شيع آلاف المواطنين صباح اليوم بمدينة عدن جثمان المهندس فيصل بن شملان أشهر المنافسين للرئيس علي عبد الله صالح في الانتخابات الرئاسية التي شهدتها اليمن في 20/ ديسمبر 2006م بحضور نائب رئيس مجلس النواب الشيخ حمير الأحمر ووكيل محافظة عدن وحيد رشيد وكان بن شملان قد انتقل إلى جوار ربه عند التاسعة من ليلة أمس الجمعة، إثر معاناته الطويلة مع المرض الذي ظل يلاحقه إلى كبريات المستشفيات العالمية التي عاد منها مؤخرا ليلاقي منيته في عدن. وجرى تشييع جثمان ابن شملان بعد الصلاة عليه عقب صلاة الفجر في موكب جنائزي اكتظ بالمواطنين، الذين رافقوا الجنازة من جامع الرحمن وحتى مقبرة أبو حربة بمنطقة الحسوة مديرية البريقة محافظة عدن حيث ووري جثمانه الثرى عند السادسة من صباح اليوم. وأرجأت مصادر مقربة من أسرة مرشح الرئاسة ابن شملان أن اختيار توقيت الدفن بعد صلاة الفجر- والذي رأى الكثير انه غير مناسب لحضور المشيعين وخصوصاً من الجانب الرسمي الذين كان من المتوقع حضورهم- يأتي تلبية لرغبة الفقيد الذي أوصى بدفنه مع أول صلاة بعد وفاته، في حين رأى البعض أن التوقيت جاء من باب الاحتياطات الأمنية لتجنب قيام مظاهرات أو أعمال فوضى مرافقة للتشييع توفى المهندس فيصل بن شملان عن عمر يناهز السادسة والسبعين عاما, ويعد شخصية يمنية سياسية بارزة وكان قد ترشح للانتخابات الرئاسية عن التكتل المعارض في اللقاء المشترك, في أول انتخابات رئاسية تشهد تنافسا حقيقيا في اليمن. ولد بن شملان في حضرموت عام 1934م, ودرس في غيل باوزير والثانوية في جمهورية السودان, وتخرج من جامعة كينجستون في بريطانيا تخصص هندسة مدنية. عمل وزيراً للأشغال العامة والمواصلات عام 67م في حكومة قحطان الشعبي, ورئيس تنفيذي للهيئة العامة للقوى الكهربائية عام 69م, ومدير تنفيذي لمصفاة عدن عام 77م, بالإضافة إلى عضويته في مجلس الشعب الأعلى حتى قيام الوحدة 71-90م. وعمل بن شملان مديرا لإدارة التسويق النفطي في وزارة النفط 91-92م, وعين وزيراً للنفط عام94م واستقال في مارس 95م, كما عمل عضوا في مجلس النواب بعد الوحدة من 90 إلى أن قدم استقالته احتجاجاً على تمديد المجلس لنفسه سنتين إضافيتين ورفض بعدها الترشح عام 2003م. أدار مصفاة عدن بعد انسحاب بريطانيا, وحفل بسجل مهني ونظيف طوال حياته العملية وأدائه الوظيفي. وهو متزوج ولديه ولد وأربع بنات. تغمد الله الفقيد بن شملان بواسع الرحمة والمغفرة وألهم أهله الصبر والثبات "إنا لله وإنا إلية راجعون"