التي فجرها شبابنا بعد أن تخلصوا من رداء الخوف إلي الأبد, يقفز إلي الأذهان, ودون أي إذن, سؤال يتردد صداه في كل جنبات مصرنا التي وهنت نتيجةالنضال والمزايدات: هل صاغ الحزب الحاكم عقدا اجتماعيا جديدا بينه وبين المصريين؟. والعقد الاجتماعي مفهوم قديم قدمه أفلاطون وأرسطو, إلا أنه تحول إلي نظرية اجتماعية سياسية علي يد توماس هوبز وجون لوك وجان جاك روسو, وكانت اسهاماتهم الوقود الذي أشعل شرارة الثورة الفرنسية. وهذه النظرية في أبسط صورها ودون أي فلسفة تعني ان يتنازل أفراد المجتمع عن جزء من حقوقهم وحرياتهم في مقابل التمتع بمميزات المجتمع السياسي( الدولة) من دفاع وأمن وتعليم ورعايةصحية وفرص عمل.. إلخ, بمعني آخر في مقابل الحصول علي العيش والحرية والعدالة الاجتماعية. أعتقد أن الحزب الحاكم لم يستطع بعد اقناع المصريين بتفاصيل عقده الاجتماعي الجديد,ولم ينجح في زرع الأمل في النفوس ثم التحرك إلي مرحلة التنفيذ. زراعة الأمل في النفوس أن الغد أفضل من الأمس واليوم, سوف تحرك مكنونات الشخصية المصرية, كل في مجاله بحيث يتعاظم الانجاز وتكون المحصلة دفعات مذهلة إلي الإمام. الأمل الذي تم قتله في النفوس طيلة ال30 عاما الماضية عندما يخرج من القمقم, ويجد عقدا اجتماعيا جديدا يرعاه, سوف يكون اشبه بالجن الذي يستطيع عمل وانجاز أي شيء في لمح البصر.