارية في شمال وجنوب القطاع المحاصر    منظمة الشهيد جارالله عمر بصنعاء تنعي الرفيق المناضل رشاد ابوأصبع    قيادي حوثي يسطو على منزل مواطن في محافظة إب    بن مبارك يبحث مع المعهد الملكي البريطاني "تشاتم هاوس" التطورات المحلية والإقليمية    الحوثيون يعلنون إسقاط طائرة أمريكية MQ9 في سماء مأرب    السعودية تؤكد مواصلة تقديم المساعدات والدعم الاقتصادي لليمن    مسيرة حاشدة في تعز تندد بجرائم الاحتلال في رفح ومنع دخول المساعدات إلى غزة    المطر الغزير يحول الفرحة إلى فاجعة: وفاة ثلاثة أفراد من أسرة واحدة في جنوب صنعاء    رئيس مجلس القيادة يناقش مع المبعوث الخاص للرئيس الروسي مستجدات الوضع اليمني مميز    بيان هام من وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات من صنعاء فماذا قالت فيه ؟    ميسي الأعلى أجرا في الدوري الأميركي الشمالي.. كم يبلغ راتبه في إنتر ميامي؟؟    تستضيفها باريس غداً بمشاركة 28 لاعباً ولاعبة من 15 دولة نجوم العالم يعلنون التحدي في أبوظبي إكستريم "4"    مليشيا الحوثي تنظم رحلات لطلاب المراكز الصيفية إلى مواقع عسكرية    بعد أيام فقط من غرق أربع فتيات .. وفاة طفل غرقا بأحد الآبار اليدوية في مفرق حبيش بمحافظة إب    وباء يجتاح اليمن وإصابة 40 ألف شخص ووفاة المئات.. الأمم المتحدة تدق ناقوس الخطر    تهريب 73 مليون ريال سعودي عبر طيران اليمنية إلى مدينة جدة السعودية    شاب يمني يساعد على دعم عملية السلام في السودان    تدشيين بازار تسويقي لمنتجات معيلات الأسر ضمن برنامج "استلحاق تعليم الفتاة"0    أعظم صيغ الصلاة على النبي يوم الجمعة وليلتها.. كررها 500 مرة تكن من السعداء    الخليج يُقارع الاتحاد ويخطف نقطة ثمينة في الدوري السعودي!    اختتام التدريب المشترك على مستوى المحافظة لأعضاء اللجان المجتمعية بالعاصمة عدن    مأرب تحدد مهلة 72 ساعة لإغلاق محطات الغاز غير القانونية    العليمي يؤكد موقف اليمن بشأن القضية الفلسطينية ويحذر من الخطر الإيراني على المنطقة مميز    يوفنتوس يتوج بكأس إيطاليا لكرة القدم للمرة ال15 في تاريخه    النقد الدولي: الذكاء الاصطناعي يضرب سوق العمل وسيؤثر على 60 % من الوظائف    اليونسكو تطلق دعوة لجمع البيانات بشأن الممتلكات الثقافية اليمنية المنهوبة والمهربة الى الخارج مميز    وعود الهلآّس بن مبارك ستلحق بصيف بن دغر البارد إن لم يقرنها بالعمل الجاد    600 ألف دولار تسرق يوميا من وقود كهرباء عدن تساوي = 220 مليون سنويا(وثائق)    المملكة المتحدة تعلن عن تعزيز تمويل المساعدات الغذائية لليمن    وفاة طفل غرقا في إب بعد يومين من وفاة أربع فتيات بحادثة مماثلة    سرّ السعادة الأبدية: مفتاح الجنة بانتظارك في 30 ثانية فقط!    شاهد: مفاجأة من العصر الذهبي! رئيس يمني سابق كان ممثلا في المسرح وبدور إمراة    وصول دفعة الأمل العاشرة من مرضى سرطان الغدة الدرقية الى مصر للعلاج    ياراعيات الغنم ..في زمن الانتر نت و بالخير!.    تسجيل مئات الحالات يومياً بالكوليرا وتوقعات أممية بإصابة ربع مليون يمني    هل الشاعرُ شاعرٌ دائما؟ وهل غيرُ الشاعرِ شاعر أحيانا؟    لماذا منعت مسرحيات الكاتب المصري الشرقاوي "الحسين ثائرآ"    قصص مدهشة وخواطر عجيبة تسر الخاطر وتسعد الناظر    افتتاح مسجد السيدة زينب يعيد للقاهرة مكانتها التاريخية    الامم المتحدة: 30 ألف حالة كوليرا في اليمن وتوقعات ان تصل الى ربع مليون بحلول سبتمبر مميز    في افتتاح مسجد السيدة زينب.. السيسي: أهل بيت الرسول وجدوا الأمن والأمان بمصر(صور)    احذر.. هذه التغيرات في قدميك تدل على مشاكل بالكبد    دموع "صنعاء القديمة"    هناك في العرب هشام بن عمرو !    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مبادرات رئيس الدولة أحدثت تحولاً نوعياً في البنى التحتية والخدمات
نشر في الجنوب ميديا يوم 02 - 01 - 2013

شكلت مبادرات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله علامة فارقة في مختلف إمارات الدولة بما تضمنته من تطوير شامل لمختلف المناطق النامية والبنية التحتية بما فيها من طرق ومدارس ومساكن ومستشفيات ومحطات للكهرباء والمياه، حيث اعتمد سموه لها ملياري درهم في ديسمبر/ كانون الأول من العام ،2005 محدداً 5 سنوات لتنفيذها .
ومع قرب انتهاء العمل في مشاريع المناطق النامية، تجلَّت مبادرة خيِّرة أخرى، حيث أمر سموه بتخصيص 16 مليار درهم لتطوير الخدمات، وتنفيذ العديد من المشاريع في مختلف إمارات الدولة، منها 5 مليارات درهم خُصِّصت للصرف على مشاريع البنية التحتية حتى العام الجاري 2013 .
وهكذا توالت مسرَّات الوطن وأفراحه التي عمَّت الجميع، مسجلة علامة وعلاقة إنسانية راقية تربط القيادة الرشيدة بأبنائها في شتى ربوع الوطن .
و"الخليج" تفتح ملف المناطق التي شملتها مبادرات صاحب السمو رئيس الدولة، في زيارات متوالية ترصد الإنجازات، وترشد بعين الوطن والمواطن المطلوب تنفيذه، سعياً لرفاهية ابن الإمارات أينما كان .
تغيّر الحال في "قرى الوطن" المتناثرة على امتداد جغرافيته يرتبط بمبادرات صاحب السمو رئيس الدولة المتعاقبة، وجهود مؤسسات الدولة المختلفة، وهو ما قرب "المنيعي" مثلاً من حلمها بالتحول، مع أخريات من شقيقاتها الكبيرات في المناطق البعيدة إلى مدن متكاملة في خدماتها ومرافقها العامة وبناها التحتية ومظاهرها الحضارية، تضم مستقبلاً مجمعات شاملة للخدمات، في تحول ممنهج ومدروس إلى مفهوم المناطق الحضرية الحديثة، لتشكّل مركزاً للمناطق الصغيرة المتفاوتة الحجم حولها وملاذا لأبنائها للحصول على الخدمات بمختلف وجوهها، بدلا من قطع مسافات كبيرة وإهدار الوقت والجهد في الوصول إلى المدن الكبيرة .
والحال في "المنيعي" اليوم ليس كالأمس، حقيقة عدنا بها من البلدة الكبيرة نسبياً وسط القرى والبلدات البعيدة جنوب إمارة رأس الخيمة، أو "النائية"، المفهوم الذي أخذ يتفكك عملياً ويتحلل إلى غير رجعة، كما يرجو أبناء تلك المناطق .
بين الأمس واليوم
الحصاد، الذي رجعت به "الخليج"، من قراءة الوضع ميدانيا في المناطق الصغيرة والكبيرة في "المنيعي"، 130 كيلومتراً جنوب شرق مدينة رأس الخيمة، وشقيقاتها الثلاث الصغيرات التابعات لها، القريبات منها "الفشغة، رافاق، النصلة"، يفرض على الذاكرة المقارنة بين الأمس واليوم، بين زيارتنا هذه للمنطقة اليوم، وآخر زيارة سابقة لها، والنتيجة أن التحول ملموس و"التغيير" كبير، وهو ما يُختزل في "وجود فارق" وتحول نوعي في الخدمات والبنى التحتية .
تاريخياً، عمر المنطقة بتفرعاتها جغرافياً وديموغرافياً يمتد، وفقاً لرواية الأهالي، إلى أكثر من 600 عام، قياساً إلى عدد آبائهم وأجدادهم المعروفين والمتسلسلين، ممن عاشوا في المنطقة، ولهذا التاريخ مظاهر ماثلة في "مربعات" وقلاع وحصون صغيرة ومتفاوتة الحجم .
يقدر عدد سكان المنيعي مع البلدات التابعة لها ما يتراوح بين 8 إلى 10 آلاف نسمة، حسب تقديرات شعبية، معظمهم من مواطني الدولة، ووفقاً لتقديرات مصادر المنطقة، 50% من مساكنها يضم ما يتراوح بين أسرتين إلى 3 في مسكن واحد، وهي الأسرة الأصلية وأسر أبنائها المتزوجين، الذين يشاركونها المسكن ذاته .
قد يبدو حلم المنيعي بالتحول إلى مدينة صغيرة، من خلال إنشاء مجمع للخدمات الحكومية في نطاقها، واستكمال عناصر البنية التحتية والمرافق العامة، منطقيا ولو نسبيا، حيث تشتمل حاليا على مكتب للبريد، وفرع لبنك ومكتب لدائرة الأشغال والخدمات العامة برأس الخيمة ومركزا صحيا، في حين من المقرر إنشاء حديقة عامة في ربوعها .
تضم المنطقة إجمالاً 5 مدارس، تضم ما يقرب ألفاً و420 طالباً، من الجنسين . والغالبية من الأهالي يعملون في أبوظبي، لقلة فرص العمل في مناطقهم، وهم يعودون في الإجازات والأعياد والمناسبات العامة والخاصة، مقابل نسبة قليلة جداً تفوز بفرص محدودة للعمل في المؤسسات الحكومية والمرافق العامة الموجودة في المنطقة .
الأهالي ألحوا خلال زيارة "الخليج" وجولتها الميدانية في المنطقة على وجود التغيير الملموس في منطقتهم، في الخدمات والبنية التحتية، معربين عن شكرهم وتقديرهم لقيادة الدولة، التي تكفلت بالمبادرات المتعاقبة تجاه مناطقهم وبقية بقاع الوطن .
البداية
البداية كانت في "المنيعي"، التي حطت رحالنا فيها أولاً، باعتبارها مركز المنطقة المتناثرة جغرافياً، حيث استقبلنا علي سعيد الدهماني، مسؤول المنيعي ووادي القور وما حولهما .
الدهماني يضع في حديثه علامة فارقة بين ما كانت عليه المنطقة وأخواتها في الأمس، وما أصبحت عليه اليوم، قائلاً: "إن المبادرات الأخيرة التي قدمتها قيادة الدولة الرشيدة، أسهمت، في أبرز آثارها وإنجازاتها، في عودة الناس إلى بعض مناطقهم الصغيرة، التي شهدت هجرة نسبة من أبنائها المواطنين إلى المدن الكبيرة، لاسيما أبوظبي ودبي والشارقة ورأس الخيمة، على مدى السنوات الماضية، ما شكل حينها خطراً ملموساً، تمثل في تفريغها تدريجياً من أهلها" .
ويؤكد الدهماني أن مبادرات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، ومتابعة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وحرص الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، ثبتت المواطنين في مناطقهم الأصلية البعيدة والصغيرة، بدلاً من الهجرة صوب المدن، بحثاً عن فرص العمل والخدمات ورفاهية الحياة .
"العود أحمد"
عدد من أبناء المنيعي شددوا على أن مبادرات قيادة الدولة، وما حملت معها من مشاريع في الخدمات العامة والبنى التحتية، أسهمت في تثبيت أبناء المناطق البعيدة والنائية في مناطقهم الأصلية وإعادة بعضهم إليها، بعد هجرة نسبة منهم في السنوات الماضية، بحثا عن الخدمات والرفاهية وفرص العمل، ويرى الأهالي أن مناطقهم تشهد عملية تنمية حقيقية، أطلقتها وسرعت وتيرتها مبادرات القيادة المتتالية، ما أعاد إحياء المناطق الصغيرة المتناثرة، التي كانت تواجه خطر تفريغها من أبنائها تدريجياً .
نقلة نوعية
يلفت مسؤول المنطقة إلى التطور الملموس في الملف الإسكاني، الذي تمثل في سرعة حصول المواطنين على مساكن جديدة، وإحلال مساكنهم الشعبية القديمة، بالمقارنة مع فترات سابقة، وهو ما يعود الفضل فيه إلى مبادرات رئيس الدولة، التي كان نصيب المنيعي منها 30 مسكناً .
ويواصل الدهماني شرح "الأيادي البيضاء" للمبادرات على المنيعي وما جاورها من مناطق تابعة لها، قائلاً: إن أبرز ما تحقق للأسر المواطنة هنا، في ظل المبادرات الأخيرة، هو تشييد "الشعبيات" الحديثة والمساكن الجديدة فيها، وهو حلم طالما راود أهالي هذه المناطق، وتحقق اليوم، بفضل الله، تعالى، أولاً، ثم بفضل جهود الدولة، وحرص قيادتها على رفاهية أبناء شعبها .
ورغم التحسن الملموس في الملف الإسكاني، تعاني مساكن "رافاق والنصلة" حتى الآن، كما يقول الدهماني، ولا بد من إحلالها، لقدمها المفرط، وانتهاء عمرها الافتراضي، وعدم جدوى صيانتها أو ترميمها، وبالتالي عدم صلاحيتها للعيش بأمن وراحة، في ظل غياب عنصر الأمن والطمأنينة عن سقوفها وجدرانها، التي تهدد كل حين بالانهيار فوق رؤوس قاطنيها من البسطاء .
15 عاماً من الانتظار
يقول الدهماني: "شيوخنا ما قصروا، وواقع المناطق البعيدة اقترب من أحلامها، وتبقى في جعبتنا مطالب واحتياجات لا يمكن التغاضي عنها، من أبرز تلك الاحتياجات، التي نادينا بها منذ سنوات طويلة، مركز للدفاع المدني في المنيعي، لبعد المراكز الأخرى عن المنطقة" .
ويشرح علي بن سعيد قصة "المركز المنشود" قائلاً: "عجزنا ونحن نطالب المسؤولين والجهات المختصة بإنشاء المركز لأكثر من 16 عاما، كنا نراجع خلالها الجهات المختصة، وأقرب مركز دفاع مدني إلى المنطقة هو مركز حتا، على مسافة 20 كيلومتراً، وكدرة، على بعد 30 كيلومتراً، ما يتعذر معه وصول مركبات الدفاع المدني إلا بعد زمن طويل نسبياً، فيما لا تحتمل الحوادث والحرائق ذلك الانتظار . والمركز الذي نطالب به يخدم 11 بلدة وتجمعاً سكنياً، هي: المنيعي والحويلات ووادي القور والعجيلي ورافاق والنصلة والفشغة وملاح ووادي الطوى وصخيبر والوعب .
لدى علي بن سعيد أمثلة واقعية على أهمية إنشاء مركز للدفاع المدني في منطقة المنيعي، حيث اندلع في إحداها حريق بمزارع نخيل قبل نحو 5 أعوام في "رافاق" القريبة، وأدى بعد أقرب مركز للدفاع المدني إلى وصول فرق الإطفاء بعد أن أتت النيران على عدد كبير من الأشجار .
قسم للولادة
يطرق مسؤول المنطقة موضوعاً آخر يعده الأهالي من أهم مطالبهم، وهو تحويل مركز المنيعي الصحي إلى مستشفى، ليقدم خدمات صحية متكاملة، منها خدمات الولادة، وهو حلم طالما انتظروا تفعيله، وتلقوا سيلاً من الوعود وقرأوا الكثير من التصريحات في وسائل الإعلام، عن قرب تحويل المركز الصحي إلى مستشفى، لكن ذلك لم يتجسد واقعاً في المنطقة، رغم أن المبنى قادر على استيعاب خدمات مستشفى .
المزارع
أحمد ناصر الدهماني (29 عاماً)، دبلوماسي في وزارة الخارجية، من أهالي المنيعي، يغير وجهة الحديث صوب ذاكرته الطفولية، حيث الزرع والضرع بخير عميم، واللون الأخضر مساحة فسيحة في الجغرافيا وفي وعي الأهالي، يقول الشاب العشريني: "أذكر أشجار المانجو والليمون والجوافة أو "الزيتون"، وفقاً لتسميتها المحلية، حين كنا نلتقط منها الثمار، وهي تنشر الخضرة والبهجة في المنيعي ومناطق إمارة رأس الخيمة جنوبا، لا تزال عالقة في ذاكرتي، قبل أن تختفي تدريجياً تحت وقع الجفاف في سنوات المحْل المتلاحقة، التي أرغمت المزارعين المواطنين على التسليم بالأمر الواقع، أي موت كثير من مزارعهم، فيما بقي النخيل وحيداً يصارع من أجل البقاء، لطبيعته المقاومة للجفاف، وإن لم ينج تماماً من تداعيات ندرة هطول الأمطار ونضوب العديد من الآبار وتملح مياهها الجوفية" .
وما يفاقم آثار الجفاف في المنطقة التكلفة العالية للأشغال والمعدات والمواد، التي تحتاجها الزراعة، كالتكلفة المرتفعة لحفر الآبار، إذ إن حفر "الرق" الواحد يكلف ما يتراوح بين 55 إلى 58 ألف درهم، فيما لا تظهر المياه على عمق يقل عن 800 إلى ألف قدم، وهو ما يثقل كاهل المزارعين المواطنين، في ظل ضعف الجدوى المادية، التي يجنونها من وراء مزارعهم . يضيف المزارعون: "سبق أن طالبنا الجهة المعنية بمعدات زراعية وحفر الآبار في مزارعنا بلا جدوى" .
تحسن الخدمات الصحية
من الذاكرة والماضي الجميل إلى الواقع، يتحدث أحمد الدهماني عن قرب مستشفى حتا، الذي يضم قسماً للولادة، ويبعد 20 كيلومتراً، ما أدى لتراجع حدة مشكلة بعد المستشفيات، التي كان الأهالي يعانون منها سابقا، بفضل مشاريع تعبيد الطرق الحديثة، التي سهلت الوصول إلى المستشفيات في المناطق الأخرى . ويوفر مستشفى حتا معظم الخدمات الصحية لأهالي المنيعي .
سعيد علي الدهماني يقول: إن الخدمات باتت موجودة على أرض الواقع في المنطقة، ولم تعد حلماً بعيد المنال، والواقع الآن أفضل من السابق بمراحل، حيث لبيت الكثير من مطالب المواطنين واحتياجات الأسر المواطنة، التي نادت بتوفيرها في السنوات الماضية، معتبراً أن المناطق البعيدة تشهد اهتماماً كبيراً من قبل قيادة الدولة ومؤسساتها المختلفة .
ويواصل سعيد الدهماني بقوله: ليست الرفاهية المعيشية والمادية فقط ما ينعم به المواطنون، بل أيضاً قرب قيادة الدولة من أبناء شعبها، وهو ما تمثل في المراحل الماضية في مبادرات قيادات الدولة إلى تفقد أحوال المواطنين البسطاء في مناطقنا وزيارتهم في منازلهم المتواضعة، والاطمئنان عليهم ومشاركتهم أحزانهم وأفراحهم، لاسيما أصحاب الحالات الإنسانية والاجتماعية الصعبة، لتقديم العزاء في عزيز أو للاستماع إلى احتياجاتهم أو تلبية أمانيهم في لقائهم، وهو ما شكّل دعماً نفسياً ومعنوياً، وقدم نماذج عملية لقرب القيادة من شعبها .
وما يلفت انتباه سعيد أن المناطق المختلفة تشهد ولادة أحلام جديدة، تتجسد في الإعلان عن خدمات ومشاريع حديثة بين فترة وأخرى، مؤكداً أن إحلال جميع المساكن الشعبية المتهالكة يبقى أهم مطالب المواطنين، وأبرز ما على لائحة همومهم، يليها أهمية تعبيد الطرق الفرعية .
وجهتنا الثانية كانت إلى "الفشغة"، التي شملتها مظلة مبادرات القيادة ب 22 مسكناً جديداً، وتضم البلدة، التي تبعد نحو 16 كيلومتراً عن المنيعي، 18 مسكناً متهالكاً .
يقول محمد سالم المعلا، من الأهالي، (81 عاماً): "إننا اعتدنا على الفرح في عهد صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، "حفظه الله"، مضيفاً بكلمات قليلة تختصر وجهة نظره ومشاعره "عهد الاتحاد راحة وخير" .
المواطن المسن أشار إلى إحلال مسجد الشيخ راشد في البلدة الصغيرة من قبل أوقاف دبي قبل نحو عام، لقدم مبناه السابق، وصغر مساحته وتهالكه، وهو ما خلّف ارتياحاً واسعاً بين أبناء البلدة .
فرحة مشروعة
ويصف المعلا حجم الفرحة، التي بعثتها مبادرات رئيس الدولة، لاسيما المتعلقة ببناء المساكن للأسر المواطنة، قائلاً: "لم نرقد حينها من الفرحة، وننتظر حالياً انتهاء تلك المشاريع الإسكانية على أحر من الجمر"، معتبراً أن المنطقة يكاد لا ينقصها الآن سوى "شوارع فرعية" .
ويستذكر "الشيبة" الماضي ليربطه بالحاضر، لافتا إلى أن أبناء المنطقة كانوا يزرعون في السابق أصنافاً عدة من الخضار والفاكهة والحبوب، من بينها القمح، التي واجهت في السنوات الماضية "شبح الجفاف"، ما أدى بها إلى الانقراض، واختفى الكثير منها نتيجة ندرة هطول الأمطار واضمحلال المياه الجوفية ونضوب الكثير من الآبار وارتفاع نسب التملح فيها، ما شكل خسارة وطنية فادحة لثروات طبيعية محلية ومصدراً استراتيجياً للغذاء، وضياعاً لتراث شعبي أصيل .
ويتطلع أهل "الفشغة"، كما يقول المواطن الثمانيني، إلى إنارة الطريق الرئيس، الذي يمر ببلدتهم، وصولاً إلى إنارة الطريق العام بأكمله، وهو يربط البلدات المختلفة، حتى حدود الدولة مع سلطنة عمان، ليكتمل عقد التنمية ومشهد الازدهار والتقدم .
في "رافاق"
المحطة الثالثة كانت "رافاق"، نحو 18 كيلومتراً عن المنيعي، والتي لم تحظ بنصيب من المبادرات السكنية حتى الآن، رغم أنها من أقدم المناطق السكنية في المنطقة، وفيها 45 مسكناً قديماً انتهى عمرها الافتراضي، بحسب الأهالي، لكن البلدة تتميز عن شقيقاتها القريبات منها بإنارة الطريق الرئيس الموازي لها، فيما يطمح أبناؤها إلى إنارة الطريق الواصل للمناطق الأخرى بأكمله .
التقينا في البلدة، الواقعة على مرتفع، عبيد سعيد الدهماني (61 عاماً)، وهو متقاعد من وزارة الداخلية، ولديه 8 أبناء، الذي أكد أن احتياجات المواطنين في المنطقة متوفرة، ومطالبهم الملحة، التي ظلت ناقصة في سنوات مضت، أخذت تتحقق على أرض الواقع، لكن هذا الواقع لا يخلو من أحلام تنتظر دورها لتخرج إلى النور، في مقدمتها تعبيد الطرق الفرعية بين بيوت المواطنين وإنارة جميع الطرق .
ويواصل عبيد حديثه: نحتاج إلى سوق شامل للخضار والفاكهة في المنطقة، لتوفير الاحتياجات الغذائية الأساسية للأسر فيها، في حين نضطر حالياً إلى قطع مسافات طويلة من أجل شراء احتياجات منازلنا وأبنائنا من مواد غذائية أساسية .
لدى سلطان الدهماني، من أهالي رافاق، ما ينغص عليه وعلى الأهالي صفو عيشهم، كما يقول، حظائر الأغنام والإبل المحاذية، "الهوش والبوش"، وفقاً لما تعرف به في اللهجة الدارجة محلياً، تحاصر بعض البيوت وتنحشر بينها، من دون فاصل، داعياً إلى إنهاء العشوائية في وضع حظائر الماشية، المعروفة ب"العزب"، .
ناصر عبيد، من أبناء رافاق، موظف حكومي، ولاعب كرة قدم في نادي حتا، تشغل معاناة الرياضيين في المنطقة باله، فيقول: يتطلع أهالي المنطقة إلى إنشاء ناد رياضي، وهو مطلب مهم جداً، وفق تعبيره، يخدم سلسلة المناطق المتجاورة والقريبة هنا، ويوفر فسحة واسعة للشباب المواطنين لممارسة الألعاب الرياضية المختلفة وصقل مواهبهم وتفريغ طاقاتهم واستغلال أوقات فراغهم، إضافة لمركز شامل للفتيات والسيدات في المنطقة،
يقول ناصر (23 عاماً): إن افتتاح مكتبة عامة في مناطقنا مطلب بالغ الأهمية .
سالم عبيد سعيد الدهماني، من رافاق، يذهب إلى المطالبة باحتياجات تؤمن "الرفاهية" للأهالي، في ظل استكمال نسبة كبيرة من المطالب الأساسية والبنية التحتية، من مساكن وطرق وخدمات، مؤكداً أهمية إنشاء حديقة عامة، لغياب المرافق الترفيهية في مناطقهم، حيث الأسر تذهب إلى دبي والشارقة للترفيه عن أبنائها وقضاء إجازاتها، قاطعين من أجل النزهة مسافة لا تقل عن 100 كيلومتر .
وأضاف قائلاً: يأمل مواطنو المنيعي وشقيقاتها إنشاء مسلخ بلدي "مقصب" في منطقتهم .
ليست تلك فقط احتياجات أهالي رافاق، بل المفارقة أنهم بحاجة ماسة لتقوية إرسال شبكات الهواتف المتحركة، وهو ما طالب به أبناؤها، قبل أن نغادر بلدتهم، وهو أيضا ما لمسناه وعانينا منه بأنفسنا .
في "النصلة"
في آخر المطاف كانت "النصلة"، 20 كيلومتراً عن المنيعي، القرية، التي تلفت النظر بموقعها وجغرافيتها، حيث تمتد على مرتفع يفوق نظيره في "رافاق"، تطل منه على الطريق الرئيس، وهي في آخر امتداد لربوع الوطن، على مقربة من الحدود مع سلطنة عمان الشقيقة .
ليس الموقع فقط ما يلفت النظر في "النصلة"، التي تضم نحو 24 مسكناً جميعها قديمة، بل شواهدها التاريخية التراثية، والمواقع المتميزة، التي تحتلها في البلدة الصغيرة، وهي قلعة صغيرة شرقا، وحصن صغير غرباً، ويقع الأثران في مدخلي البلدة الوادعة، الواقعة على مرتفع صخري، كأن "التاريخ" يواجه باعتزاز زوارها وأبنائها، فيما كانت في الماضي لأغراض الحراسة وحماية القرية .
أهل النصلة، الذين يعانون من سوء حالة جميع مساكنهم، لم تشملهم مشاريع المساكن الجديدة في المبادرات المتعاقبة، يطالبون بإعادة النظر في تنظيم منطقتهم وتخطيطها وتعزيز الخدمات في ربوعها، باعتبارها منطقة هامة، إذ تشكل واجهة للدولة، لوقوعها في منطقة حدودية، وهي أول ما يزوره القادمون عبر المنفذ البري المجاور في الإمارات، وأول ما تقع عليه عيونهم من الوطن، ما يستدعي تقديم صورة حضارية عن الدولة، وهو ما يفرض إنارة الطرق في المنطقة، التي تغرق حالياً في ظلام دامس ليلاً .
"الظلام" لا يقدم صورة سلبية لواجهة الدولة فحسب، بل يتضافر أيضاً مع الحيوانات السائبة، الكثيرة في المنطقة، في تهديد سلامة السائقين والركاب، وتفتقر البلدة الهادئة إلى "بقالة" توفر احتياجات الأسر المادية والاستهلاكية العاجلة، حتى حلوى الأطفال منها . ومن أجل مطالب، بعضها بسيط، يقطعون الكثير من المسافات .
بعض "الشواب" وأرباب الأسر أبلغوا "الخليج" أنهم تكفلوا ببناء بيوت لهم ولأبنائهم في السنوات الماضية على نفقاتهم الشخصية، وتكبدوا بسببها ديوناً طائلة .
وفاء وذكرى ووصية
عيال المواطن حمد بن سهيل، قرروا رفض الخروج من منطقتهم للعيش في المدن الكبيرة، تحت إغراءات المساكن الحديثة وفرص العمل والرفاهية هناك، مفضلين البقاء مع أبنائهم في مسكن ضيق تحت سقف متهالك وبين جدران متداعية على هجر منطقتهم "المنسية"، بحسب وصفهم، التي لا تزال تفتقر للمساكن الحديثة والشوارع الفرعية .
يقول الأشقاء: إن والدهم، رحمه الله، أوصاهم قبل موته بالبقاء في المنطقة وعدم الهجرة أو الانتقال إلى مناطق أخرى، ورغم عملهم في الإمارات البعيدة، يحرصون على العودة مع نهاية كل أسبوع، تطبيقا لوصية والدهم، مؤكدين أنهم "لن يغيروا المكان"، حيث ولدوا ونشأوا في النصلة، التي تضم أراضيهم ومزارعهم .
سالم حمد سهيل الدهماني (37 عاماً)، موظف حكومي، يقول: من أثقل همومنا المعيشية وطأة هو زواج الشباب، فمن يريد استكمال نصف دينه لا خيار أمامه سوى السكن مع أسرته، ضمن "ملحق" في بيت العائلة في أحسن الأحوال، أو في حجرة واحدة أحيانا . شخصيا، أسكن في ملحق بمنزل قديم متهالك، يفتقر كغيره في الشعبية إلى الكثير من مقومات الحياة المعاصرة، ويستطرد: لكن مبادرات رئيس الدولة المتلاحقة فتحت أبواب الأمل أمامنا على مصراعيها، وننتظر دورنا .
سهيل حمد الدهماني، متقاعد، يقول: نشكر القيادة الرشيدة على مبادرتها في مشاريع المساكن الجديدة والطرق والمدارس والمستشفيات والمراكز الصحية وسواها، والحمد لله، سبحانه، المساكن الجديدة، التي حملتها إلينا المبادرات، أسهمت في التخفيف كثيراً من وطأة ملف المساكن القديمة المتهالكة، التي يرجع عمر بعضها إلى 30 عاماً، مؤكداً أن جميع مساكن "النصلة" منتهية الصلاحية، فيما لم ينل أبناؤها أي مساكن جديدة حتى هذه اللحظة .
صالح حمد (28 عاماً)، يلقي الضوء على مشكلة "عش الزوجية" لدى الشباب، إذ لا يستطيع أن يتزوج بسبب عدم توفر بيت يأويه مع زوجته وعياله مستقبلاً . وليس بمقدوره أن يشيد مسكناً على نفقته الخاصة، وهو من يتحمل النفقات الباهظة للزفاف وبقية متطلبات الزواج، والأسعار إجمالا ملتهبة، مؤكداً أن "المقبلين على الزواج من مواطني المنطقة أمام خيارين، إما بناء ملحق ببيت العائلة، ومشاركة والدي الزوج وأشقاءه العيش في المكان ذاته، أو الرضا بأقل من ذلك، وهو حجرة واحدة في منزل العائلة" .
نصيب وافر
نصيب وافر من المجمعات السكنية للمنيعي ومحيطها في مبادرات صاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله، حيث حظيت "المنيعي" ب 30 مسكناً، ووادي القور وملاح ب 61 مسكناً، و"الوعب" ،33 و15 مسكناً ل"صخيبر"، مقابل 22 للفشغة، ووادي العجيلي 26 مسكناً . وسبق أن شيد 30 مسكنا لأهالي "الحويلات" قبل بضعة أعوام، انتقل إليها مستحقوها ويعيشون فيها حالياً .
"المساكن المتهالكة" في طريقها إلى الزوال
أهالي المنيعي والمناطق المحيطة أكدوا أن مبادرات قيادة الدولة وضعت المساكن القديمة المتهالكة ومشكلتها المزمنة في السنوات الماضية على طريق الزوال، متمنين رفعها جميعاً من الخدمة في أسرع وقت متاح، لتنتقل الأسر المواطنة بصورة جماعية إلى الشعبيات الجديدة، حيث المساكن الحديثة والآمنة، في بيئة سكنية تضمن الراحة والرفاهية لأبناء الوطن، وتحفر طاقاتهم وإبداعاتهم، بمنأى عن الخوف المشروع من سقوط السقف أو تسلل مياه الأمطار شتاء، حيث ينام أفرادها مطمئنين، ويغمض الآباء والأمهات عيونهم، بلا قلق على سلامة فلذات أكبادهم .
يؤجل زفافه 5 سنوات
محمد حمد (28 عاماً)، متزوج قبل نحو عام ونصف العام، اضطر إلى تأجيل عرسه 5 سنوات . يقول: تسببت مشكلة المساكن المتهالكة وقلة الجديدة منها وعدم قدرتي مادياً على بناء مسكن جديد، كغيري من شباب المنطقة، وعدم توافر مساكن أو شقق للإيجار في مناطقنا، في تأخير زفافي كل تلك السنوات، في ظل افتقاري لمنزل أو مكان أعيش فيه مع زوجتي، وهي معضلة تعترض الراغبين في الزواج والمقبلين عليه من شباب المنطقة، الذين يعمل غالبيتهم في أبوظبي .
وظائف مطلوبة للمواطنات في المنيعي
لمطالب النساء المواطنات خصوصيتها في المنيعي، تتقدمها، كما جاء على لسان عدد من المواطنات، اللواتي تحدثن إلى "الخليج"، ندرة فرص العمل المتاحة أمام المواطنات بنات المنطقة، مقابل كثرة عدد الخريجات، من حملة شهادات البكالوريوس والدبلوم والثانوية العامة، لكن بعض مواطنات المنطقة أكدن أن الباحثات عن فرص عمل وجدن مخارج للمشكلة في رحاب الوطن الواحد، حيث بادرت خريجات الثانوية العامة في الأعوام الماضية للعمل في الإمارات الكبيرة، سواء المتزوجات أو العازبات، رغم البعد الجغرافي، بهدف تجنب شبح البطالة، ومساعدة أنفسهن وأسرهن مادياً .
شمسة الدهماني، مديرة مدرسة العصماء بنت الحارث للتعليم الأساسي والثانوي في المنيعي، توضح أن عمل المواطنات من بنات المنطقة في الإمارات الكبيرة والبعيدة، ظاهرة جديدة برزت في الأعوام الماضية، فيما استطعن كسر الجانب السلبي من "ثقافة العيب"، مؤكدة أن الوظائف باتت متاحة بوفرة للمواطنات، سواء في المنطقة ذاتها، حيث تستوعب المؤسسات الموجودة فيها، المدارس والمراكز الصحية والمستشفيات، كمستشفى الذيد، نسبة من حاملات البكالوريوس، بينما تستوعب مؤسسات الدولة في الإمارات الكبرى نسبة من خريجات الثانوية العامة .
شمسة ترى أن الدولة قدمت الكثير للمرأة المواطنة، ولا تعتبر أن "البطالة" ظاهرة بين خريجات المنطقة، في المقابل، ترى مواطنات أخريات من بنات المنطقة ذاتها أن "الوظيفة" لا تزال حلمهن الأول، وأمل حصولهن على فرص عمل ينحصر في نطاق ضيق .
تقول أم محمد: لا يعقل أن تضم مدارس المنطقة جميع الخريجات فيها، ما يجعل عدداً كبيراً منهن لا يحصلن على وظائف، ويبقين جليسات بيوت ذويهن، رغم سنوات الدراسة الطويلة والجهد الكبير، الذي بذلنه فيها، وتنقلهن 4 إلى 5 سنوات خلال الدراسة الجامعية بين مناطقهن ومدينة العين أو مدن الدولة الأخرى .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.