في يوم 27 ابريل 2009م وعلى مسامع الدنيا حدثنا الأخ رئيس الجمهورية عن وجود مجموعة من ناهبي الأرض والثروة الذين ظهروا في حرب 94م، وحدثنا أنه أمر بنشر قائمة بهؤلاء الناهبين لثروات البلاد والعباد وما غنموه في الصحافة وسمعنا منه أنه من أخذ منه حق أو عقار فليأت إليه وسيتولى هو إعادة ما أخذ منه من حقوق . ونحن نصدق كلما يقوله الرئيس ونعلم يقيناً أنه يريد أن يخرج البلاد والعباد حقاً من هذه الأزمة التي أوقعها فيه حلفاء الأمس أعداء اليوم . **** الحلفاء الذين اجتمعوا معه في حرب 94م ضد الحزب الاشتراكي وحلفائه هم على وجه التحديد 1- حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم وهو عمدة النظام ورموز المواجهة الأساسية مدنييين وعسكريين . 2- حزب التجمع اليمني للإصلاح 3- ما كان يسمى ب"الزمرة" وهم جماعة الرئيس اليمني الجنوبي السابق علي ناصر محمد، الذين طردهم الحزب الاشتراكي بعد معركة الرفاق في يناير86م، واشترط عدم دخوله وجماعته في الحكم بعد الوحدة . 4- فلول الجهاديين المعادين للنظام الاشتراكي من سلاطين وقاعديين وغيرهم، أمثال طارق الفضلي ومن على شاكلته، وفيهم كل ضحايا دورات العنف السابقة بين الرفاق منذ الاستقلال . **** هؤلاء هم المسؤولون عن الأزمة وهم رموزها وهم من أثروا على حساب الحرب .. ولئن كان بعضهم قد دخلها من أجل الحمية و المغنم ليس إلا وتحت شعار الشرعية الدستورية أو كان بعضهم قد دخلها ثأرا لما حل به في أحداث يناير 86م وما قبلها، فإن البعض الآخر لم يرتضوا إلا أن يجعلوا الحرب مع الاشتراكي وحلفائه حرباً عقائدية معززة بفتاوى تبيح لهم استحلال ماحرم الله من أعدائهم باعتبارهم كفاراً بل تبيح لهم حتى استحلال حرمة من يتمترس بهم من المستضعفين من المؤمنين لأن المضرة التي تعود على المؤمنين كماقالوا بقتلهم أخف من المضرة التي تعود عليهم في حالة انتصار الكفار . **** ومع ذلك فالكل يعرف أن هناك لجاناً ومعالجات بدأت منذ ما بعد الحرب لمعالجة الآثار الكارثية للحرب، ونعرف توجيهات رئاسية في هذا السبيل ,البعض منها حقق نتائجه والبعض منها تعثر وظل يتعثر حتى الآن ليفاقم الأزمة، ولكننا الآن أمام ظاهرة تكشفت فيها نتائج الحرب وظهرت بارزة للعيان ليتحمل نتائجها النظام الحاكم وحده للأسف بغير حلفاء ولتظهر كل المساوئ ظلما باعتبارها مساوئ علي عبد الله صالح وحده بغير شركاء، وبالتالي فقد تحول شركاؤه في الحرب والغنيمة بالأمس إلى مصلحين اليوم ومنافحين عن حقوق الضعفاء والمظلومين والمقهورين، خصوصا من أبناء المحافظات الجنوبية والشرقية، ونسوا هم وأنسوا الناس أنهم هم أنفسهم لا غيرهم كانوا رؤوس الظلم ونهابي الثروة . **** والرئيس علي عبد الله صالح الذي لم يستطع أن يعيد ما نهبه أتباعه وأنصاره المقربون لم يعد قادراً بالضرورة على أن يعيد ما نهبه غيرهم من حلفاء الأمس أعداء اليوم، وكيف وقد تحول النهابون إلى أثرياء تنشر أسماؤهم في قائمة أوائل الأثرياء كل عام في البلاد، وأصبحوا وياللعجب رموز المعارضة في الداخل والخارج لمحاربة الظلم والاستئثار بالسلطة والثروة؟!!. **** وبعد .. فإننا نعلم يا سيادة الرئيس أن الذي يصل إليك متظلما يخرج بتوجيه خطي جازم منك إلى أقرب جهة لإنصافه ولكننا نعلم أيضا سيادة الرئيس أن هذه الجهات التي تحيلهم إليها لا تنصفهم بل تنصر خصومهم ضدهم، وهم أقرب المقربين إليك بل ولا تريد أن تعترف لهم بحق .. ويعتبرون فعلهم هذا دفاعاً عنك وعن سلطانك وهيبتك، فهم يعتقدون أنه أن تعترف للمظلوم بحقه فستظهرمنتسبيها أمام الناس كناهبين وسراق لحقوق البلاد والعباد، وهذا لا يمكن أن يكون في عرف هؤلاء حتى لو أمرتهم أنت بغير ذلك فهم لا يدرون لجهالتهم أن لهذا اليوم ما بعده، وأن الظلم ظلمات وأن من لم ينصف الناس من نفسه سيتولى الله انصاف الناس منه .. **** إنهم غافلون عن الله ياسيادة الرئيس مغترون بسلطانهم، ولهذا يصبح من حولك ممن تعتمد عليهم في انصاف الناس هم أنفسهم المدافعون عن اللصوص والمستبيحون لحقوق العباد للأسف، وتصبح أجهزة الضبط المختلفة أدوات بيد هؤلاء الجهلة الظالمين ضد أصناف المظلومين في طول البلاد وعرضها، ليس في الجنوب فحسب بل حيث وجد ظلم ومنتفعون، ويصبح جهاز العدل والقضاء والنيابة وسائل تحت الإكراه لتسويق الاغتصاب والنهب غير المشروع للعباد، وبالتالي فليس هناك من جدوى والحال كذلك من كل توجيهاتك الخاصة والعامة، التي نكرمها نحن المستضعفين ونتعاطف معك لأجلها. **** وأخيراً فقد يسال سائل ما الحل إذن بعد كل هذا؟!.. وهل يمكن والحال كذلك أن يكون هناك حل ؟!. نحن نعتقد جازمين أن هناك حلاً أوحد وإن كان عسيرا إلا على من يسره الله له، هذا الحل يا سيادة الرئيس أن تبدأ بي وبنفسك فتتفقدها ثم بمن تعول ومن هو الأقرب منك فالأقرب، فإن وجدت مظالم للعباد علي أو عليك أو على خاصة أهلك ومقربيك فابدأ بإعادتها إلى أهليها، واستغن واغن من حولك عنها .. فإن فعلت فسيسهل عليك غيرك من حلفاء الأمس أعداء اليوم مهما كان جبروتهم وسلطانهم وأنصارهم، ولن ترهب بعدها أحداً إلا الله الذي سيعينك عليهم أجمعين، سواء كانوا من الزمرة أوأصحاب الفتاوى الكافرة أوالقاعديين أوالحوثيين أ وغيرهم وإلا فدع الله ينتقم لعباده من الجميع ولن يظلم ربك أحدا .. أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولك ولسائر المؤمنين من كل ذنب إنه هو الغفور الرحيم .