مرحباً بقدومك يا عيدنا الوطني الأغر، مرحباً بك يا عرس الأعراس ويا عيد الأعياد وثورة الثورات، يا عزنا وفخرنا ومجدنا، مرحبا بك في ذكراك التاسعة عشرة وأنت أكثر صلابة وأشد قوة ومنعة وخيرك يعم أرجاء الوطن. لقد كنت قبل 22 مايو 1990م حلماً وهدفاً، ضحى في سبيلك ومن أجلك شعبنا بالغالي والرخيص، وأصبحت حقيقة وواقعاً تتوج كل تضحياته ونضالاته منجزات ومكاسب ونجاحات في ظل القيادة الحكيمة للفارس الوحدوي الرئيس علي عبدالله صالح. إن الأصوات النشاز التي تنطلق من هنا وهناك لإعادة عقارب الزمن إلى الوراء، أصوات حاقدة يغيظها ما مثلته الوحدة في حياتنا من قوة وتطور ورقي، وهي أصوات مأجورة تخدم مخططات معادية تهدف إلى إيقاف عجلة التنمية والبناء عن الدوران، كما تهدف إلى إعادة تفكيك الوطن وتمزيقه من أجل إضعافه ومنع تأثيره الإشعاعي في محيطه وحجب بصيص النور الذي أضاء ليل أمتنا الحالك، وهم واهمون في كل ما يطمحون لأن الوحدة محمية ومصانة بإرادة الله وإرادة شعبنا وأمتنا، وهيهات لأفراد مأزومين أن يقرروا مصير شعب وأمة. ولأننا أصبحنا بالوحدة رقماً يذكر على الساحة الدولية.. بها كبرنا وانتعشت آمالنا، وتحقق لنا الاستقرار والطمأنينة، وأخذت أحلامنا وطموحاتنا في وطن مزدهر آمن ومتطور تتحقق وتصبح حقيقة فإن مسئوليتنا تتعاظم وتكبر في الحرص على هذا المنجز التاريخي العظيم وصيانته والدفاع عنه ضد كل من تسول له نفسه المساس بهذا المنجز وتشويه صورته مع يقيننا التام بفشل كل محاولاتهم وعدم مقدرتهم على إيقاف عجلة الوحدة، لأنها قدر ومصير شعب وليست رغبة ونزعة أفراد مأجورين. إن راية الوحدة ستظل خفاقة فوق كل شبر من أرضنا الطاهرة العزيزة لأنها أعادت الاعتبار للتاريخ، ولأنها خلصت شعبنا من التمزق والتشرذم والتقزم وأنقذته من دوامة الصراعات ودورات العنف الدموي وقادته إلى بر الأمان، إلى الأمن والسكينة ليتفرغ لبناء الوطن وتعويض السنوات العجاف التي ضاعت من تاريخه ويضع أقدامه بثبات فوق حقبة جديدة من حياته تجسيداً لقوله تعالى (فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض) صدق الله العظيم