عمرو سلامة: الأوضاع السياسية والاقتصادية وراء احتلال الفيلم الأجنبى لدور العرض لا يوجد نص درامى أو سينمائى يضاهى دراما الأخبار التى نشاهدها ونقرأها كل يوم يبدو أن الفيلم الأجنبى سوف يحتل صدارة المشهد السينمائى فى الفترة المقبلة، فحالة الركود التى تعيشها السينما المصرية حاليا وتخوف المنتجين من الخسائر جعل الموزعين يعتمدون على إغراق السوق وملء دور العرض بالأفلام الاجنبية مثل فيلم Life of Pi للمخرج انج لى، وفيلم The Silver Linings Playbook بطولة برادلى كوبر وروبرت دينيرو، وفيلم Alex Cross بطولة جان رينو، وفيلم Les Miserables بطولة أماندا سيفريد وراسل كرو وآن هاثاواى، وفيلم Jack Reacher بطولة توم كروز وغيرها من الأفلام. الناقدة ماجدة موريس أكدت أن الأوضاع السياسية وراء تخوف المنتجين الكبار من إنتاج الأعمال السينمائية الكبيرة فلم ينتج فيلم بإنتاج كبير سوى فيلم «بعد الموقعة»، وهو ما يكشف مدى هشاشة صناعة السينما فى مصر، ويجب أن نشهد للسبكية بالجرأة لأنهم قدموا عددا كبيرا من الأفلام بعضها تجارى، لكن الآخر جيد مثل فيلم «ساعة ونص»، ولكن فى النهاية يكشف الأمر عن مسؤولية الدولة التى تركت الأعمال الفنية لذوق المنتجين ممن تحكمهم قواعد التجارة، وعدم وقفوها بجانب أصحاب الأفلام المستقلة مثل فيلم «الخروج للنهار» و«هرج ومرج» وفيلم «عشم» وفيلم «الشتا اللى فات»، مشيرة إلى أن الدولة يجب أن تعرف أنها أمام أجيال من المبدعين وأن السينما مصدر للفخر وللعملة الصعبة، ومخاوف المبدعين من الحكام الجدد هى التى تساعد أكثر وأكثر على احتلال الفيلم الأجنبى لدور العرض السينمائية مرة أخرى بعد 25 عاما. الناقد الكبير رفيق الصبان يرى أن عودة الإنتاج السينمائى المصرى مرهونة باستقرار الأوضاع السياسية، وهو الأمر الذى فرض على أصحاب دور العرض اللجوء إلى الفيلم الأجنبى، خاصة أن أصحاب دور العرض لديهم مسؤوليات مالية تجاه العاملين بدور العرض وتجاه أنفسهم، ومن حقهم أن يبحثوا عن مصدر رزق فى ظل تراجع الفيلم المصرى، مضيفا أن الدولة لم ولن تفكر فى دعم صناعة السينما حاليا، خاصة فى ظل توتر الأوضاع السياسية والاقتصادية. فيما تقول الناقدة ماجدة خيرالله إنه على المنتجين المصريين ألا يخافوا فلا يوجد مبرر لذلك الخوف لأن المواطن الذى يذهب لمشاهدة المباريات هو نفسه الذى يشاهد السينما وحياته مستمرة وغير متوقفة وكان يذهب لدور العرض فى وقت حظر التجوال، وبالتالى لا يوجد تخوف وهذا ما يفعله أحمد حلمى الذى قرر طرح فيلمه حاليا. بينما يؤكد المخرج عمرو سلامة أن الأوضاع السياسية والاقتصادية وراء احتلال الفيلم الأجنبى لدور العرض، وهو فى حد ذاته أمر جيد، وأفضل من أن تظل دور العرض خاوية بلا أفلام، مشيرا إلى أنه لا ينتظر من الدولة أن تحل أزمة السينما فى مصر، مطالبا أجهزة الدولة بترك السينما فى حالها وعدم التضييق عليها مع تقليل القيود الرقابية على الأعمال الفنية. أما المخرج سعد هنداوى فيقول إن الوضع الحالى غير مستقر لتقديم أى أعمال فنية، خاصة فى ظل اقتراب ذكرى ثورة 25 يناير، وما قد يصاحبها من أحداث، ويضيف لا يوجد نص درامى أو سينمائى يضاهى دراما الأخبار التى نشاهدها ونقرؤها كل يوم.