كشفت دراسة بحثية أمريكية أن احتساء ثلاثة أكواب من القهوة يومياً قد يزيد مخاطر فقدان البصر والعمى . وتناول كميات معتدلة من القهوة يمكنه أيضاً أن يسهم في زيادة أرجحية الإصابة بمرض الغلوكوما الذي يؤدي لفقدان الإبصار . واقترحت الدراسة على عشاق القهوة، تقليص الكميات التي يتناولونها لتقليل فرص إصابتهم بهذا المرض . وتحدث الغلوكوما عندما تصبح أنابيب التصريف في العين مسدودة قليلاً . هذا يمنع سائل العين من التصريف بطريقة سليمة، وبالتالي يزداد ضغط العين . وهذه يمكن أن تؤدي لإتلاف العصب البصري الذي يربط العين بالدماغ، وبالألياف العصبية القادمة من الشبكية . ويعتقد الباحثون الذين يعملون مع مستشفى برايام وويمنس في بوسطن بالولايات المتحدة، أن مركبات موجودة في القهوة قد تكون مسؤولة عن زيادة الضغط في مقلة العين، والتسبب بحالة مرضية تتلف الإبصار تسمى الغلوكوما التقشيرية exfoliation glacoma . وتحدث هذه الحالة عندما تلامس مادة - أو مواد - قزحية عدسة العين، وتجعلهما يغلقان جهاز ارتشاح السائل "الخاص بمقلة العين«، ويؤدي ذلك لزيادة الضغط في العين . ولم يلحظ الباحثون هذا التأثير السلبي في منتجات كافيين أخرى مثل الشاي والكولا والشوكولاتة . وأظهرت الدراسة أن من يحتسون أكثر من 3 أكواب من القهوة يومياً يزداد خطر تعرضهم للإصابة بالغلوكوما . ويقول الباحثون إن الأسر التي لها تاريخ إصابة بالغلوكوما، تزداد أرجحية تعرض نسائها لهذا المرض . بيد أن العلماء يقولون إن القهوة تتسم بمنافع أخرى بالرغم من آثارها السلبية المحتملة في العين . وأظهر بحث - نشر في أوائل العام الجاري - في مجلة "نيو إنغلاند"الطبية أن احتساء 4 - 5 أكواب في اليوم قد يقلل مخاطر الأمراض القلبية، والسكتات الدماغية السكري وحالات مرضية أخرى . ومرض الغلوكوما يصيب 1% ممن تزيد أعمارهم على 40 عاماً، ونحو 5% ممن تجاوزوا سن ال 65 . والأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بهذا المرض هم: المصابون بالسكري، وذوو الأصول الإفريقية أو الذين ينحدرون من المناطق الكاريبية ذات الأغلبية السوداء، وأفراد الأسر التي لديها تاريخ إصابة متوارث بالغلوكوما . ومرض الغلوكوما يتطور ببطء شديد ولذلك لا يتسم عادة بأعراض ملحوظة . فقدان البصر أيضاً لا يلاحظ، لأن الجزء الأول الذي يتأثر بالغلوكوما في العين هو مجال الرؤية الخارجي . في المرحلة التالية من الغلوكوما، يحدث التلف داخل العين ببطء، وينتقل نحو مركز العين .