الأغاني الشعبية في الزواج لها خصوصياتها التي تميزها عن غيرها من الأغاني الشعبية الأخرى كونها أغاني افراح حتى وإن ظهرت العروس والأم وهما تذرفان الدموع فهي دموع الفرح. ولمدينة عدن خصوصية لا تنافسها مدينة أخرى حيث يصاحب اغاني الزواج الشعبية الرقص المتواصل الممتزج بالتصفيق الحاد والأسمار الطويلة والنكات والمديح.. ولعل "البخور" العدني يضفي جواً فرائحياً لا يضاهى.. الليوه.. وغنائيات القمندان وقبل ان نصل إلى مغناة "الهديان" التي هي جوهر مادتنا لا يمكننا القفز على رقصة "الليوه" والحناء، خصوصا ونحن أمام مدينة بحجم عدن مدينة مفتوحة لاجناس عديدة منذ القدم، ويقصدها مختلف البحارة من موانئ عديدة منها موانئ في سواحل شرق افريقيا والجزر التي فيها، فهذه المناطق الساحلية - كما جاء في كتاب التراث الشعبي اليمني - عرفت رقصة "الليوه" وهي معروفة ليس في عدن وحسب وانما في عدن ولحج وأبين ومناطق ساحلية أخرى. ويبدو من اول وهلة ان كلمة "الليوه" ليست عربية ولكنها في الحقيقة كلمة عربية صحيحة ومنتشرة كثيراً في أوساط البحارة. واصل الكلمة وفقاً للمراجع التي تناولت التراث الشعبي اليمني هي من عبارة "الليلة واه".. وفي لهجة البحارة تعني ماذا معنا الليلة؟ أي كيف سنسمر الليلة؟.. ومع انتشار استعمال عبارة "الليلة واه" اختصرت إلى كلمة "الليواه" ثم إلى كلمة خاطفة فلفظت "الليوه". رقصة واغنية "الليوه" تقام في حفل الحناء للعريس في المساء قبل ليلة الزفاف تقول الاغنية في مطلعها: دوَّرت له ما لقيته يا ممباسا هذا الليد بحراني ما بمشي معه غنائيات القمندان وحديثا ادخلت تعديلات على تلك الأغاني الشعبية القديمة بدخول غنائيات القمندان احمد فضل والشاعر مهدي علي حمدون والشاعر صالح مهدي والشاعر الشعبي "شاعر الحب مش عيب" صالح نصيب وغيرهم في مثل اغنية "واعلى امحنا" واغنية "نجيم الصبح" وغيرهما. فعندما يصبون الحناء على رأس العريس تردد الاغنية الشهيرة والتي لا غنى عنها في اعراس عدن ولحج وأبين. ياعلى امحنا يا على امحنا حنوا لابننا وابن سيدنا طرفوا الحنا طرفوا الحنا للعروس يهنا للعروس يهنا الهديان وتأتي "الهديان" تتويجاً فهي من اهم اغاني الزواج في عدن ولحج وأبين، كما هي اغنية "الخيبعان" أي "الخيبة عان أو خاب" في حضرموت واغنية الزفة في بعض المحافظات الشمالية والغربية. وتعتبر هذه الاغنية "الهديان" سرداً وصفياً للعروس وفضائل اهلها وما يقومون به، والاغنية طويلة نكتفي ببعض مقاطع معبرة عنها: هُدياني يا هدياني يا دول اهل العروس ألف نسمة يا دول والف نسمة مسمى يا دول بعود وزين بخروها يا دول هدياني يا هدياني يا دول وهدياني تعني "الهدوء والسماع لما يلي" ويا دول تعني "يا نساء أو يا هؤلاء" ثم تنتقل الأغنية إلى وصف أهل العروس فتقول: هدياني يا هدياني يا دول ابو العروس نفس البال يا دول في المخدرة ألف رجال يا دول أم العروس يا حمامة يا دول يا عاقلة يا مرامة يا دول اخت العريس لفي شعرك يا دول رصي الصفا وسط ظهرك يا دول هدياني يا هدياني يا دول وفي الختام تنتقل الاغنية بلسان حال الام لتناشد زوجها ضرورة اقامة الفرح الذي يليق بابنتها حتى لو تدين "أي تسلف": هدياني يا هدياني يا دول ابو العروس قم بادر يا دول ابني وعلّي المخادر يا دول هدنوا واجبروني يا دول لا هو سلف سلفونا يا دول لا هو قضاء من عيوننا يا دول هدياني يا هدياني يا دول وأخيرا تهرب أم العروس وتخفي وجهها الذي تغسله بدموعها ليلة الزفاف عندما تزف ابنتها لعريسها وتنشد النسوة بعدها قائلاً: قمري شلوا بنتنا قمري شلها وراح قمري عاشق الملاح