بعد كل الأزمات الصعبة التي مرت بها بريطانيا طوال العام المنقضي، ها هم خبراء اقتصاديين يحذرون من أن بريطانيا سوف تضطر للتأقلم مع عام طاحن جديد هو 2013، وسط توقعات بتقلص الأجور وتزايد في معدلات البطالة وانخفاض في النمو. القاهرة: أوضح غالبية الخبراء الذين استطلعت آرائهم صحيفة التلغراف البريطانية بشأن الأزمات الإقتصادية التي تعاني منها بريطانيا أن النمو لن يصل إلى النسبة المتوقعة رسمياً هذا العام، وهي 1.2 %، بالتزامن مع تحذير مركز بحوث الاقتصاد والأعمال من احتمالية حدوث تراجع ثلاثي بنسبة 50 %. وقال بهذا الخصوص جيوف ديكس وهو عضو سابق بمكتب المسؤولية عن الميزانية التابع للحكومة البريطانية ويعمل الآن لدى شركة نوفاس كابيتال ماركيتس "يبدو أننا مقبلون على عام طاحن للغاية. ولا تلوح في الأفق إمكانية لمساعدة المستهلك مع انخفاض التضخم أو مساعدة المُصدِّر نتيجة الوضع في منطقة اليورو. وبينما ما تزال لندن وجنوب شرق البلاد قوية، فإن الوضع يبدو مُحبِطاً للشمال". وهي نفس التحذيرات التي أطلقها معهد بحوث السياسة العامة، وهو مؤسسة بحثية يسارية، حيث تنبأ بأن يكون عام 2013 "عاماً خاصاً بجرذ الأرض"، بعد حدوث تقلص بنسبة قُدِّرَت ب 0.1 % خلال عام 2012. ومضت الصحيفة تنقل عن كبير الخبراء الاقتصاديين بالمعهد، توني دولفين، قوله :" يبدو أن الساسة ليس لديهم أي فكرة بخصوص طريقة دعم النمو في الاقتصاد وهم إذ يأملون أن تتحسن الأحوال". ثم لفتت الصحيفة إلى حقيقة تردي الأوضاع بالفعل في بريطانيا، مضيفةً أن ما يقرب من ثلثي المتسوقين من المتوقع أن يخفضوا إنفاقهم في الشهور الستة القادمة، تبعاً للنتائج التي أظهرتها الدراسة المسحية التي أجرتها شركة كونليمنو للاستشارات. وهي النتائج التي أشارت في السياق ذاته كذلك إلى أن نسبة تقدر بحوالي 2.6 % فقط من المستهلكين هي التي تخطط لزيادة المبالغ التي يقومون بإنفاقها في المتاجر. وبالاتساق مع ضعف النمو المتوقع خلال العام 2013، فإن هناك توقعات أخرى تتحدث عن أن متوسط معدل التضخم للعام نفسه سوف يتراوح ما بين 2.5 و 3 %، وهي نسبة تزيد بكثير عن الزيادة الحالية التي تقدر نسبتها ب 1.8 % في الأجور. كما يتوقع، في نفس الوقت، أن تتصاعد أيضاً معدلات البطالة في بريطانيا من 7.8 % إلى ما يصل إلى 8.3 %. وقال فيكي ريدوود من شركة كابيتال ايكونوميكس :" نحن لا نرى من جانبنا من أين سيأتي النمو الحقيقي. ففي ظل تفوق التضخم على نمو الرواتب، فإن الأرباح الحقيقية سوف تقل بنسبة أخرى قدرها 1 %، لتصل النسبة الإجمالية منذ العام 2008 إلى حوالي 8 %". ومن الجدير ذكره في هذا الجانب أن الشركة قامت بخفض توقعاتها الخاصة بالنمو إلى 0.2 فقط للعام 2013. فيما توقع روس ووكر من رويال بنك أوف سكوتلاند أن يصل النمو إلى 0.9 %، لكنه تابع " يجب أن تؤقلم المملكة المتحدة نفسها مع حقيقة تراجع احتمالات حدوث انتعاش أكثر حيوية". ثم نوهت الصحيفة لحقيقة الاختلاف الحاصل بين الخبراء الاقتصاديين بشأن سياسة بنك إنكلترا هذا العام، وهو ما يعود لمجموعة أسباب من بينها أن مارك كارني، الذي عمل كمحافظ في تموز/ يوليو، شخصية غير معروفة.