قال الدكتور بسام محبوب نائب رئيس شعبة الأمراض الصدرية والحساسية في جمعية الإمارات الطبية إن أكثر من نصف مرضى الربو بالدولة يعانون الربو غير المنضبط . وقدر الدكتور محبوب أن قرابة 13 في المئة من سكان دولة الإمارات العربية المتحدة مصابون بالمرض المزمن المتمثل في تورم بطانة أنابيب الشعب الهوائية، ما يؤدي إلى تضيق المسالك التنفسية، ومن ثُمَّ الحد من تدفق الهواء إلى داخل الرئتين وخارجهما، متسبباً بضيق التنفس، وأزيز أو صفير التنفس، إضافة إلى ألم في الصدر والسعال . أضاف على هامش مشاركته بملتقى الشرق الأوسط للربو الحساسية (MEAAM) الذي عقد في دبي يومي 21-22 ديسمبر/ كانون الأول الماضي بحضور حشد من الخبراء والأطباء الدوليين والإقليميين والمحليين لمناقشة أحدث التطورات والاختراقات في إدارة داء الربو وعلاجه، ثمة اعتقاد خاطئ بعدم حاجة مرضى الربو إلى الدواء إلا بعد أن تباغتهم أعراض المرض، عندئذ نراهم يسرعون إلى أقسام الطوارئ بسبب خوفهم من أعراض المرض مثل ضيق التنفس، ويتسبب كل ذلك في توتر المريض وفي أعباء يمكن تجنبها تثقل على كاهل المستشفيات . وتشير الأرقام إلى أن قرابة 60 في المئة من مرضى الربو يعانون الربو الأرجي أو التحسسي، ومن أكثر ما يقلق الأطباء المحليين مرضى الربو ممن يعانون الربو الأرجي المستمر والحاد ممن لا تتحكم الأدوية التقليدية بحالتهم، وهؤلاء يشكلون نسبة 10 في المئة . ومن جهته قال الدكتور وجيه جزماتي استشاري أمراض الجهاز التنفسي ورئيس شعبة أمراض الجهاز التنفسي بمدينة الشيخ خليفة الطبية الذي أجرى دراسة محلية عن المرض إن الفشل بالتحكم بحالة هؤلاء كما ينبغي قد يؤدي إلى وفاتهم . وأوضح الدكتور جزماتي، والذي استعرض نتائج دراسته خلال الملتقى الذي انعقد برعاية شركة الدواء السويسرية "نوفارتس": "تحقق تقدم مؤخراً في علاج الربو الأرجي المستمر والحاد وغير المنضبط، وذلك بالاعتماد على "أوماليزوماب"، الجسم المضاد أحادي النسيلة الذي يصد IgE، ووجدنا أنه خلال أربعة أعوام حقق المرضى الذين عولجوا ب "أوماليزوماب" تحسناً إكلينيكياً لافتاً في التحكم بمرض الربو، وهذه النتائج مشجعة للغاية" . ويصنف "أوماليزوماب" بين المعدلات المناعية، ويعمل على صد IgE الموجود طبيعياً في جسم الإنسان ومنعه من الالتصاق بالمواد المثيرة للحساسية وكذلك إطلاق المواد الكيميائية التي يمكن أن تتسبب في الالتهاب . وتابع الدكتور جزماتي قائلاً: المصابون بالربو الحاد يتطلبون علاجاً منتظماً ومتعدداً، ومراقبة منتظمة، وفي العادة أطلب من مرضى الربو مراجعتي كل كل ثلاثة إلى ستة أشهر، ولكني في المقابل أطلب من المصابين بالربو الحاد مراجعتي شهرياً لأنهم في مثل هذه الحالة بحاجة إلى مراقبة منتظمة، خشية النوبات المباغتة، لاسيما بين المصابين بالربو غير المنضبط . يشار إلى أن الربو يحدث بسبب تورم بطانة أنابيب الشعب الهوائية، ما يؤدي إلى تضيق المسالك التنفسية ومن ثم الحد من تدفق الهواء إلى داخل الرئتين وخارجهما، ويمكن أن تتسبب بنوبة الربو الحيوانات والتغيرات المناخية والغبار ودخان التبغ . وختم الدكتور جزماتي قائلاً: "قرابة 20-25 في المئة من مرضى الربو هم من المدخنين، وهذا أمر مقلق لأن التدخين بحد ذاته يمكن أن يتسبب بنوبة ربو . ويضاف إلى ذلك انتشار العواصف الترابية وعُثَّة الغبار وهي جزء من هذا العالم، ومما يزيد الأمر سوءاً الرطوبة في أغلب شهور السنة .