الذين يتغنون بالديمقراطية ويهتفون لها نقول لهم: الديمقراطية انتهت وتبددت في اليمن.. رفض الاحزاب الخوض في المعترك الديمقراطي وتأجيل الانتخابات اكثر من مرة سبب ركوداً سياسياً وجموداً للحياة الديمقراطية في اليمن.. مجلس النواب عمره صار يقارب الاثنى عشر سنة.. شاخ وهرم.. وأصيب بالعجز التشريعي وممارسة مهامه كمجلس منتخب منذ 2003.. لم يعد يمارس من مهامه سوى مراجعة امين الصندوق وقت تسليم المرتبات والبدلات التي تصل احياناً الى المليون لكل عضو.. فأي ديمقراطية نتغنى بها وأحزابنا وتنظيماتنا السياسة تمارس سياسة الهروب من صناديق الاقتراع.. لو أن الانتخابات النيابية والمحلية أجريت بالتوقيت المحدد لعرف كل حزب وتنظيم سياسي حجمه الحقيقي.. وكنا في غنى عن فرد العضلات واستعراض القوة بين الفينة والأخرى للعديد من المكونات السياسية في اليمن.. ولكان اقتنع كل مكون بنسبة تمثيله سواءً في البرلمان أو في الإدارة المحلية للبلد.. لو أن اليمنيون التزموا بالنهج الديمقراطي في ممارستهم السياسية واحتكموا الى صناديق الاقتراع لما سعى البعض الى ممارسات اغتصاب السلطة بطرق ملتوية وغير قانونية كما حدث في ازمة 2011 وصعود مكونات لا تفقه سياسياً ولا اقتصادياً ولا اجتماعياً، وسببت للبلد ازمات تلو الأزمات.. لا زلنا نحصد ثمار جريمة ما اقترفوا حتى يومنا هذا.. تأجيل الانتخابات في اليمن سبب فراغاً ديمقراطياً حقيقياً.. واعاد البلد الى اتون الصراعات الدامية والتي تشبه صراعات المناطق الوسطى في سبعينيات القرن الماضي.. والاحداث الدامية التي رافقت الحكم الشمولي من جنوب الوطن قبل ميلاد الحراك الديمقراطي في الوطن.. في اعتقادي ان الحل الامثل لهذه الازمات وقبل تنفيذ مخرجات الحوار الوطني هو الدعوة العاجلة لاقامة انتخابات رئاسية وبرلمانية مبكرة يحتكم كل المتخاصمين الى صناديق الاقتراع وباشراف من الدول العشر والراعية للمبادرة الخليجية والامم المتحدة وجامعة الدول العربية.. وبهذا نكون قد اغلقنا الباب بمصراعيه أمام اصحاب الطموح غير المشروع وزارعي الفتن ومضرمي النيران والمتأبطين شراً لوطننا اليمني.. وبهذا سيعرف كل مكون ما له وما عليه وسيكون هناك بروز تيارات حاكمة جديدة وأخرى معارضة يعاد النظر من خلالها بالتحالفات الجديدة البناءة، وسيصب كل مكون كافة جهوده من اجل الظهور بأحسن صورة أمام قواعده الجماهيرية وما سيقدمونه من مشاريع نهضوية وبرامج سياسية تليق بكل مكون خدمة للوطن والشعب.. وبهذا سنعيد لوطننا راية الديمقراطية ولشعبنا ثقته بنفسه وبمن يحكمونه.. ونتغنى بديمقراطيتنا ونفاخر الاخرين بما انجزناه على ارض الواقع.. وتعود اليمن الى مقدمة الدول الديمقراطية الناشئة.. اما اذا استمر العزوف عن الديمقراطية ستستمر بالتالي الصراعات ولن تقوم لليمن قائمة.. فلو عدنا الى أزهى مراحل عاشتها اليمن منذ الوحدة المباركة وحتى آخر انتخابات رئاسية شهدت بلدنا لوجدنا أنها كانت بسبب الالتزام الصارم بموعد اجراء الانتخابات سواء كانت نيابية او رئاسية أو محلية..