محافظة الحديدة الساحلية تعرف بحرارتها ورطوبتها المرتفعة خصوصاً مع موسم الصيف الملتهب والساخن، الذي يجعل ساكنيها بحاجة شديدة لإرواء ظمأهم بشربة ماء باردة.. ومع حلول هذا الصيف 2010م استعرت أسعار الثلج المصنع والمباع للبقالات والدكاكين وارتفعت بنسبة 300% لتقصم ظهور المواطنين وتزيد من سخونة صيف الحديدة.. عدد من المواطنين عبروا عن استيائهم من صمت السلطة المحلية، التي قالوا إنها غدت "خيال مآته" بحسب تعبيرهم أمام جشع التجار من مصنعي ووكلاء بيعه الحصريين، كون مدينة الحديدة ليس لديها سوى ثلاثة مصانع تقليدية للثلج، تتحكم بأسعاره وسط اتهامات لها بلعب دور كبير في تطفيش أي استثمار لتصنيع الثلج حتى بالوسائل الحديثة. أصل المشكلة آخر سعر لقالب الثلج قبل ارتفاعه بيوم واحد فقط هو 200 ريال ونوع آخر ب250 ريالاً، وكمتوسط لأصغر أسرة فإنها تحتاج إلى ما قيمته 100 ريال من الثلج في اليوم الواحد بما فيها الأسر التي تملك ثلاجات في بيوتها، وذلك لشبه انعدام التيار الكهربائي وتواصل انقطاعاته. وفي ليلة وضحاها ارتفع سعر قالب الثلج إلى 650 ريالاً والنوع الآخر "البلورى" وصل سعره إلى 750 ريالاً لتتحمل أقل أسرة كلفة 300 ريال، وتزداد مصاريف البيوت لتحمل ظهر رب الأسرة حملاً جديداً يصل إلى 9000 ريال شهرياً لشراء الثلج. التجار جشعون يوسف غالب - صاحب بقالة لبيع الثلج - قال ل "الجمهور": "نحن لم نبع بهذا السعر إلا بحسب ما نشتريه، ولا نكسب في بيع التجزئة إلا مائة وخمسين ريالاً على القالب.. هؤلاء التجار والوكلاء الجشعون هم من يتحملون مسؤولية الفقراء وعليهم الخوف من الله". مكتب التجارة للتجار أما المواطن علي فتيني ديبول فقد قال: "إنا لله وإنا إليه راجعون ما فيش محافظ ولا حكومة تضرب بيد من حديد على كل جشع.. وإحنا لنا الله وبس أما المجلس المحلي ومكتب التجارة فلا رجاء منه لأن التجار يتحكمون فيه". روتي + ثلج الأخت خيرية كشموع لديها أولاد قالت: "ذلحين احنا نشا كل يوم في ثلجو ب200 ريال زيما الروتي تمام وراتب الضمان ما يكفي شي.. والله بخمسين (ريال) كنا نشرب أميوم كله". أسعار العصائر وتحدث احمد سلطان - صاحب كفتيريا - قائلاً: "رفعنا عشرة ريالات فقط على سعر أي كوب عصير، لأن الثلج ارتفع كثيراً جداً، وما رفعناه لا يذكر لأننا نريد نطلب الله ونبيع العصير". زيادة في سلع أخرى كل هذا يؤكد صعوبات حياتية للمواطن في الحديدة وصعوبات اقتصادية تضاف عند اصحاب البوفيات والعصائر وبائعي السمك والأحياء البحرية بالتجزئة، وكل من يستخدم الثلج في عمله سيضيف الزيادة فيما يبيع. حجة مصنعي الثلج ووكلائه وعندما سألنا بعض وكلاء مصنع السقاف والمقرمي كانت اجابتهم موحدة وكأن السعر الجديد جاء بعد اتفاق، حيث جاءت اجابتهم الموحدة كالتالي: "المصانع تستهلك مادة الديزل وكان اللتر منه يباع لنا ب44 ريالاً، والآن يباع لنا اللتر الديزل من شركة النفط ب 146 ريالاً أي بارتفاع 300%". وبالمقابل يرى عدد من المواطنين بأن ارتفاع اسعار الديزل لا تبرر الزيادة السعرية الكبيرة لأسعار الثلج، حيث تحدث المواطن حسن محمد ثابت قائلاً: "فارق سعر اللتر الديزل هو مائة وريالين واذا أضفنا الفارق في سعر القالب ابو 200 ريال فسيصبح بثلاثمائة وريالين وليس ب650 ريالاً.. هذا جشع واضح". خلاصة القول أحاديث اغلب المواطنين حوت ايحاءً كبيراً بيأس تام ومطلق من قيادة محافظة الحديدة في تغيير أي ساكن، غير ان بعضهم لديه أمل بسيط في تدخل السلطة المحلية والجهات المعنية لاعادة اسعار الثلج إلى سابقها أو إلى نصابها المعقول، خاصة وانها سلعة هامة في الحديدة لا تقل اهميتها عن رغيف الخبز في محافظة صيفها ملتهب وحرها شديد، وحاجة المواطنين فيها دائمة لشرب ماء بارد يروي الظمأ ويعوض أجسامهم ما تفقده من السوائل المفقودة.