البارحة زارني أحد الاصدقاء بعد رحلة فراق لنحو عامين بسبب ما يسمى ب(الربيع المأسوني) الذي لم يترك أسرة إلا وأحدث فيها خرقا.. صديقي العائد من ثورة الاخوان لم يجد حين التقيته غير الدموع كتعبير عن الندم الذي في داخلة وهو ندم طويل وثقيل جدا بثقل 800 يوم قضاها بين أيدي الجماعة.. اخبرني صديقي انه كان مصدقا لكل ما يقوله علماء الاخوان سواء حول النظام السابق في اليمن او حول ما يدور حاليا في سوريا من فوضى صهيونية امريكية إخوانيه .. قال صديقي أنه كان يمضي الايام والليالي مع الاخرين من الشباب المخدوعين وهم يشتمون ويلعنون في الانظمة العربية وعلى رأسها بشار الاسد الذي صوره علماء الاخوان بأنه أخطر على الاسلام والمسلمين من شارون الصهيوني نفسه.. باختصار شديد حدثني صديقي عن سبب التحّول المفاجئ في تفكيره وعقيدته وكيف عاد الى صوابه فقال انه بعد اجتماع قمة الدوحة حضر إحدى حلقات الذكر في مسجد قريب من ساحة الاعتصام بصنعاء لأحد علماء الاخوان المسلمين وهو عالم معروف وله سمعته - أقسم علي صاحبي ألا أذكر أسمه- وكان هذا العالم يفتي بوجوب قتال بشار الاسد والجيش العربي السوري ويقسم الايمان المغلظة أن الأسد على ظلاله ويجب قتله بل وتقطيعه إربا إربا..وأن المجاهدين من مختلف بقاع الارض قد التموا وتوحدوا للقضاء على النظام السوري ولم يستح الشيخ الجليل من الإشادة بأمريكا ودول الغرب التي قال انها وقفت الى جانب ما اسماها بالشعوب العربية الضعيفة وساعدت هذه الشعوب في التحرر من حكامها المستبدين.. حد قوله. فجأة وبينما هذا الشيخ يكيل التهم الجزاف على الرئيس العربي (الاسد) خطر في بال صديقي سؤال استنتجه من كلام الشيخ نفسه .. قال صديقي : عندما عدد هذا الشيخ الدول والأنظمة والجهات والجماعات التي تقاتل الاسد والجيش العربي السوري منذ أكثر من سنتين خطرت في بالي فكرة فوقفت في مكاني ووجهت سؤالي للشيخ وقلت له : اذا كانت الدول الذي ذكرتها بأكملها توحدت ضد بشار الاسد وجميعها تقود حربا ضده فما هو سر صموده طوال هذه المدة مقابل كل هذه الدول ؟! يضيف صديقي : حينها تلكأ الشيخ ولم يعرف بماذا يجيب سوى التاكيد على انها مسألة وقت فقط وان النصر قريب .. فأيقنت ان الرئيس بشار الاسد يستمد قوته من الحق الذي يدافع عنه وأن الغزاة مصدر ضعفهم أنهم على باطل وإن تكاثروا فلن يغلبوا الحق.. وأيقنت اننا كنا طوال السنتين الماضيتين أيضاً على باطل ..!! هذه قصة صديقي التي بقدر ما احزنتني فقد افرحتني كثيرا لأنه عرف الصواب من الخطاء وأتمنى من الآخرين المغرر بهم أن يعودوا إلى صوابهم قبل فوات الأوان.