هدى جاسم، وكالات (بغداد) - أعلن نائب رئيس الوزراء العراقي حسين الشهرستاني أمس إطلاق سراح 335 معتقلا خلال الأيام السبعة الماضية إثر تظاهرات واعتصامات انطلقت منذ ثلاثة أسابيع في محافظات شمال وغرب البلاد، وقدم اعتذاره للمتظاهرين باسم الدولة العراقية عمن اعتقل وهو بريء. ونجا وزير المالية العراقي رافع العيساوي الذي انطلقت شرارة الثورة في الأنبار بعد اعتقال حمايته، من محاولة اغتيال في بغداد، فيما وجه زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر نصيحة إلى رئيس الحكومة نوري المالكي للتوجه "بنفسه" إلى شعبه في المحافظات المحتجة والمعتصمة، وطالب السياسيين بالإسراع في حسم قضية رئيس الجمهورية، محذرا من "سريان الدكتاتورية" من رئاسة الوزراء إلى رئاسة الجمهورية، وسط استمرار التظاهرات والاعتصامات في الأنبار وصلاح الدين وديالى والتأميم ونينوى التي هددت بالعصيان المسلح. وقال الشهرستاني في كلمة ألقاها خلال إطلاق سراح 178 معتقلا في بغداد مخاطبا المعتقلين "أعتذر باسم الدولة العراقية لأي واحد منكم تم اعتقاله والاحتفاظ به هذه الفترة، وثبتت بعد ذلك براءته". وتابع أن "هذه الأمور تحدث ليس في العراق فقط لكن في كثير من الدول كذلك". وحضر إطلاق سراح المعتقلين جمع من أهاليهم ووزراء العدل حسن الشمري وحقوق الإنسان محمد شياع السوداني ومسؤولون آخرون. وكانت الحكومة العراقية شكلت الأسبوع الماضي لجنة برئاسة الشهرستاني تولت تسلم طلبات المتظاهرين المشروعة التي لا تتعارض مع الدستور وتقديمها كمقترحات إلى مجلس الوزراء. وحذر الشهرستاني من اعتقال أبرياء قائلا "وصيتي لكل الأجهزة الأمنية العراقية ألا تتعجل ولا تتسرع في الاعتقال وإنما تركز على المجرم الحقيقي الذي ارتكب جرما بحق العراقيين". وأكد المتحدث باسم وزارة العدل حيدر السعدي إطلاق سراح 17 بينهم عدد من النساء، دون الإشارة لتفاصيل أكثر. وسلم الشهرستاني والوزراء لكل معتقل أطلق سراحه وبينهم عدد من كبار السن مصحفا هدية. وقال الشهرستاني مخاطبا المعتقلين "أرجوكم التعاون مع أهلكم وشعبكم لمنع الإرهابيين الحقيقيين للنيل من هذا الشعب". وقال أحد المعتقلين ويدعى مهدي صالح (42 عاما) وهو من أهالي الفلوجة بالأنبار واعتقل على يد القوات الأميركية عام 2009، إن "هذا الإجراء خطوة جيدة لأننا كنا يئسنا بشكل كامل من إطلاق سراحنا". وذكر أنه قد صدرت بحقه أربعة قرارات قضائية بالبراءة آخرها الشهر الماضي دون أن يطلق سراحه. ... المزيد