منذ بدء الأزمة التي خطط لها ونفذها المترفون من الأعراب الحاقدين في اليمن بعون ودعم قوى الاستكبار العالمي وعملائهم في المنطقة، نشأ سلوك نسوي بين القادة المعارضين ظل يتحكم بمسارهم خصوصا بعد أن انتعشت آمالهم المريضة بحراك الشارع التونسي والمصري. وقد فتح التُبّع اليماني لهؤلاء كل الأبواب لتحقيق مبتغاهم من أول الأزمة بل وما قبلها للخروج بحل سلمي يكفل لليمن الحفاظ على مقدراته وإنجازاته عبر ثلث قرن ولكنهم أرادوا أكثر من ذلك. **** عبر كل المراحل الأخيرة كان المسلك النسوي يتمثل بعدم الرغبة في الوقوف بين يدي التُبّع اليماني وعدم الرغبة في مقابلته وعدم الرغبة في الاتفاق معه وعدم الرغبة في التوقيع في حضرته وعدم الرغبة في حلف اليمين الدستورية بين يديه، وأخيراً عدم الرغبة حتى في مصافحته تماما كما تفعل النساء في الخصومات. مما يؤسف له أن هذا السلوك المعيب برغم أنه رغبة الممول الأكبر للانقلاب والمخطط له إلا أنه كواقع نفذه كبار القادة المعارضين وصغارهم, زيديهم وشافعيهم, شماليهم وجنوبيهم, شرقيهم وغربيهم, تهاميهم وجبليهم, سيدهم وقبيليهم, اشتراكيهم وقوميهم, اسلاميهم وعلمانيهم, وأعاقوا الوصول الى الاتفاق النهائي على مبادرة وضعها التُبّع اليماني في أوائل الأزمة حتى وصل الأمر بهم إلى الرياض، حيث تقاطروا بعده ليوقعوا على المبادرة الخليجية ومعهم سفراؤهم المحرضون والداعمون ووصلوا إلى ما أراده قبلا ولكن بعد نزيف الدم والإمكانات وتمزيق الأواصر. **** وحتى في تلك اللحظة لحظة التوقيع كانت الأمة تراقب عبر شاشة التلفاز هل سينهض منهم رجل لكي يبسط كفه للسلام على التُبّع اليماني بجانب الملك عبدالله، فلم يسعفنا الحظ بتحقيق هذه الأمنية للأسف؟!!. عموماً نحن العرب اليمانيين نعرف أن هذا السلوك هو سلوك النساء في الخصومة ونعرف أن سلوك الرجال الفرسان غير ذلك. سلوك الفرسان أصحاب الرجولة والمروءة ناهيك عن الدين ظهر في خطوة الأستاذ الدكتور محمد عبد الملك المتوكل سليل النبوة، الذي التقى التُبّع اليماني وجلس معه وتحدث إليه حديث الكبار والعمالقة رغم كل خصومة وخلاف سابق أو لاحق.. فلك الشكر الجزيل ايها الرجل الكبير. ويحضرني قول شاعرنا العربي في مثل هكذا رجل وفي مثل هكذا مناسبة: وكنت خبأت آمالي ليوم ** فهذا اليوم يومك والسلام وكنت أطالب الدنيا بحرٍّ**فأنت الحر وانقطع الكلام **** ولك المجد أيها التبع اليماني العظيم. ولنا نحن اليمانيين وكل عام وأنت والأمة واليمن الذي بنيته بألف خير..