"العيد في اليمن عيدين" كلمات موجزة بالغة الدلالة قالتها فتاة أوروبية كانت إحدى المكرمات صباح اليوم الاثنين من قبل وزارة السياحة اليمنية. ولعلها قصدت فيما قصدت تزامن احتفال اليمن باليوم العالمي للسياحة 2010م مع احتفالاته بأعياده الوطنية "26 سبتمبر و 14 أكتوبر" المجيدتين والثلاثين من نوفمبر" وتحت شعار "السياحة والتنوع الحيوي".. كان احتفال الجمهورية اليمنية اليوم مع سائر بلدان العالم باليوم العالمي للسياحة الذي يصادف اليوم ال27 من سبتمبر من كل عام، بإقامة العديد من الفعاليات شملت عدداً من محافظات الجمهورية. تضمنت فعاليات العاصمة صنعاء حفلا تكريميا لعدد من المبرزين في المجال السياحي يمنيين وأجانب، وكذا إقامة ندوة حول "السياحة والتنوع الحيوي". وفي مستهل كلمته رفع وزير السياحة الأستاذ نبيل حسن الفقيه أسمى آيات التهاني والتبريكات للقيادة السياسية والشعب اليمني بمناسبة الاحتفاء بأعياد الثورة اليمنية "26 سبتمبر و 14 أكتوبر و 30 نوفمبر".. مؤكداً وبما من شأنه تعزيز قيم الولاء الوطني والارتقاء بالوعي المجتمعي بأهمية السياحة باعتبارها احد أهم وأبرز القطاعات الاقتصادية الواعدة والتي من شأنها الارتقاء بالمجتمع على كافة المستويات والاصعدة الاجتماعية والثقافية والاقتصادية .. كما أكد الوزير الفقيه سعي اليمن مع المجتمع الدولي نحو ربط المشاريع السياحية بالتنمية المستدامة والمساهمة في ايجاد سياسيات تقع في اطار التنوع الثقافي والطبيعي، كما اكد سعي اليمن نحو وضع ضوابط قانونية تسهم في حماية الموروث الثقافي والتأريخي وحماية الأثار ومكافحة التهريب والاتجار بالاثار، في اشارة إلى جهود وزارة السياحة ووزارة الثقافة المعنية والهيئة العامة للاثار من خلال التعديلات الجديدة لقانون الاثار. ونوه الوزير الفقيه باهمية العمل على توظيف الموروث الثقافي المميز لليمن التوظيف الخلاق بما يساعد على تطوير المنتج السياحي اليمني باعتباره هدف مشترك يجب أن تتماثل فيه دور الدولة ودور القطاع الخاص بشراكة متنامية .. مؤكدا في ذات الصدد على الدور الهام الذي تلعبه القطاعات المختلفة باتجاه الحفاظ على استدامة الموارد والحفاظ على التنوع بما ينعكس على توجهات صناعة السياحة والاهتمام بتطوير المنتج السياحي والاستفادة مما حبا الله اليمن من موارد ومقومات طبيعية خلابة من تنوع . من جهته اشار الامين العام لمنظمة السياحة العالمية الدكتور طالب الرفاعي في كلمته التي القاها عنه بالنيابة صالح الفريد مدير عام العلاقات الخارجية بوزارة السياحة إلى أهمية اللحظة التي يتحد فيها المجتمع الدولي اليوم بالاحتفاء باليوم العالمي للسياحة لهذا العام وهو يرفع شعار الحياة علي الارض، تجاوبا مع الحملة الدولية التي أطلقتها الاممالمتحدة لجعل عام2010 عام التنوع الحيوي.. مؤكدا أن صناعة السياحة ليست بمعزل عن ذلك، فهي تشاطر العالم هذه الاحتفالية، برفع شعار "السياحة والتنوع الحيوي". كشعار لليوم العالمي للسياحة 2010، والذي تستضيف فعاليته لهذا العام"جمهورية الصين الشعبية" واكد الدكتور الرفاعي أن التنوع الحيوي يعتبر احد اهم المقومات والقوى المحركة لصناعة السياحة. فالتنوع الثقافي والحضاري الغني للحياة على الارض، يمثل فى حد ذاته اهم مقومات صناعة السياحة. مما يتيح لملايين من مختلف دول العالم بالسفر والسياحة كل عام. وأشارت الكلمة الى ان التنوع - باعتباره نسيج معقد ومتعدد من الانواع والانماط والانظمة الاحيائية البيئية الفريدة والذي يشكل عالمنا- يجابه العديد من المخاطر والتحديات على المستوى العالمي. فالضغط السكاني العالمي والانشطة والاعمال البشرية غير المستدامة والمتوازنة تحدث ضررا وتنعكس وبشكل سلبي على التنوع البيئي والاحيائي، وبمعدل ينذر بفقدان وتدهورهذا التنوع. واضاف الامين العام :" ومن هذا المنطلق وادراكا منا بالاهمية البالغة لراسمال الارض الطبيعي واستدامة ذلك على المدى الطويل، فانه جدير بنا القول بان صناعة السياحة حثت وتحث وبشكل مسنمر على حماية التنوع الحيوي وادارة الموارد بشكل مستدام. حيث ان صناعة السياحة الغنية والناجحة هي التي تعتمد في المقام الاول على التنوع والتعدد الوفير للموارد والنمو المستدام لكل انماط السياحة بما يسهم في تحقيق نمو مضطرد للتمويلات المالية الكفيلة بحماية والمحافظة على التنوع الحيوي. وتابع الامين العام :" لذلك نجد ان العائدات الايرادية لمعظم الدول ولاسيما الاقل نموا في العالم تجبى غالبا من الاستمتاع بالتنوع الاحيائي، وتعد مصدرا للدخل والحصول على فرص عمل للمجتمعات المحلية. ولهذا الانسجام والتوافق بين السياحة والتنوع الحيوي اهمية متزايدة على الحياة المعيشية والتخفيف من حدة الفقر، مما يتوجب علينا توجيه هذه الروابط نحو التنمية المستدامة المتوازانة . ودعا الامين العام لمنظمة السياحة العالمية إلى أهمية حماية التنوع الحيوي باعتباره يمثل تحد هام وعاجل يهمنا جميعا - المجتمع الدولي والحكومات والشركات بالاضافة الى المسافرين - مما يستدعي تظافر الجهود والامكانيات والعمل مبكرا لمجابهة هذا التحدي ومعالجته. وقال :" انا على ثقة تامة بان الجميع سيتحدون ويقفون جنبا الى جنب لابراز الدور الحيوي والفعال وعلى مدار العام 2010م في حماية التنوع الحيوي وتضخيم مساهمته في التنمية المستدامة والتخفيف من الفقر. نتطلع للاحتفال سويا بالغنى والوفرة الطبيعية لكوكبنا. إلى ذلك كرمت وزارة السياحة الفائزين بالجوائز المالية والعينية في المسابقات السياحية والثقافية التي رصدتها الوزارة بالمناسبة، وشملت مجالات التصوير الفوتوغرافي والتشكيل والقصة القصيرة والمنتجات الحرفية، باشراف لجان تحكيم ضمت خبراء كل في مجال اختصاصه. حيث أحرز مدير إدارة الخدمات المصورة بوكالة الإنباء اليمنية (سبأ) الزميل محمد السياغي المركز الأول في مجال التصوير الفوتوغرافي عن صورته المعنونة "بالطيران الشراعي في جبال حراز"، والتي تجسد ملائمة البيئة اليمنية السياحية لممارسة واحدة من أبرز إشكال وأنواع السياحات المعاصرة التي يقدمها اليمن ضمن منتجه السياحي الفريد. بينما حصد المركز الثاني في مجال التصوير عبد السلام عثمان عن لقطة لمنظر طبيعي. في حين أحرز المركز الأول في مجالا الحرف اليدوية فؤاد حسين القديمى عن منتجه "الطربي" بجائزة مالية بلغت 150 الف ريال بالاضافة إلى ميدالية ذهبية، بينما حصل على المركز الثاني اسعد عبد الله الشعبي 120 الف ريال بالاضافة إلى ميدالية فضية ، ونال المركز الثالث عياش محمد عطاء 80 الف بالاضافة إلى ميدالية برونزية . وحصل على المركز الاول في مسابقة التشكيل توفيق الانسي وقيمتها 50 الف ريال بالاضافة إلى ميدالية ذهبية، فيما حصل على المركز الثاني رياض النبهاني 30 الف ريال وميدالية فضية ،والمركز الثالث زايد الكوماني 20 الف ريال وميدالية برونزية. وفي مجال القصة القصيرة فاز بالمركز الاول ياسين سعيد العشاوي 50 الف ريال وميدالية ذهبية، والمركز الثاني محمد يحيى المسوري 30 الف ريال وميدالية فضية. كما كرمت وزارة السياحة خلال المناسبة عدد من المبرزين من العاملين في القطاع السياحي والعاملين الاجانب ومرشدين سياحيين وكتاب سياحيين والعاملين في مجلس الترويج ووزارة السياحة . وإلى جانب من كرمتهم ممن اسهموا في خدمة القطاع السياحي خلال فترة خدمتهم الماضية وهم على احمد حسن المهدي صنعاء ومحمد عبد الرحمن احمد من محافظة لحج تم تكريم كل من "تينا زورمن "(السلوفينية الجنسية ))والكابتن ماوريت سيو بازيلي(الايطالي)، وبتريس قي فيليبس (الايطالية الجنسية) وفتح الله كاركوس التركي الجنسية من العاملين في القطاع السياحي في اليمن . كما كرمت من بين أبرز الاقلام السياحية المتميزة الاستاذ عبد الرحمن بجاش وعبد القادر الشيباني، بالاضافة إلى موظفي الوزارة ومجلس الترويج السياحي وهم عادل الخولاني وإبراهيم العوبلي، وإيمان المحاقري ومظفي مجلس الترويج السياحي محمد الضياني ومحمد سيف المرادي،وكذا المرشدين السياحيين عمر محمد السقاف ومحمد عبد الرحمن الخطيب وعبد الملك الشامي واحمد باحبيشي. هذا ومن المقرر أن يستمر الاحتفال باليوم العالمي للسياحة حتى يوم غدا الثلاثاء، حيث تنظم وزارة السياحة عدد من الانشطة والفعاليات ابرزها ندو حول "السياحة والتنوع الحيوي" بمشاركة عدد من المهتمين والمختصين . وتتناول الندوة عدد من المحاور أهمها الاستدامة البيئية ومفتاح تعزيز التنوع الحيوي ودور الاعلام في التوعية باهمية الحفاظ على التنوع الحيوي "، والحفاظ على الاثار أحد اهداف التنوع الاحيوي ، واسهام القطاع الخاص في الحفاظ على التنوع الحيوي.