مسلسل طويل من التضليل الإعلامي تمارسه إيران ضد العرب حتى انها نصبت نفسها المدافع الاوحد عن القضايا العربية دون ان تقول لنا ماذا خسرت في 'حربها' الجوفاء ضد اسرائيل واميركا. بعد تشرد الالاف من اليمنيين جراء الحرب الطاحنة في شمال البلاد ينضم مواطنون سعوديون الى قائمة النازحين من ديارهم جراء تلك الحرب، ونتيجة لتوسع النزاع بين اليمن والمتمردين الحوثيين إلى الحدود السعودية تم نزوح نحو 240 قرية وإغلاق اكثر من 50 مدرسة في جنوب السعودية بسبب الاعمال العسكرية في تلك المنطقة، وكأنة قد كتب على المواطن العربي في ارض العرب القتل والتشريد والتهجير إن لم يكن بيد الاعداء كما في فلسطين والعراق ولبنان فبأيدي العرب الحوثيين المدعومين من ايران في اليمن والسعودية . والمتابع لتاريخ الباحث في الاسباب والعوامل التي ادت على امتداد ثلاثة عقود إلى قتل ونزوح وتشتت المواطن العربي وما يتبعه من آثار تعطل حياة البسطاء وموت اقتصاد الفقراء وازدهار الجريمة بين الابرياء في كل من لبنانوغزة مرورا بالعراق وصولا إلى اليمن والسعودية يدرك وبدون عناء ان ألايادي الايرانية الفارسية وراء كل هذه الويلات التي اصابت المواطن العربي ولازالت تصب فوق رأسه. ومن المفارقات العجيبة أن إيران الفارسية تقدم نفسها على انها الحامية للمنطقة العربية والمعادية والمتحدية لسياسة الامريكوإسرائيلية في الشرق الاوسط، رغم كل ما تقدمه من تعاون في شتى المجالات لتلك السياسة، ومع هذا إذا اختارت إيران العداء والتحدي مع احد فهذا حقها ومكفولا لها وليس لنا كأمة عربية التدخل في شأنها، ولكن لماذا تريد ايران دائما من الدول العربية ان تدفع فاتورة حساب الحروب التي تخوضها ايران مع خصومها الوهميين في المنطقة، ولماذا تدور المعارك دائما على الاراضي العربية ولماذا القتلى والجرحى دائما من المواطنين العرب بداية من لبنان والعراق مرورا بغزة ووصولا إلى اليمن والسعودية، ولماذا الخسائر المادية يقوم المواطن العربي كل مرة وبعد كل حرب بسدادها إما إلزاما كالمواطن اللبناني والغزاوي وعلى الحدود المصرية وإما تبرعا كالمواطن السعودي والخليجي. وإلى متى سوف تظل ايران الفارسية تقوم باستغلال الامة العربية ومواردها لصالحها في حروبها الدنكشوتية مع السياسة الامريكوإسرائيلية في المنطقة العربية، أما آن الاوان للعرب ان يقولوا لإيران كفى عبثا بأرضنا وتدخلا في شئوننا. لقد نجحت إيران الفارسية في حربها الاعلامية ضد الامة العربية قبل نجاحها في استنزافها دمويا وماديا، وذلك حينما صورت الموقف في الشرق الاوسط لرأي العام العربي على ان العرب بين امرين لا ثالث لهما، فإما ان تكون مع المشروع الايراني القاضي بالهيمنة والغطرسة على المنطقة العربية، وإلا فأنت مع المشروع الامريكوإسرائيلي في المنطقة، وهذا التضليل الاعلامي والتزييف السياسي قد برعت فيه قناة العالم الفضائية الناطقة بالعربية لغة وبالكراهية الفارسية للأمة العربية فعلا . فما فتأت تلك القناة تعمل على تصوير كل معارضي التدخل الايراني في شئون العباد والبلاد العربية على انهم عملاء في صفوف اعداء الامة العربية، وخاصة اثناء حرب غزة، حيث قامت هذه القناة بتجيش الرأي العام العربي ضد مصر بل وقامت بتحريض الشعب المصري ضد قيادته ونصبت ايران على انها هي المدافع الوحيد عن القضية الفلسطينية والامة العربية، إلى درجة أن البعض نسي أو كاد ان ينسى دور مصر وما قدمته للقضية الفلسطينية منذ بدء الصراع ولازالت تقدم حتى هذه اللحظة، حيث تقوم بمحاولات لرأب الصدع بين الاشقاء الفلسطينيين والذي تسببت فيه ايران . كما قامت قناة العالم بمحاولات مستميتة لتزيف الحقائق التاريخية لجغرافيا المنطقة العربية وذلك بتسمية الخليج العربي بالفارسي وظلت تردد تلك الاباطيل على الهواء وفي موقعها على الانترنت كما حدث في مقال لي بعنوان الدراما البدوية والهوية العربية حيث تم نشره بعد تزيف وتحريف فقرة الخليج العربي إلى الخليج الفارسي رغم انه منشور بعدة صحف ومجلات اخرى بصيغة الصحيحة، ولكن أين أنت يا حمرة الخجل!! وكذلك قاموا بتحريف كلام ضيفهم أمير قطر اثناء زيارته إلى إيران حيث جاء علي موقعهم أن "أكد الأمير القطري لدى لقائه احمدي نجاد أهمية العلاقات بين إيران ودول الخليج الفارسي! ... وقال الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني إنّ قطر ترحب بتوسيع علاقات طهران مع دول مجلس التعاون في الخليج الفارسي، وهي مستعدة لتعزيز التقارب بين إيران ودول الخليج الفارسي"! وما أظن ان أمير قطر ولا اي رجل عربي يعتبر الخليج العربي فارسياَ! إلا أنهم قد صدق فيهم القول ان لم تستحي فافعل ما شئت. واخيرا ادركت الدول العربية مدى خطورة الدور الايراني وتأثيراته السلبية على المنطقة فقررت وقف البث لقناة العالم الفضائية علي القمرين الصناعيين، نايل سات وعرب سات، وهو القرار الصواب، كما يجب ان تقوم تلك الدول والتي تعاني من العبث الإيراني بأمنها وأمن شعوبها باتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية مواطنيها من التضليل الاعلامي الايراني والتزييف السياسي والتاريخي . إن اطماع ايران في المنطقة واستفزازها للمشاعر وتطاولها على الدول العربية وحكامها كما يبدو لن يتوقف عند حد، كما ان الايرانيين لا يخفون رغبتهم في اثارة القلاقل والاضطرابات وافتعال الازمات في المنطقة ولا ادل على ذلك من التصريح الذي سبق وادلى به مساعد وزير الخارجية الايراني قائلا "إنّ الشرق الأوسط سيبقى مركزاً للأزمات طالما ظلت الأنظمة الملكية قائمة في الخليج ! " ميدل ايست اونلاين