واشنطن- أ ش أ ذكرت صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور" الأمريكية، اليوم الأربعاء، أن الرأي العام الفرنسي يؤيد في الوقت الراهن التدخل العسكري في مالي، ولكن إلى متى سيستمر في تأييده لهذه العمليات؟. ونقلت الصحيفة الأمريكية، على موقعها الإلكتروني عن خبراء قولهم: إنه "في الوقت الذي حصلت فيه قرارات الرئيس الفرنسي، فرانسوا أولاند، بإرسال قوات إلى مالي، على دعم المجتمع السياسي الفرنسي، ولكن الرأي العام هناك يمكن أن يتغير ويتعكر؛ إذا لم تستمر النجاحات الأولية للحملة". وتابعت الصحيفة: إنه "على الرغم من مفاجأة انخراط فرنسا عسكرياً في مالي، فإن قرار "أولاند" بإرسال قوات إلى الدولة الافريقية المضطربة، قد لاقى استحساناً من كافة المجتمع السياسي الفرنسي، حيث أن الساسة الفرنسيين من كافة الأطراف تقريباً في البلاد حتى الآن يدعمون هذه الحملة، التي حققت نجاحات مبكراً في وقف زحف متمردي جنوبمالي، الذين على صلة بتنظيم القاعدة، والذين سيطروا على شمال البلاد في النصف الأول من العام الماضي". واستطردت الصحيفة، أن الترخيص بشن هجوم عسكري في مالي، فإن الرئيس الفرنسي أخذ مخاطرة سياسية طويلة المدى، وذلك إذا غرقت فرنسا في الصراع المتفاقم. ولفتت الصحيفة الامريكية، إلى أن قرار "هولاند" خوض مثل هذا الصراع بسرعة، بناء على طلب من رئيس مالي، أظهر قدرة الرئيس الفرنسي في أن يكون جريئاً وحاسماً -كما يقول المحللون. وأضافت الصحيفة، أن "هولاند" أقنع الأمة بنجاح في أن بقاء هذه المستعمرة الفرنسية السابقة أمر بالغ الأهمية، ليس فقط حليفاً لفرنسا، ولكن لدول الجوار في أفريقيا وللشعب الفرنسي نفسه. ونقلت "صحيفة كريستيان ساينس مونيتور"، الأمريكية، عن سوسي دينيسون- زميل السياسات لدى المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية في المملكة المتحدة، إنه "على مستوى السياسية الداخلية، فقد كانت خطوة جيدة ل"هولاند"، حيث أنه حصل على دعم بالإجماع إلى حد كبير من مختلف الانتماءات السياسية"، ولكنه استطرد قائلاً: "تقدم الصراع يصبح أكثر تعقيداً، حيث يُمكن أن تظهر المزيد من القضايا". وأوردت الصحيفة، استطلاعاً للرأي أجراه المعهد الفرنسي للرأي العام "ايفوب" أظهر أن 63% من الذين شملهم الاستطلاع، يؤيدون التدخل الفرنسي في "مالي"، في حين أن 37% يعارضون ذلك، وبالمقارنة فقد أظهر استطلاع رأي أُجري في عام 2001، حول مشاركة فرنسا في التدخل الأجنبي في "أفغانستان" بقيادة الولاياتالمتحدة، أن 5% من الشعب الفرنسي يؤيد التدخل.