تحويل الأندية اليمنية إلى كيانات رياضية احترافية بات مطلباً ملحاً لتطوير العمل الرياضي في اليمن ، واللحاق بركب التطور الحاصل في العالم عموماً وقارة آسيا خصوصاً. "رؤية آسيا" التي يتبناها الاتحاد الآسيوي لكرة القدم تدق ناقوس الخطر على الكرة اليمنية في حال ظلت كما هي عليه مجرد كرة للهواة فقط!!. لا بد من الإشارة أولاً إلى ان مشروع تطور الكرة الآسيوية بدأ عام 2003م.. وللعلم فان أول مباراة في كرة القدم في القارة الصفراء أقيمت عام 1854م، وأول بطولة أقيمت عام 1888م، وأول نادٍ تأسس في آسيا عام 1889م وبعد 100 عام من أول مباراة تأسس الاتحاد الآسيوي أي عام 1954م. 11 عنصراً تضم "رؤية آسيا" 11 عنصراً تتمثل في الإدارة والمدربين والحكام والطب الرياضي والاندية واللاعبين والجمهور والاعلام، وتهدف "رؤية آسيا" لتحويل كرة القدم إلى الاحتراف، لأن كرة الاحتراف تمثل 1 % من آسيا وبقية الكرة في هذه القارة هواة. الريف والمدن تركز "رؤية آسيا" على تطور كرة القدم للهواة وكرة النخبة تستند على الهواة، والاتحادات الوطنية والمدربين والاندية واللاعبين والبطولات لها جذور. كما أن رؤية آسيا تهتم بتطوير كرة القدم في الريف والمدن، ويعمل الاتحاد الآسيوي للعبة على ان ترى الاتحادات الوطنية هذه الرؤية وتطبقها. مشروع المستقبل ووفقاً لتصريحات رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم محمد بن همام، فان المرحلة المقبلة في آسيا ستكون مشروع المستقبل للمدربين والحكام، ليس فقط لتشخيص هوية اللاعبين في مرحلة مبكرة، ولكن أيضاً تشخيص المدربين والحكام ضمن ما يسمى برنامج المستقبل. المدربون والحكام لفت ابن همام أيضاً إلى ان مجموعة المدربين والحكام يخضعون لدورات تدريبية ليس فقط في آسيا بل في أوربا.. موضحاً ان هذا البرنامج انطلق في 2007م.. مؤكداً ان هناك الكثير من الفرص في انتظارهم، حيث سيواصل مشروع المستقبل عمله لتخريج المدربين والحكام. النزاهة المالية وبحسب بن همام فان تحويل الأندية إلى شركات لا يزال بحاجة إلى مزيد من الأيدي العاملة، وهو مرتبط بمستقبل الأندية والنزاهة المالية، وتأثيرات الاحتراف، ولا بد ان تكون الدوريات مربحة، فهناك عدد من الأندية تدار بخسارة وبعض الأندية تعتمد على الاعانات ودعم بعض الافراد والحكومات، وهذه الأندية ستواصل الانفاق بدون سيطرة. واقع الحال بالنظر إلى واقع الحال في الأندية اليمنية سنجد أنها لم تخط خطوة واحدة نحو الاحترافية. الحرمان من الابطال وأولى الانعكاسات السلبية لذلك هي حرمان الأندية اليمنية من المشاركة في دوري ابطال آسيا الذي يضم 140 نادياً آسيوياً، تنطبق عليها الشروط الاحترافية المعتمدة من الاتحاد الآسيوي لكرة القدم. الدعم والاعانات الأندية في بلادنا لا زالت تعتمد اعتماداً آساسياً على الدعم الحكومي واعانات بعض الافراد والتجار ورجال الاعمال. فساد مالي والدعم الحكومي والاعانات مهما بلغت فلن تؤدي إلى نتيجة كون الانفاق في الأندية سيظل خارج نطاق السيطرة، وبالتالي ايضا فان ايرادات الأندية ستكون بيئة خصبة للفساد والمخالفات المالية والادارية. سجلات محاسبية وهنا لا بد من تحويل انديتنا إلى شركات مساهمة تدار بعقليات ادارية محترفة ومسؤولة مسؤولية مباشرة عن قنوات الانفاق من خلال سجلات محاسبة دقيقة. دوري بالخسارة دوري كرة القدم في بلادنا لا يدر أي مبلغ على الأندية وهذا واقع مرفوض، فالدوريات الكروية في العالم تدر ذهبا على الأندية واللاعبين، وبالتالي فان بطولاتنا الكروية صارت بحاجة ماسة إلى التسويق والشراكة مع الإعلام، وستعود ثمار ذلك على كافة الاطراف (اتحاد عام، أندية، لاعبين، مدربين، حكام، اعلام، جماهير). أين تأهيل المدربين؟ برنامج المستقبل الخاص بتأهيل المدربين والحكام بدأ عام 2007م أي قبل نحو 4 سنوات، وهذا البرنامج يخرج بالمدربين والحكام في دورات تأهيلية ليس في آسيا فحسب ولكن في أوربا أيضاً. وللأسف الشديد فان اتحادنا الكروي لم يكلف نفسه عناء التواصل مع الاتحاد الآسيوي لترشيح كذا مدرب وحكم لتأهيلهم، وحرم اليمن من دورات تأهيلية لمدربيها وحكامها كانت ستعود بالنفع على الكرة اليمنية، وهي في نفس الوقت لن تكلفنا شيئا كون هذه الدورات ممولة تمويلاً كاملاً من الاتحاد الآسيوي لكرة القدم. محلك سر ختاماً نقول: ان "الرؤية الآسيوية" لتطوير كرة القدم ماضية على قدم وساق في القارة الصفراء.. وجميع دول القارة تتهافت على تطبيقها والاستفادة منها، بينما نجد عكس ذلك في اليمن. وبالتالي إذا لم نعمل على الاستفادة من "الرؤية الآسيوية" فسنظل كما نحن مجرد هواة ومحلك سر في حين سيتطور الآخرون وسيتفوقون علينا. بيضة الديك واذا كنا اليوم نحقق بعض النتائج بالبركة ونحصل في بعض الاحيان على "بيضة الديك" فغداَ لن نحقق شيئاً ولن نحصل حتى على بيضة ديك أو نعامة!!.