أصبح طفل بريطاني يبلغ من العمر 10 سنوات أول طفل تزرع له قصبة هوائية مطورة من خلاياه الجذعية في عملية جراحية استمرت 9 ساعات في مستشفى “جريت اورموند ستريت” للأطفال بلندن. وتعد الأولى من نوعها عالميا، وإن كانت أول جراحة لقصبة هوائية مصنعة من أنسجة أجريت في اسبانيا عام 2008 لكن بكمية أنسجة اقل. ويؤكد الأطباء أن استخدام أنسجة المريض نفسه في صنع العضو المزروع يقلل من خطر رفض الجسم له. وكان الطفل يعاني من مرض نادر يسمى ضيق القصبة الهوائية الخلقي يولد المصاب به بقصبة هوائية غاية في الضيق، بحيث لم يتجاوز قطرها مليمترا واحدا. وكان الأطباء اجروا له جراحة من قبل لتوسيع القصبة الهوائية لكنه عانى في نوفمبر العام الماضي من مضاعفات ناجمة عن تآكل دعامة معدنية في قصبته الهوائية. وفي هذه التقنية صنعوا له قصبة هوائية، حصل الأطباء عليها من متبرع متوف. وقاموا بإخلائها تماما من الخلايا الطلائية (الوراثية والحية) وابقوا فقط على الهيكل “الكولاجيني”. وحقنوا فيه خلايا جذعية أخذت من نخاع عظم الصبي. ثم تم زرع العضو في جسد المريض، ويأمل الأطباء انه في خلال الشهر المقبل ستبدأ الخلايا الجذعية في التحول إلى خلايا متخصصة لتكون نسيج القصبة الهوائية من الداخل والخارج. وعلق البروفيسور “مارتن بيرشول”، أحد أعضاء فريق العملية بقوله إن الجراحة “نقطة تحول حقيقية”. وأضاف: “اعتقد أن تلك الطريقة ستجعل زرع الأعضاء المصنعة من الخلايا الجذعية ليس قاصرا على المستشفيات عالية التخصص فقط”. وقال البروفيسور “انتوني هولاندر” أستاذ الروماتيزم وهندسة الأنسجة في جامعة بريستول: “ميزة الطريقة الجديدة انه يمكن استخدامها سريعا وبكلفة أقل، لذلك فإذا نجحت يمكن توفيرها لعدد أكبر من المرضى بتكاليف زهيدة”.