تشجيع الشباب على إقامة المشروعات ودعمهم من أجل خلق جيل جديد من رواد الأعمال هدف المعسكر الشتوي الذي أقامته مؤخراً مؤسسة رواد لدعم مشروعات الشباب بالشارقة بالتعاون مع وزارة شؤون الرئاسة بمشاركة 44 مشروعاً لشباب من مختلف المؤسسات والمدارس والجامعات بالدولة . والمعكسر، الذي عقد بين 20 ديسمبر/كانون الأول الماضي والثالث من الشهر الجاري، إحدى الاستراتيجيات الجديدة التي تنتهجها مؤسسة رواد من أجل إعداد الجيل الجديد من رواد الأعمال . وتهدف المبادرة إلى دعم فكر وثقافة ريادة الأعمال في إمارة الشارقة، وتحفيز الشباب على تأسيس مشروعات متميزة وتقديم تسهيلات وحوافز لرواد الأعمال لعرض وتقديم أفكارهم ومنتجاتهم . ومن خلال المبادرة، يمكن للشباب من مختلف الجنسيات وخاصة الإماراتيين إقامة محال صغيرة لبيع منتجاتهم بالأماكن التي حددتها المؤسسة، وهي مجانية . وتهدف المبادرة أيضاً إلى استكشاف قدرات الشباب على تأسيس المشروعات الخاصة وإدارتها من دون أية مخاطر أو أعباء مالية تحول دون إقدامهم على خوض التجربة ويتم في ما بعد اختبار قدرتهم الذاتية على التحول إلى رواد لأعمال ذات صبغة مميزة وناجحة . عمران بتوان، مدير خدمة العملاء بمصرف أبوظبي الإسلامي، أحد الشباب الإماراتيين المشاركين في المشروع يقول: هذه هي المرة الأولى التي أشارك فيها بمشروع "رواد"، وقررت المشاركة لرغبتي في إقامة مشروع خاص بي، خاصة أنني أهوى الأعمال والاستثمار . ويضيف: شاركت بمشروع لبيع الشيكولاتة والتزيين وكذلك الورود ولاقت الفكرة إعجاب الجميع حيث تعد بالنسبة لي الانطلاقة للتعرف إلى عالم الأعمال والتجارة من أجل التمهيد لبدء مشروع جديد خاص بي في الفترة المقبلة . مروان السنهوري، طالب بالصف الحادي عشر بمدرسة النور الدولية، يقول: لدي هواية التمثيل وأعمل على المشاركة في أكثر من عرض مسرحي بالشارقة ومن هنا قررت أن يكون مشروعي عن الدمى والعرائس الصغيرة التي أصنعها بالمشاركة مع المخرج الإماراتي عدنان سلوم الذي ساعدني في ذلك كثيراً ونمى موهبتي . ويضيف: فكرة الدمى والعرائس جديدة على مشروعات الشباب، خاصة المصنوعة يدوياً، وهو ما جلعني أقبل الفكرة من أحد المقربين من أجل المشاركة في مشروع جيل الرواد وجدتها فرصة لعرض موهبتي أمام الجميع وقضاء وقت إجازة نصف العام . وأشار إلى أن أغلب زبائنه من العائلات والأطفال لأنهم أكثر الفئات إقبالاً على شراء الألعاب والعرائس الصغيرة لأنها مصنعة يدوياً وبشكل مميز . وتقول فتون الجاسم، طالبة بالجامعة الأمريكية بالشارقة، إنها شاركت وزميلتها بالجامعة إيمان الأميري بمشروع لبيع الملابس والأحذية المطبوع عليها بعض النقوش والزخارف . وتضيف: طبيعة المشروع بحاجة إلى موهبة في الرسم وهي موجودة لدينا وقمنا بتنميتها من خلال الرسم على المنتجات المختلفة التي صممتها أنا وزميلتي . وتوضح زميلتها إيمان الأميري أن مشاركتها لأول مرة في مشروع رواد جاءت من أجل رغبتها في إقامة مشروع خاص بها في الفترة المقبلة بعد التخرج في الجامعة . وتقول: اشتراكي فتح الباب أمامي من أجل التعرف إلى أفضل الأساليب في التجارة، وهي خبرة إضافية أسعى للحصول عليها قبل التخرج في الجامعة . ورغبة المؤسسة في تشجيع الشباب والفتيات المشاركين بالمجان من أكثر النقاط التي حفزتني على المشاركة، لأنني لم أرغب في الحصول على دعم من الأهل لرغبتي في الاعتماد على نفسي بأول مشروع أنفذه . أسما البلوشي شاركت في المشروع من خلال متجر بعنوان "الغوالي" وهو مخصص لمنتجات حصرية مرسومة باليد على ملابس صممتها لتشارك بها في المعسكر . وتوضح البلوشي أنها قدمت هذه المنتجات لأول مرة داخل أسواق المخيم وهو ما جعلها تلاقي إقبالاً كبيراً من الزبائن المترددين على المشروعات خاصة فئة الشباب، مما جعلها تصاعف المنتجات المعروضة . وتقول أميرة غسان: الرغبة في التميز وخلق فرص عمل جديدة والتعرف على آليات السوق وهدفنا من البداية وهو ما وصلنا إليه حيث اكتسبنا خبرة التجارة في وقت قليل مما يدفعنا خلال الفترة المقبلة إلى إقامة مشروعات خاصة بنا في هذا المجال . وأكدت خيرية العوضي التي تشارك لأول مرة في مثل هذه المشروعات أنها لم تكن تتوقع النجاح الذي حققه المشروع منذ الأسبوع الأول، خاصة أن المعسكر أقيم في فترة إجازات، لكن المردود المادي كان مناسباً، إضافة إلى التشجيع الدائم من المؤسسة الذي ساعد على رفع الروح المعنوية للمشاكين كافة . شيماء عادل، طالبة جامعية من ضمن المشاركين في برنامج رواد وعرضت بضاعتها بستي سنتر الشارقة تقول: شاركت لأول مرة في مثل هذه المشروعات من خلال محل لبيع منتجات "البحر الميت" من الزيوت والعطور والطين وكل المنتجات التي تستخدم في حماية البشرة وقدمت فكرة المشروع للجامعة ووافقت على مشاركتي خلال فترة الاجازة . وأوضحت أن الإقبال على المشروع أكثر من الفتيات لأنهن أكثر اهتماماً بالبشرة، موضحة أن المشروع حقق نجاحاً منذ البداية . ويقول عمر أحمد، طالب جامعي، إنه باع الشنط والإكسسوارات المصنوعة من القماش وكلها منتجات يدوية تخص كل المراحل العمرية وأفراد الأسرة، وأن الكمية المعروضة في المحل نفدت في الأيام الثلاثة الأولى . وأوضح أنه كان مستعداً لتنفيذ المشروع منذ أن أعلنت المؤسسة عن بدء تلقي الطلبات للمشاركة، وهو ما جعله يوفر بضاعة متميزة نالت إعجاب ورضا الجميع . ويقول أحمد محمد المدفع، رئيس مجلس إدارة مؤسسة رواد، بعد نجاح تجربة المعسكر الصيفي لبدء الأعمال الذي أقامته المؤسسة ومهد نجاحه لطرح عدد من المبادرات لإعداد الجيل التالي من رواد الأعمال، جاء انطلاق المعسكر الشتوي برعاية وزارة شؤون الرئاسة لتعزيز قدرات الشباب في مجال الأعمال . ويضيف: هذا المعسكر نقطة التقاء بين توجهات المؤسسة والوزارة من خلال التركيز على دعم المبادرين الذين تتوافر لديهم الأفكار الطموحة ويحتاجون فقط إلى التحفيز وتوفير البيئة المناسبة لتحقيق طموحاتهم في التحول إلى رواد الأعمال حيث يتم العمل من خلال هذا التوجه على استقطاب الأفكار الجديدة وتوجيهها لإنتاج وتقديم منتجات جديدة أو تطوير منتجات قائمة عبر منحهم فرصة التسويق والترويج المباشر لمنتجاتهم من خلال مقار تجارية مجانية تم توفيرها بالتعاون مع العديد من الجهات مثل "سيتي سنتر الشارقة" وواجهة المجاز والقصباء. حماية الكمبيوتر أيمن العولقي، طالب بمعهد أدنوك، أوضح أنه شارك من خلال مشروع لبيع برامج حماية الكمبيوتر والأطفال من شبكة الإنترنت، ويتحدث عنه قائلاً: مشروعي يتميز بكونه يمنع الأطفال من الدخول إلى المواقع غير المرغوب فيها وبالتالي يمكن أن نضمن الحماية الأسرية لهم من خلال هذا البرنامج المصمم خصيصاً للأهل . ويضيف: هناك العديد من البرامج الأخرى التي قمت بتصميمها بمساعدة أحد المقربين لي من أجل بيعها في الجناح الخاص بي بالمعكسر، ولاقت الفكرة إعجاب الكثير من الزبائن خاصة من الأسر . محل بقالة فاطمة إبراهيم وأميرة غسان وخيرية العوضي ثلاث طالبات إماراتيات أقدمن على تنفيذ مشروع خاص بهن في المعسكر الشتوي من خلال محل لبيع منتجات البقالة . وتقول فاطمة إبراهيم "عندما قررنا المشاركة حاولنا إيجاد فكرة محل يمكن أن نحقق من خلاله ربحاً، فوقع الاختيار على البقالة . وتضيف: خلال الأسبوع الأول من المشروع استطعنا تحقيق عائد مادي والحصول على كلفة المشروع المبدئية وهو ما كان بادرة أمل لنا لتحقيق نجاح أكبر خلال فترة العرض.