لايزال الصبي البريطاني الذي صنع تاريخاً طبياً جديداً، بعد أن أجرى له الأطباء عملية جراحية ابتدعوا له فيها قصبة هوائية من خلاياه الجذعية، يتمتع بصحة جيدة بعد عامين من إجرائه للعملية . وقال الأطباء إن شياران لينش الذي يبلغ من العمر 13 عاماً، تمكن منذ إجرائه للعملية من العودة للمدرسة ونما جسده بشكل جيد، وزاد طوله 4 بوصات . يواصل شياران خوض حياة طبيعية تخلو من العلاجات لمنع جهازه المناعي من رفض العضو المزروع . وشياران كان أول طفل في العالم يخضع لعملية زرع القصبة الهوائية الرائدة . وشملت هذه العملية زرع خلايا جذعية مأخوذة من النخاع العظمي لشياران "لهيكل"كولاجين القصبة الهوائية الخاصة بالمتبرع والمأخوذة من خلاياه . وبمجرد زرع هذا الهيكل، تنضج الخلايا الجذعية، وتنمو وتتجزأ لكي تخلق عضواً جديداً . والسمة العلاجية التي يمكن اعتبارها، اختراقاً طبياً رائداً ومبتكراً، تجسدت في إتاحة الفرصة للخلايا الجذعية لكي تنضج في جسم شياران، عوضاً عن السماح لها بالنمو في "مفاعل"حيوي معملي . وبعد إتمام الترتيبات اللازمة، خضع شياران للعملية الجراحية في مستشفى قريت أورموند ستريت بلندن في مارس/آذار 2010 الماضي . وقد اضطر الأطباء لإخضاعه لهذه العملية في محاولة يائسة منهم لإنقاذ حياته، بعد فشل جميع مساعي العلاج السابقة . شياران ولد بحالة تسمى ب"تضيق البوابة الضخامي"وهي حالة جعلته يعاني ضيقاً شديداً في القصبة الهوائية، وبالتالي صعوبة بالغة في التنفس . وذكر تقرير نشر مؤخراً في مجلة "لانسيت"الطبية أن العضو الجديد أصبح قوياً ولم يظهر أية علامات على الرفض . وطالب الأطباء بإجراء مزيد من البحوث لتسريع تعلفي الأشخاص الذين قد يصابون بهذا المرض في المستقبل، ودعوا لتوفير مزيد من القصبات الهوائية التي يتم التبرع بها . ويقول البروفيسور مارتن بيرشال، أستاذ علم الحنجرة في جامعات المملكة المتحدة: منذ ابتداع خطة العلاجية الخاصة بشياران، ظللنا نستخدم مزيجاً من التكنيكات الحديثة التي برهنت على نجاحها في معالجة أمراض أخرى . ولتقليل فترات التأخير، تفادينا عملية إنماء الخلايا في المعمل التي تستغرق عدة أسابيع، وبدلاً من ذلك لجأنا لإنماء الخلايا داخل الجسم، بنفس الطريقة التي يتم تجريبها حالياً مع المرضى الذين تعرضوا لنوبات قلبية . ونحن بحاجة لمزيد من الأبحاث التي تتعلق بالخلايا الجذعية التي يتم إنماؤها بداخل الجسم، بدلاً من إنمائها أولاً في معمل على مدار فترة زمنية طويلة . هذا البحث ينبغي أن يسهم في تحويل النجاح الذي تحقق في عملية شياران الوحيدة، وجعله متاحاً بوفرة لإجراء علاجات إكلينيكية لآلاف الأطفال الذين يعانون مشكلات قصبة هوائية حادة في كل أرجاء العالم . يذكر أن البروفيسور بيرشال كان أحد أعضاء الفريق الذي أجرى عملية الزراعة لشياران، والذي ترأسه البروفيسور مارتن إليوت في مستشفى قريت أورموند ستريت .