عملت جمعية الإصلاح الاجتماعية الخيرية طيلة السنوات الماضية على الاستيلاء على مباني حكومية وأراضي وقفية ومساجد وتحويلها إلى مشاريع استثمارية لصالح حزب التجمع اليمني للإصلاح، ومن تلك الأراضي والمباني العامة في العاصمة صنعاء- على سبيل المثال- الأراضي التي منحت للشيخ سنان أبو لحوم في شارع الستين بحجة بناء سكن خيري لطلاب جامعة صنعاء الوافدين من محافظات أخرى، ولكن تلك المساحة الكبيرة استثمرت من قبل د. طارق سنان لصالح جامعة العلوم والتكنولوجيا وتم بناء مستشفى جامعة العلوم ومباني أخرى تابعة لسكن طلاب الجامعة فيها. مع العلم بأن رئيس جمعية الإصلاح ومن يسيرها هم رجال أعمال منتمون لحزب الإخوان، ولدى هذه الجامعة استثمارات في جميع المجالات وتعتبر مشروعاً مالياً واقتصادياً لحزب الإصلاح.. ومن الأمثلة الأخرى أيضا مركز صحي كان تابعاً للمجالس المحلية بالأمانة ومكوناً من دور واحد، وفي التسعينات قامت اليابان ببناء دورين إضافيين وتأثيث المبنى بالأجهزة والمعدات اللازمة والمقدرة تكلفتها بمليون دولار، وقد تحول هذا المركز بعد ذلك إلى ما يعرف الآن ب"مستشفى الأم" من خلال وزراء الإصلاح في الحكومة آنذاك وأبرزهم وزير الصحة نجيب غانم ووزير الأوقاف القرشي.. كما تم الاستيلاء على مستشفى الأمراض النفسية بشارع تعز وتحويله إدارياً لهم وفتح محلات ومعارض بعد هدم الحوش واستثمار أرضيته. ما سبق كان مجرد أمثلة بسيطة للسيطرة على أراضي ومباني الدولة والأوقاف باسم الخير وما خفي أعظم.. وهذا يتضح من خلال المشاريع التي كونت من خلال الجمعية الطبية التي أنشئت وإدارة المستشفى الميداني في ساحة التغيير.. ومن خلال مراجعة "الكاتلوج" التابع لهم نجد مثلاً مشروع مكافحة الملاريا ومشروع مكافحة الإيدز ومشروع مكافحة السل الرئوي. بمعنى أن حزب الإصلاح يسعى من خلال جمعيته إلى الاستيلاء على هذه المشاريع ومصادر دعمها، فهذه المشاريع تقوم بها وزارة الصحة العامة والسكان ومدعومة من منظمات الصحة العالمية. إذا نحن أمام توغل حقيقي وممنهج من خلال جمعية الإصلاح ومشاريعها من أجل خدمة حزب الإصلاح، وهذا التوغل مستمر في جميع مؤسسات الدولة للحصول على الدعم المالي والاقتصادي اللازم لهم من خلال تلك المشاريع والاستثمارات التي يقومون بها، خصوصاً وأن الحصول على المال يؤمن لهم الوصول إلى السلطة سريعاً. علينا جميعاً أن نكون حريصين على كشف مثل هذه الممارسات التي تطال المال العام لكل العامة، وكذا كشف أساليب الاستيلاء على أموال الغير من أراضي وممتلكات والاستحواذ عليها لتنصيب أنفسهم أولياء الله في الأرض.