يتفق كل فرقاء العمل السياسي والحزبي والمنظمات المجتمعية وفئة الشباب وغيرهم من ألوان الطيف في المشهد السياسي الرهن على حقيقة مسلمة لا خلاف حولها ،إلا وهي ان الحوار الوطني الواسع والشامل والشفاف ،هو الوسيلة الوحيدة ولا سواه لتجاوز كل مشكلاتنا ومعضلاتنا وخلافاتنا الجاثمة اليوم على صدر الوطن والشعب. والاتفاق من جميع الأطراف على الالتزام مبدأ الحوار يمثل الخطوة الأولى على الاتجاه الصحيح،والذي سيصل بنا إلى بر الأمان ،لكن تلك الخطوة يجب أن تتبعها خطوات جادة ومسئولة ،وهي لن تكون كذلك إلا بالتمسك الكامل أولا بمحددات عملية الحوار والتي يجب أن تكون ملزمة وواجبة على جميع الأطراف دون استثناء ..وفي مقدمتها ان نذهب جميعاً إلى طاولة الحوار دون أي شروط مسبقة من هنا او هناك ،وذلك ان وضع أي شروط من أي طرف كان سينسف الحوار جملة وتفصيلاً ،حيث ان فكرة الحوار بمفهومها البسيط تقوم على التئام طرفين أو أكثر الى طاولة لمناقشة قضايا خلافية أو لإيجاد معالجات لمشكلات مشتركة،وذلك عن طريق تبادل الآراء،التي يمكن ان تفضي الى الاتفاق بين الأطراف على جزئيات منها،ووتعليق ما اختلف عليه الى جولات أخرى من الحوار. وفي خضم عملية السجال الدائر الان على طريق التهيئة لإقامة عملية الحوار الوطني الواسع نسمع اليوم بعض الأطراف التي وافقت على الدخول في عملية الحوار تخرج علينا بجملة من الشروط حددتها لمشاركتها مثل جماعات في الحراك السلمي وجماعة الحوثيين وبعض اطراف الشباب من الساحات ومعهم عدد من الشخصيات المعارضة في الخارج ،وكل طرف منهم جير شروطه بما يخدم جماعته او منطقته .وهو الأمر الذي لا يستقيم إطلاقا مع الحوار ولن يوصلنا حتى الى الطاولة التي سنجلس عليها ،كما أسلفنا لا يوجد على الطلاق حوار بين أطراف تتقدمه الشروط ،لأنه في هذه الحالة سيكون شيئاً أخر غير الحوار . ونقول لهؤلاء _أصحاب الشروط_ تخيلوا إذا ان جميع الأطراف كل منها وضع شروطاً خاصة به قبل الدخول في عملية الحوار ..حتماً سيفشل الحوار ولن نصل إلى الأهداف التي من اجلها لجأنا إلى الحوار الوطني الواسع والشامل. وأخيرا نقول لجميع الأطراف والمكونات أننا اليوم أمام مرحلة حساسة ومفصلية وفرصة ذهبية لا تعوض للخروج بالبلاد والعباد إلى طريق يفضي إلى الاستقرار والأمن والأمان والمواطنة المتساوية والعدل والديمقراطية ..فلا تضيعوا هذه الفرصة ..ولنذهب جميعاً دون استثناء الى طاولة الحوار بروح وطنية صادقة من اجل الوطن وتنميته ونماءه ،ومن اجل حاضرنا ومستقبل أجيالنا ،ودون أن تنسوا أن عملية الحوار الوطني الواسع والشامل وبحسب المبادرة الخليجية واليتها المزمنة سيشمل كل القضايا والعناوين ..القضية الجنوبية والحراكيين والشباب والمرأة ومؤسسات المجتمع المدني..والإصلاح الدستوري وإصلاح النظام الديمقراطي وتبادل السلطة سلمياً ..وغيرها من القضايا والأمور التي تهم الأطراف وقبل ذلك تهم الوطن والشعب حاضراً ومستقبلاً ..وعند الجلوس إلى طاولة الحوار فمن الطبيعي ان لكل طرف أو جماعة ان تطرح ما تشاء للنقاش والحوار فهذا حق مكفول للجميع . أما استباق عملية الحوار بالشروط فهي تعني وأده في مهده 0 ولن تقودنا الى طريق 0 بل ستعود بنا الى المربع الاول 0