في حلقة ملفتة للنظر ضمن سلسلة الهجمات التي يتعرض لها الإسلام في بريطانيا، يقول محام إنه نجح في وقف بناء 16 من 17 مسجدا حول البلاد. ويسوق مبرراته لهذه المهمة بأن الإسلام دين يشجع على الرذيلة. يقول محام بريطاني إنه يحاول «وقف المد الإسلامي» في البلاد وإن جهوده كللت بنجاح باهر لأنه أوقف 16 مشروعا لبناء مساجد (من مجموع 17) في مختلف أرجاء بريطانيا. المحامي هو غافين بوبي (48 عاما) الذي يصف نفسه بأنه «مدمّر المساجد»، وقيل إنه ينتمي للجماعة اليمينية المتطرفة «عصبة الدفاع الانكليزية» التي آلت على نفسها التصدي بكل الوسائل لما تراه غزوا إسلاميا لثقافة بريطانيا الغربية. ويتخذ بوبي من مكتب محاماة أقامه وسمّاه «مؤسسة القانون والحرية» منطلقا له ويعرض منه خدماته القانونية مجانا لمن يأتي اليه طالبا العون في إجبار المجالس البلدية على وقف تشييد أي مسجد كان وفي أي مكان. وهو لا يخفي دوافعه الى كل هذا فيقول إن الإسلام «يشجع الاستغلال الجنسي وبضمنه استغلال الأطفال والسمسرة في الفاحشة (القوادة)». ومما يقوله هذا المحامي في شريط فيديو بثّه على الإنترنت ونقلت فحواه صحف بريطانية: «إذا كان ثمة من يعلم بأي طلب مقدم لإقامة مسجد أو مركز إسلامي أو مركز ثقافي لأي جماعة مزيّفة أو مؤسسة تقول إنها تسعى للتفاهم والتناغم بين الأديان، فليأت اليَّ وليحطني علماً بذلك». ويتخصص بوبي في قانون التخطيط الإنشائي ويدير مكتبه للاستشارات في هذا المجال من مدينة بريستول في جنوب غرب انكلترا. لكنه صار ينشط بشكل خاص في التصدي قانونيا لبناء المساجد قائلا إنه نجح في 16 حالة من 17. وبين المناطق التي نحج في منع تشييد مساجد كانت مزمعة فيها بلاكبول ويورك وبولتون وإيلينغ (غرب لندن) وكيركلي (غرب مقاطعة يوركشاير). وقال إنه نحج أيضا في وقف مشروع لإقامة مسجد على أنقاض «حانة (pub) قديمة وجميلة» تسمى The Jolly Sailor «البحّار السعيد». وأقام بوبي خدماته المتخصصة في وقف بناء المساجد متخذا لها اسما وشعارا من وحي هوليوود. فقد حرّف اسم الفيلم الكوميدي الشهير Ghostbusters «مدمّرو الأشباح»، فسمى خدماته تلك Mosquebusters «مدمّرو المساجد». واستعار من الفيلم ايضا شعاره وهو عبارة عن شبح سجين خلف علامة «ممنوع» الغرافيكية ويحاول عبثا الهروب منها. لكن بوبي استعاض في شعاره عن الشبح بصورة للواعظ أبو حمزة المصري. وسارعت «عصبة الدفاع الانكليزية» من جهتها للإشادة على موقعها الإلكتروني وصفحاتها في «تويتر» بأعمال هذا المحامي، وأهابت بأعضائها الاتصال به حال علمهم بأي نوايا لتشييد مسجد في أي مكان. ويرد في معرض شرح هذه الجماعة أهدافها أن ثلاثة تهديدات تنتصب أمام سلطة الدولة في بريطانيا وأوروبا. ويأتي في معرض شرح العصبة التهديد الثالث قولها إنه يتمثل في «الانقسامات العرقية، خاصة ذلك الذي يتعلق بالجزء الإسلامي وغير الإسلامي في المجتمع، وكون العنف هو جوهر الدين الإسلامي. ومع ذلك فإن الساسة والنخب الفكرية تغض النظر عن هذا وتقوّض بذلك أسس القانون والحرية. ولذا تعيّن علينا أن نقوّم هذا الأمر بالفعل وليس مجرد اللسان، لأجل الحفاظ على أنفسنا وكينونتنا». وفي ما يتعلق بالمحامي بوبي فإن حجه تقوم على أسس قانونية قد يقول البعض إنها واهية، لكنها تظل قانونية مع ذلك. ومن هذه أن تشييد مسجد «يجر معه تلوث البيئة من حركة السيارات التي تشكل بدورها خطرا على أطفال المدارس». كما أنه، كما يقول، «سيأتي بالغرباء الى المنطقة ويرفع بذلك معدلات الجريمة». ويشير بوبي الى عدد من القضايا الجنسية التي نظرت فيها المحاكم مؤخرا وأدين فيها مسلمون بتهم تتعلق بالاغتصاب واستغلال القاصرات والمتاجرة بالجنس. ومن هذا المنطلق فهو يقول إن المساجد «ليست أماكن للعبادة مثل الكنائس، وإنما تُوظَّف لأغراض أخرى منها تشجيع الأتباع على الاستغلال الجنسي واستغلال الأطفال والسمسرة في الفاحشة». ويمضي قائلا إن التعاليم الإسلام «تشجع، وفي بعض الأحيان تفرض على المسلمين، سبي غير المسلمات وأخذهن متاعا لهم وأمات للجنس. ومن أجل التصدي لهذه التعاليم - وهي جذر المشكلة - تعيّن عليك وقف بناء المزيد من المساجد».