الإنتقالي الجنوبي هو الرقم الصعب في المعادلة الحالية وهي المعادلة التي أوصلتنا إليها التركة السياسية السابقة ، والتي كانت تتبنى مشروع الستة الأقاليم الغير مقبولة موضوعيا لدى الواقع الجنوبي ، كما أنها تقاطعت مع مشروع الكنهوت الحوثي الذي طرأ في الأساس لمحاولة وأد وتصفية القضية الوطنية الجنوبية ، وعلى يد الكهنوت الحوثي سقط مشروع الستة أقاليم وتلاها من الكهنوت الحوثي : إستباحة الجنوب ( عزو الجنوب مرة أخرى ) وعند التحرير من هذا المستبيح الجديد من قبل كل فئات وشرائح المجتمع الجنوبي والذي لازال تهديده للجنوب قائما تكمن الأهمية للإنتقالي الجنوبي . فالإنتقالي الجنوبي لم يأت من فراغ فهو ؛ التحصيل الحاصل العملي الواقعي لنضالات الشعب الجنوبي في سبيل الخلاص من الهيمنة والإحتلال اليمني للجنوب ، وهذا النضال الذي بدأ عند إحتلال اليمنيين للجنوب في العام 1994م . نزيد ونؤكد على أن الإنتقالي الجنوبي هو حامل لواء القضية الوطنية الجنوبية وله الحق في أتخاذ مايراه مناسبا وموضوعيا في الشأن الجنوبي . وفي السياق نقول بأن التفاهمات الخارجية والتي تلقي ظلالا في الواقع الجنوبي المعاش قد تؤثر تأثيراً يسيرا آنيا ، ولكنها ستعود إلى الواقع الجنوبي المحسوس ، ولن يهربوا منه وفي هذه الحالة يبرز بروزا واقعيا ؛ الإنتقالي الجنوبي في الساحة والمنطقة بحكم الواقع . والإنتقالي الجنوبي هو عاكس للحالة الجنوبية في كل لحضة وحين ، وعليه فأن الإنتقالي الرقم الصعب جداً في المعادلة السياسية الراهنة ولا يمكن باي حال من الأحوال تجاوزه .. فكل المشاهد تعثر عليه وفي جنح الظلام ( كونه موضوعي وماعداه ذاتي ) في الازمة والحرب ، والتي تجاوزت السنة العاشرة ، فعلى الجمع الخارجي والداخلي الإمتثال لقضية وطنية شعبها يرزح تحت المعاناة والحرمان والسلب والتعب وإمتصاص حقه في قاطبة النواحي .