منذ اسابيع قليلة ظهرت على السطح مؤشرات صراع مرتقب حول رئاسة الاتحاد العام لكرة القدم.. ومع ان المؤشرات كلها باتت تضع رجل الأعمال أحمد العيسي – الرئيس الحالي للاتحاد- كطرف أول في هذا الصراع، فان تلك المؤشرات تكاد تكون خفية تجاه تحديد الطرف الثاني الذي سينافس العيسي في الانتخابات القادمة.. عارف الزوكا وحافظ معياد، شخصيتان تمتلكان ثقلاً سياسياً واجتماعياً، وقبل هذا وذاك ثقلاً رياضياً.. الزوكا ومعياد.. تخصص الزوكا ومعياد هما مهندسا الانتخابات الرياضية ليس على مستوى اتحاد كرة القدم وانما على مستوى كل الاتحادات الرياضية تقريباً، وبالتالي فقد كان لهما دور كبير في فوز كل من محمد القاضي وحسين الأحمر وأحمد العيسي برئاسة اتحاد الكرة في الدورات الانتخابية الثلاث السابقة. وطالما ان أحمد العيسي قد أعلن بصورة غير مباشرة عزمه على الترشح لرئاسة اتحاد الكرة في الدورة الانتخابية القادمة، فإن الرجلين (الزوكا ومعياد) بدآ حملته الانتخابية مبكراً. بوابة التلال البداية كانت عندما استغل الزوكا ومعياد التهديد الذي واجهه نادي التلال لكرة القدم بالهبوط إلى الدرجة الثانية، ليظهرا نفسيهما بأنهما الداعمان والمساندان له في أحرج اللحظات، ونجحا بطريقة أو بأخرى في انقاذه من الهبوط، وبالتالي فقد ظهر كل من الزوكا ومعياد كبطلين (قوميين) في نظر نادي التلال وقاعدته الجماهيرية العريضة. وحدة عدن أيضاً ولم يفت معياد والزوكا ان يحضرا تدريبات الغريم التقليدي للتلال (وحدة عدن) حتى يضمنا شعبية هذا النادي وجماهيره. طبخات انتخابات الفروع انتخابات فروع اتحاد كرة القدم في المحافظات التي بدأت منذ اسبوعين أدارها الزوكا ومعياد بالريموت كنترول، وطبخاها بمعرفتهما لصالح أشخاص يدينون بالولاء لأحمد العيسي. الحاضري وتنسيق عدن في خضم الإعداد لهذه الطبخات وعلى حين غرة ظهر الصحفي سيف الحاضري فجأة كرئيس فخري لنادي شمسان وقدم 10 ملايين ريال لدعم النادي، وبين ليلة وضحاها انتخب بالاجماع رئيساً ل (مجلس تنسيق أندية عدن). كروت المدراء ظهور الحاضري المفاجئ أربك حسابات معياد والزوكا مما اضطرهما لاستخدام نفس الكروت التي استخدماها في طبخات فروع اتحادات كرة القدم، وهذه الكروت هي مدراء مكاتب الشباب والرياضة بالمحافظات. مجلس تنسيق مضاد حيث أعادا هذه المرة استخدام كروت مدراء مكاتب الشباب والرياضة بمحافظات عدن ولحج وأبين لاستدعاء مسؤولي الأندية في المحافظات المذكورة لحضور اجتماع، الغرض منه انشاء (مجلس تنسيق أندية عدن ولحج وأبين)، وذلك لضرب مجلس تنسيق أندية عدن الذي يرأسه سيف الحاضري، واستندا في تبرير اقامة هذا المجلس التنسيقي إلى خليجي 20 باعتبار أنه سيقام في المحافظات الثلاث المذكورة. شهادة نعمان هذا الكلام ليس من فراغ ويكفينا هنا الاشارة إلى تصريحات طه نعمان نائب رئيس نادي الميناء بعدن للدلالة على صحة ما ذكرناه.. حيث قال نعمان: "لا نعترض على تشكيل مجلس تنسيق أندية عدن ولحج وأبين ولكننا نعترض على أسباب تشكيله و (الطريقة) التي استخدمها جمال اليماني مدير مكتب الشباب والرياضة بعدن، الذي (تأخر) في دعوتنا للقاء، كما أننا سجلنا تحفظاً بشأن التشكيل خصوصاً وأننا كنا قد شكلنا مجلس تنسيق لأندية عدن برئاسة الأخ سيف الحاضري والذي انتخب بصورة ديمقراطية من قبل كل أندية عدن التي حضرت اللقاء السابق وتغيب عنه نادي التلال". وأضاف نعمان: "لقد اهتموا فقط بنادي التلال، وبقية الأندية لم تجد من يسأل عنها حتى جاء الأخ سيف الحاضري ومد لنا يد العون وأسهم في حل أكثر من مشكلة لنا ولغيرنا من الأندية، الأمر الذي جعله يستحق منا ان ننتخبه وبصورة ديمقراطية ودون إكراه رئيساً لمجلس التنسيق قبل ان "نفاجأ" بمجلس تنسيق آخر اعتقد ان مهامه ستكون صعبة لدعم أندية 3 محافظات»!!. مَنْ منافس العيسي؟ نترك للقارئ "الحليم" قراءة ما بين سطور تصريحات نائب رئيس نادي الميناء، ونطرح السؤال الذي يفرض نفسه بناءً على معطيات ما ذكرناه، وهو: إذا كان الزوكا ومعياد مهندسي الحملة الانتخابية ل "العيسي" لرئاسة اتحاد كرة القدم، فمن هو المرشح المنافس للعيسي الذي اختار "الحاضري" مهندساً لحملته الانتخابية؟!!.