أخبار مصر فى الذكرى الثالثة والعشرين لوفاة الصحفى والروائى الكبير إحسان عبد القدوس، قال الكاتب لويس جريس فى لقاء ببرنامج "صباح الخير يا مصر"، إن أهم ماميز كتابات إحسان عبد القدوس هو دعوته لمساواة المرأة بالرجل فى الحقوق المجتمعية والواجبات. وأوضح جريس أن عبد القدوس كان يؤمن بقدرة المرأة على التنظيم بين واجبات عملها كربة أسرة وإنجازها فى المهنة التى تشغلها. وأشار إلى تبنى إحسان عبد القدوس فكر قاسم أمين، الذى حارب من أجله فى بداية القرن العشرين، ومطالبته بتحرير المرأة من القيود المبالغ فيها والمفروضة عليها من المجتمع بعدم الخروج، وعدم العمل وعدم المشاركة فى المناقشات، وعدم حريتها فى اختيار شريك حياتها . وأضاف جريس، أن تاثير المرأة فى حياة إحسان عبد القدوس متمثل فى آلام السيدة فاطمة اليوسف، حيث ورث عنها العناد فى الحق وتحقيق الهدف والإيمان بالمساواة، وقدرة السيدة على العمل والإنجاز، خاصة أنها شقت طريقها اعتمادا على ذاتها حتى أصبحت صاحبة مجلة من أشهر مجلات القرن العشرين. وأكد أنها رفضت تعيينه فى المجلة بعد تخرجه، وأبلغته أن عليه الاعتماد على ذاته فى الالتحاق بدار صحفية بعيدة وإثبات قدراته كصحفى مميز، ولم ترض بالتحاقه بروز اليوسف إلا بعد أن اشتهر بكشف فضائح الأسلحة الفاسدة عام 1948 بدار الهلال . وأضاف أنه شهد بنفسه انتقادها له وتعنيفها فى بعض مواقفه، ولم يغضب أو يحزن وأثبت بعد جولاته الصحفية الشهيرة أنه روائى قدير اهتم أيضا بقضية المرأة وضرورة منحها الحرية فى الاختيار. وأشار إلى أن منتقديه استغلوا رغبته الشديدة فى إشاعة حقوق المرأة واتهموه بالتخصص فى أدب الفراش، وهو بالفعل قد خاض معارك بسبب أنه كان يؤمن أن إصلاح العلاقة بين الرجل والمرأة تأتى بإقرار الطرفين فى الاختيار ومساوتهما فى الحقوق الزوجية. وأكد جريس أن عبد القدوس كان أكثر المحررين عملا، ولم يكن مدلالا حتى بعد أن رأس تحرير روز اليوسف، وكان ثائرا فى كل ما يكتب على عيوب المجتمع ونواقصه، وكان يسعى بجرأة لإصلاحها كما لم يعرف عنه الغيرة المهنية، والتى تنتشر بين أصحاب المهنة الواحدة فسعى لتقديم وجوه جديدة فى الكتابة الصحفية والروائية ومنهم يوسف إدريس وعبد الرحمن الشرقاوى ومصطفى محمود، وكلهم أسماء احتلت مكانتها على الساحة الأدبية العربية وكان يقوم بتشجيعهم واختيار اللون الملائم لكل منهم.