إنني أتذكر حينما وصل إلى يدي العدد الأول من صحيفة "الجمهور" العزيزة على قلوبنا، والذي صدر في شهر يناير 2008م لتشكل منذ انطلاقتها الأولى إضافة فريدة وغنية في بلاط صاحبة الجلالة، وتصبح علامة فارقة ومميزة في الساحة الإعلامية، وقد امتازت عن نظيراتها من الصحف بأمور عديدة، لعل من أبرزها وقوفها الحازم في وجه الفتنة الحوثية المدحورة، وفضحها لمخططات دعاة الإمامة والرجعية، وتمترسها في خندق الدفاع عن مكاسب الوطن ومنجزاته، والذود عن وحدته في وجه من يعملون بعدتهم وعتادهم على تمزيقها، وإعادة اليمن إلى عهود الظلم والتخلف. وما أسرع دوران عجلة الزمن، فها نحن اليوم محبي هذه الصحيفة الرائدة نحتفي بالعدد 101 من إصداراتها، وسعادتنا لا توصف وابتهاجنا لا يماثل، كيف لا وهذا من حق "الجمهور" علينا جميعا، كونها الرائد الذي لا يكذب أهله، ومما لا شك فيه أن صحيفتنا الغراء قطعت شوطاً عظيماً في مسيرتها المباركة المليئة بالانتصارات على مختلف الأصعدة والمجالات، فطالما ناصرت المظلومين وأعطت الأمل لليائسين، وأقضّت بمواضيعها الجريئة، وتقاريرها الصادقة مضاجع اللصوص والمفسدين. إننا بمناسبة عيد "الجمهور" المئوي الأول نقف وقفة إجلال وإكبار ونرفع القبعات تقديراً وإعزازاً لجنود الصحيفة المجهولين الذين لا يألون جهداً ولا يدخرون طاقة في سبيل الارتقاء بشأنها، والإعلاء من مكانتها لتبقى دائماً وأبداً عند حسن ظن كل قارئ، وعلى رأسهم الأستاذ القدير والصحفي البارز "أبو محمد" عبدالله بشر هذا الرجل المعطاء صاحب المبادئ الحرة، والقيم الشجاعة والذي ما زال كما عهدناه طوداً شامخاً، وقامة سامقة، عجز خفافيش الظلام، وسفهاء الأحلام أن ينالوا من قوته وصلابته شيئا. ولا ننسى هنا أن نبعث تحية شكر وعرفان إلى الشاب المثابر عادل بشر رئيس التحرير العامل دونما كلل أو ملل، بكل مثابرة واجتهاد لجعل "الجمهور" تبدو دائما في أجمل شكل وأبهى مضمون. ونشيد بجهود الأعزاء عبدالناصر المملوح المحاور البارع والمتحدث اللامع، وزميله الفاضل عبدالقوي الأميري ورفيق الدرب حسن البعداني المحرر البارز، والتحية موصولة إلى رمز الروعة والإمتاع، صاحب الحس المرهف والذوق الجميل عبدالله عتوان، كما هي للأستاذ عبدالمجيد البحيري المخرج الفني للصحفية، الذي يضيف اللمسات الجمالية الأخاذة مما يزيد مظهر "الجمهور" نضارة وجمالاً. ونهدي من أعماق القلب السلام الحار الممزوج بالاحترام البالغ إلى الأستاذين عبدالجبار سعد ومطهر الأشموري وفقهما لله، وسلام خاص إلى زباج أفندي النكهة المميزة لصحيفتنا الغراء. لقد خاضت "الجمهور" على مدى مائة عدد معارك حامية الوطيس مع أولئك المرضى الذين ترهبهم الكلمة، ويرعبهم الحرف، فسعوا بكلما أوتوا من قوة إلى إسكات صوتها المجلجل، وفي كل أسبوع تحرز عليهم انتصاراً فصار في سجلها الحافل بالإنجازات مائة انتصار ساحق، ومع أن أعداء الحقيقة استخدموا أكثر من أسلوب وسلكوا أكثر من طريق لإجهاض "الجمهور"، وإعاقة مسيرتها تارة بمحاولة اغتيال رئيس مجلس إدارة "الجمهور" وأخرى باختلاق الأكاذيب حول الصحيفة، وثالثة بجرجرة رئيس التحرير إلى المحاكم، ولكن هيهات.. هيهات، أنى للسنور أن يخيف النسر. لا يسعنا في العيد المئوي السعيد "لجمهورنا" الفتية إلا أن نهنئ أنفسنا، ونبتهل إلى المولى سبحانه وتعالى أن يأخذ بأيدي هيئة التحرير الأكارم إلى كل خير، ويعينهم على تجاوز الصعوبات والتغلب على المعوقات، وأن تبقى "الجمهور" نبراساً يضيء الدرب، وصوتاً لمن لا صوت له.