يبدأ عمال وموظفو شركة التبغ والكبريت الوطنية (كمران) في التاسعة من صباح اليوم السبت إضراباً شاملاً عن العمل في الإدارة العامة للشركة وفروعها ومصانعها، للمطالبة بإقالة رئيس مجلس الإدارة نبيل الفقيه، واحتجاجاً على قراراته المجحفة بحق الموظفين والشركة... ونقل مراسل "الجمهور" عن موظفي الشركة قولهم بأنهم سيغلقون اليوم السبت أبواب مبنى الإدارة العامة لشركة كمران بصنعاء، فيما سيواصل مصنع كمران بالحديدة إيقاف الإنتاج لليوم الرابع على التوالي. وفي بيان صادر عن موظفي شركة التبغ – حصلت "الجمهور" على نسخة منه- دعا موظفو الشركة وسائل الإعلام وكذا المساهمين في الشركة لحضور المؤتمر الصحفي الذي سيعقد في العاشرة من صباح اليوم السبت حتى يكونوا في صورة ما يجري في الشركة من ظلم وتعسف وإذلال بحق الموظفين من قبل رئيس مجلس الإدارة، وكذا احتقاره لأي مقدرة أو خبرة في إدارة المؤسسات الصناعية والتجارية، مما ترتب عليه إصداره لقرارات وتبني مشاريع من شأنها أن تؤدي بالشركة إلى الإفلاس المحتوم وتشريد أكثر من ألف أسرة معتمدة على الشركة في الدخل، وحرمان المجتمع والدولة من الخدمات والعوائد والإيرادات التي تتكفل بها الشركة وفقاً للبيان. وكان موظفو شركة التبغ والكبريت الوطنية كمران قد خرجوا الأربعاء من مكاتبهم إلى محيط المبنى واعتصموا في حوش الإدارة العامة للشركة رافضين الدخول إلى مكاتبهم حتى يرحل رئيس مجلس الإدارة الذي قالت مصادر "الجمهور" بأن الموظفين منعوه من دخول المبنى الرئيسي للشركة ليضطر الأخير للتسلل إلى مكتبه من الباب الخلفي للمبنى. وأشار موظفون في شركة كمران إلى أن نبيل الفقيه قد مارس منذ أول لحظة لتسلمه مهام عمله ما وصفوه بسياسة الإقصاء والتنكيل بحق كادر الشركة دون استثناء لأحد، وكأنه يرى النظام السابق في هذه الشركة ويسعى بالتالي لتطهيرها من كل كوادرها مع أنها شركة مساهمة ليس للدولة فيها سوى 18 % فقط، كما قالوا. واتهم موظفو (كمران) نبيل الفقيه بالعمل على تدمير الشركة وتفليسها، وهي الشركة التي بنيت على أكتافهم وظلت طيلة السنوات السابقة عنوانا للنجاح والريادة والتفوق ونموذجاً للالتزام بخدمة وتنمية المجتمع. وقالوا إن الفقيه جاء منتقما من الشركة التي حققت ارباحا طائلة خلال عشر سنوات من الاستقرار والنماء وعادت بفوائد الضرائب للدولة بحوالي عشرين مليار ريال سنويا، وحققت في هذا العام ارباحا اضافيه اكثر من العام الماضي بعد رفع سعر الباكيت خمسين ريالا.. وبحسب الخطة الانتاجيه فان الشركه ستحقق ربحا إضافيا قدره 3مليارات ريال عن الاعوام السابقة وأكثر، وقد وساهم في انجاح الشركة وجهودها التنموية روح الفريق الواحد داخل الشركة وفروعها والتفاهم بين الشركاء المساهمين في رأس مال الشركة. ونقلت المصادر بأن نبيل الفقيه حرص على ايجاد شرخ داخل الشركة منذ مجيئه ويكسب اطرافا على حساب اخرى ليبقى الا انه فشل ولم يبق في صفه الا قليل من مستشاريه استخدمهم- بحسب المصادر- في تبرير واضفاء المشروعية على قراراته المجحفة بحق الموظفين، الذين خسروا معظم الامتيازات التي كانوا يحصلون عليها في السابق وبموجب اللائحة المقره من مجلس الإدارة.. وقال الموظفون بان الفقيه حاصر موظفي الشركة في أرزاقهم واستحقاقاتهم القانونية عما إذا آثار غضب الموظفين كما اوقف كافة الخدمات والمشاريع التنمويه التي كانت تقوم بها الشركة في مختلف القطاعات، وهو ما يهدد بانهيار الشركة متسائلين مما إذا كان هناك توجه يتم من خلاله خصخصة الشركة وتدميرها بعد ان اصبحت قلعة عملاقة خاصة وقد عين الرئيس الفقيه وهو من مناهضي التدخين. وقال احد المدراء في الشركة بان نبيل الفقيه اغفل اهم قاعدة في نجاح الادارات وهي احياء روح الفريق الواحد واتخاذ القرارات الصائبة التي تعكس نفسها على الأداء. واوضحت المصادر بأن سلسلة استقالات توالت من قبل عدد من المدراء في الشركة بعد تعسف الفقيه بدون اية مبررات او أسباب، وسعى بحسب مصادر متعددة الى ترحيل الموظفين من الشركة والتهديد باستبدالهم بجدد وكان نصيب ادارة الكمبيوتر الاكثر من غيرها، ووصل الحد الى توجيهات نبيل الفقيه بإيقاف موقع شركة التبغ والكبريت على النت والذي يحتوى على جميع بيانات الشركة واموالها وارباحها وخط انتاجها المتزايد من عام لآخر وما قدمته الشركه من خدمات في كافة المجالات الخدمية من حفر الآبار وانشاء السدود ودعم الزراعة والصحة وغيرها لحجب الحقيقة عن المواطنين والاعلاميين.. وفيما يخص المشاريع فقد أوقفها وألصق الاتهامات بمهندس الشركة محمد سيف مرارا والتحقيق معه حول ذلك فاضطر الى تقديم استقالته من عمله بعد شهر من تعيين الفقيه. وكان نبيل الفقيه قد قام فور تعيينه رئيساً لمجلس إدارة شركة كمران بشراء سيارة فارهة نوع (مرسيدس بنز) من أموال الشركة بمبلغ 23 مليون ريال، وكلف أحد مقربيه بإجراء عملية تفاوض مع وكالة سيارات عالمية بصنعاء لشراء سيارة صالون باهظة يفوق سعرها ال14 مليون ريال. ووفقاً لموظفين في الشركة، فقد قام نبيل الفقيه بتوجيه الإدارة المختصة في الشركة ببيع 25 سيارة مختلفة الموديلات والأنواع غالبيتها سيارات نقل، وجميعها من أصول وممتلكات الشركة وكانت تستخدم من قبل مدراء ونواب الإدارات وبعض الموظفين الذين تتلطب مهامهم توفير وسيلة مواصلات كالتسويق والمشتريات والترويج وغيرها، وذلك بحجة تقادم هذه السيارات وارتفاع تكاليف صيانتها. لافتين إلى أن هذه السيارات تم بيعها في مزاد وصفوه بالوهمي، بحضور بعض الموظفين المقربين من نبيل الفقيه والعديد من أصدقائه وتحت حراسة مشددة بإشراف ضابط أمن الشركة الجديد والمعين من قبل الفقيه. وقالوا إن إجمالي قيمة السيارات ال 25 التي تم بيعها بالمزاد لم يتجاوز 22 مليون ريال فقط!!.. واستشهد موظفو الشركة بعدد من الوقائع التي تؤكد إصرار الفقيه على تدمير الشركة وتفليسها بالإضافة إلى قراراته التعسفية وتصرفاته العنجهية ضد موظفي الشركة، والتي كان آخرها قيامه الثلاثاء بتكليف حراسته من جنود الفرقة الأولى مدرع بتجريد مدير إدارة الكمبيوتر في الشركة الأستاذ محمد المخلافي من السيارة التي كانت بعهدته بما فيها من محتويات شخصية وعهد وأمانات للغير كانت داخل السيارة. وقال الموظفون بأن هذه الواقعة بما فيها من همجية وتخلف جاءت بعد تراكمات للتصرفات والقرارات التعسفية للفقيه، وأطلقت صرخة موظفي الشركة ضد ما يتعرضون له من اضطهاد وتعسف وظلم من قبل رئيس مجلس إدارتهم، وبأسلوب ينم عن همجية وعنجهية وتخلف ونزعة استقوائية رخيصة وغير مسبوقة تعكس حقيقة المسؤولين الذين هربوا إلى الساحات، وجاءوا منها ليتسلموا مناصب قيادية جديدة يعملون من خلالها على تصفية الحسابات وإثارة الأحقاد، وهو ما تجسد في سلوك وتصرفات وقرارات نبيل الفقيه منذ أول لحظة لتسلمه رئاسة مجلس إدارة الشركة. وأكد موظفو شركة كمران استمرارهم في الإضراب والاعتصامات حتى تتحقق مطالبهم برحيل رئيس مجلس إدارة شركتهم نبيل الفقيه. وقد اعتبر البعض من المدراء ان معظم القرارات والاستحداثات التي يقوم بها نبيل الفقيه غير مجدية ولا تحقق نجاحا، وان كافة قراراته سواء فيما يخص توسع نشاط الشركة او تغييرات المدراء وتعيين جدد يدلل على ان هناك قصوراً في الإدارة العليا للشركة وسوء تخطيط، كما ان الفرز السياسي والحزبي داخل شركة كمران أمر في غاية الخطورة قد يعود بتبعاته الكبيرة على الحكومة التي ستخسر ضرائب الشركة وهي حسب آخر عام 20 مليار ريال، كما سينضم مئات الموظفين في الحكومة الى صفوف العاطلين والعالة، كما ان تدني مستوى الموظفين المعيشية بالشركة وفروعها جزء من مشكلة تدعي حكومة باسندوه بانها ستعالجه وانها جاءت من اجل تحسين وضع المواطن المعيشية من خلال تحسين مرتبات موظفيها في كافة القطاعات الحكومية ومنها شركة التبغ والكبريت ومن يستفيد منها من ابناء هذا الشعب.