بثورة الجموع التي هيجها عبدالله بن سبأ اليهودي ضد الخليفة الثالث ذي النورين عثمان بن عفان رضي الله عنه، بدأت الفتنة التي عصفت بالعالم الإسلامي ولم تنته حتى الساعة.. وقد حدث عنها سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "لا إله إلا الله ويل للعرب من شر قد اقترب فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه"، وعقد إبهامه وسبابته. قيل: أنهلك وفينا الصالحون ؟ قال ( نعم إذا كثر الخَبَث) إنها الفتنة التي تتكرر منذ ذلك الحين وحتى قيام الساعة تهدأ تارة وتثور تارة .. ولا تنتهي. *** اليهود هم اليهود والفتنة هي الفتنة .. مع فارق أنهم هذه المرة لديهم دولة وتخضع لهم دول وامبراطوريات عظمى، ويغتصبون مقدساتنا ويشردون الملايين من إخواننا في فلسطين المرابطة ويحتلون أولى القبلتين.. مرت الستون عاما على دولتهم مثلما مرت الستون عاما التي سبقتها على وجه التحديد، وهم ينسجون المؤامرات لتقطيع أوصال أمة العرب والمسلمين، التي كان في مقدمتها اسقاط الخلافة الإسلامية وتقسيم بلاد العرب والمسلمين على حلفائهم الصليبيين.. وكلما ظهر مؤشر على قوة قطر أو بلد عربي إسلامي او حتى موقف صارم وحاسم في مواجهة الصلف الصهيوني، قامت إسرائيل بإشعال الأرض تحت أقدام هذه القوى الواعدة، واستعداء العالم ضد هذا المظهر من مظاهر المقاومة والاعتراض والقوة.. ما نشهده الآن في كثير من بقاع العالم العربي والاسلامي إن لم يكن بها كلها أصبح عرضاً مكشوفاً ومفضوحاً لكيد وتآمر الصهاينة .. وهي حالة من الانتحارالصهيوني يشبه ذلك الانتحار الذي سبق ملحمة خيبر، التي انتهت بنهايتهم في الغالب فقد تعددت مظاهر التحدي الخارجة عن السيطرة بالنسبة للكيان الصهيوني، فلم يعد أمامه إلا أن يحرق الأرض كلها تحت أقدام العرب والمسلمين وربما يحترق بها.. مثيراً من الفتن فيما بينهم الكثير حتى لا يعلم أي منهم ما يريد ولا يعلم القاتل لِمَ يقتل غيره ولا المقتول فيمَ قتل!!.. صحيح أن الشعارات كثيرة ولكن هذه الشعارات يلعن بعضها بعضا .. ولا تستقيم على حال .. وليس من ورائها مجتمعة إلا شيء واحد هو محو كل شيء وحرق كل شيء وإسقاط كل شيء وتدمير كل شيء ومعاداة كل شيء. *** مظاهر المقاومة للمشروع الصهيوني متعددة بعضها كامن وبعضها ظاهر وبعضها يتحدى وبعضها يتهيأ .. والكيان الصهيوني لم يعد يفرق بين صديق وعدو من العرب والمسلمين، رغم أن بعض حكامهم متواطئون معه لكنه لن يعيش إلا على أشلائهم جميعاً حكاماً ومحكومين.. ولن يستقر كيانه إلا بمحو كل مظهر من مظاهر القوة والانضباط والتماسك في هذه الكيانات فرادى ومجتمعة، وخلق حالة ما يسمونها "الفوضى الخلاقة" من اضطراب وتقاتل وفتنة ودماء بين العرب والمسلمين بعضهم بعضا.. فإذا تم ذلك.. جاءت إسرائيل لتحكمهم أجمعين وتقيم امبراطوريتها ما بين النيل والفرات، والتي تمتد إلى جنوب الجزيرة العربية وجنوب السودان وتنتفش في كل اتجاه.. أو هكذا يظنون.. فهل سيحقق المشروع الصهيوني الصليبي مراده من خلال هذا المشروع التدميري؟. *** كل الدلائل تشير إلى أن المشروع سيثخن ويعمق جراحات العرب والمسلمين وسيضرُّ بهم ضرراً بالغاً وسيدمر ما تبقى من كياناتهم وسيمزق ما بقي من نسيجهم، وسيذهب سلامهم الاجتماعي، ولكن وبعد كل ذلك سينقلب السحر على الساحر، وستنتهي إسرائيل وستتحرر أرض فلسطين وستكون العاقبة للمتقين.. بحول الله وقوته. (إنهم يرونه بعيدا ونراه قريبا) وصدق الله العظيم ..القائل (فإذا جاء وعد الآخرة ليسوءوا وجوهكم وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة وليتبروا ماعلوا تتبيرا .. ) صدق الله العظيم