تصعيد غير مفهوم من أحزاب معارضة اللقاء المشترك في ممارستها السياسية وخطابها الإعلامي، يعبر عن حماقات قيادتها التي أصبحت تعيش حالة من الهوس بالفتن والأزمات، التي أسهمت وتسهم بالنفخ في كيرها وتسعير نيرانها وتفتعلها كلما لاح لها في الأفق مؤشرات باتجاه حلها ومعالجتها.. صبت الزيت على النار لتزداد اشتعالاً وما حصل في الآونة الأخيرة من مواقف غير مسؤولة، ينبئ أن قيادات المشترك قد انخرطت بشكل مغامر في أتون الفتن، معلنه اصطفافها مع العناصر المعادية للوطن ووحدته وأمنه واستقراره ومصالحه العليا، مقامرة بدورها ووجودها كجزء من العملية السياسية الديمقراطية التي تعني الشراكة المبنية على الدستور والقانون، باعتباره العقد الاجتماعي الذي استفتى عليه الشعب كناظم للعلاقة بين مؤسسات الدولة والمجتمع بكل تكويناته السياسية والاقتصادية والثقافية، ومنها الأحزاب والتنظيمات السياسية ومنظمات المجتمع المدني، والمحكوم وجودها بمدى التزامها بالدستور باعتباره الإطار الذي يمنحها الشرعية ويضعها في موقع الشراكة المسؤولة عن تأمين مسارات الاستقرار والتنمية والنهوض بالوطن، واستعدادها الدائم والدفاع عنه وصون مكتسبات ثورته ونظامه الجمهوري ووحدته المباركة في مواجهة أية تحديات وأخطار داخلية أو خارجية تهدد أمنه واستقلاله ووحدة أراضيه، كون ذلك مسؤولية وطنية عامة تقع على عاتق الجميع مواطنين وأحزاب سلطة ومعارضة. وهذا يفضي بنا إلى تحديد دقيق لوظيفة المعارضة الديمقراطية، وبه نتبين الفرق متى وكيف تكون معارضة للسلطة من موقع الاحتكام لمبدأ التداول السلمي للسلطة، الذي هو جوهر الديمقراطية التعددية، وجعل الطريق إلى السلطة هو صناديق الاقتراع التي فيها يجسد الشعب إرادته الحرة في اختيار ممثليه في المؤسسات الدستورية عبر انتخابات حرة ونزيهة وشفافة رئاسية وبرلمانية ومحلية، وأية محاولة للوصول إلى الحكم خارج هذا المعنى غير شرعي ومجرّم. وهذا المنزلق الخطير الذي اندفعت إليه أحزاب المشترك، مفصحة عن حقيقة نوايها ومراميها وما تسعى إلى تحقيقه ليصبح واضحاً أن غاياتها الوصول إلى السلطة ولو عبر دروب التخريب والإرهاب وسفك الدماء، التي تقوم بها العناصر المعادية للثورة والوحدة والديمقراطية، والمنطلقة من إثارة النعرات المناطقية والقروية والمذهبية للانفصاليين التمزيقيين، محركهم في ذلك ثقافة الكراهية المشبعة بالحقد والغل على هذا الشعب ووحدته الوطنية، بالدفع به إلى الفوضى والفرقة والصراعات التدميرية.. وهنا نسأل أحزاب المشترك وقياداته: أية سلطة تسعون إليها على أطلال وطن وأشلاء أبنائه؟!.. وهل تدركون إلى أي منقلب تنقلبون؟! وفي أي مستنقع تغرقون؟! فالمكر السيئ لا يحيق إلا بأهله، أما الوطن بفعل وعي ويقظة أبنائه قادر على تجاوز التحديات والانتصار على الأخطار وسيكون بدونكم بألف خير.