من منا لا يعرف الأستاذ القدير والصحفي المتألق عبدالله بشر رئيس مجلس إدارة مؤسسة "الجمهور" للاعلام والاعلان، هذا الرجل الشجاع والوطني الغيور الذي لا يخاف في الله لومة لائم، صاحب القلم الصادق، والطرح الجريء، والأسلوب الرائع في الكتابة، وأنا شخصياً كنت من أكثر المتابعين لمواضيعه التي كان يتناول فيها أموراً حساسة تهم ابناء الشعب، وقد كنت آنذاك اتمنى ان يجمعني الله جل وعلا بهذا الصحفي المبدع، لأنهل من معينه الذي لا ينضب، علّي أن استفيد من تجربته الغنية وتمرسه في المجال الاعلامي، ولكن الرياح جاءت بما لا تشتهي السفن، فقد حالت الدراسة وأسباب أخرى دون تشرفي بلقائه، عدا مرة واحدة حينما ذهبت بمشاركة صحفية متواضعة إلى مقر الصحيفة، وهنالك قابلت الأستاذ عبدالله الذي رحب بي رغم عدم وجود معرفة سابقة بيننا، وعندما عرضت عليه المقال أثنى عليه خيراً وحفزني على مواصلة الكتابة وبعدها تم نشره في طيات الصحيفة. وفي يوم الخميس قبل المنصرم فوجئت بنشر خبر في الصفحة الأخيرة لصحيفة "26 سبتمبر" عن الحادث الاجرامي الجبان الذي تعرض له الأستاذ عبدالله في شارع الستين من قبل اناس تخيفهم الكلمة الصادقة، ويغيظهم حملة الأقلام الحرة، ودعاة المبادئ والقيم، والله يعلم أن وقع المفاجأة وهول الصدمة كان شديداً علي كما هو حال غيري من محبي استاذنا الغالي شفاه الله وعافاه، وكما أن الأشجار المثمرة تقذف بالحجارة فكذلك العمالقة الكبار يحاربون ويتعرضون للبلاء والمحن، وهذه ضريبة الصدق وثمن الشجاعة. والأخ الفاضل عبدالله بشر هو واحد من الرجال القلائل الذين لا يحابون ولا يجاملون أحداً أبداً على حساب الحقيقة والمبادئ، ولا يضيره تطاول المتطاولين ولا محاولات الظالمين النيل من كرامته وقيمه المثلى، ومما لا شك فيه ان المجرمين الأوغاد الذين يقفون وراء محاولة تصفية استاذنا أبي محمد الذي نحمد الله تعالى على نجاته، يبتغون من فعلتهم الشنعاء هذه ثنيه عن مواصلة المشوار والسير على درب الصراحة، إلى جانب تكميم أفواه طاقم صحيفتي "الجمهور" والحوادث" هذين المنبرين الاعلاميين الناجحين، ولكن أنى لهؤلاء الحثالة ذلك، ومهما عوت الذئاب اللئيمة وكشرت عن انيابها فهي لا تخيف الأسود الفتية. وختاما نتوجه بالدعاء إلى المولى القدير سائلين منه ان يمن على الأستاذ عبدالله بالشفاء العاجل، وأن يكسوه ثوب الصحة والعافية ليعود إلى أهله وأحبابه سالماً، فنحن والوطن نحتاج إليه والى أمثاله من الرجال الصادقين.