مجازر في لبنان.. مجازر في فلسطين.. مجازر في العراق.. والقاسم المشترك بين جميع هذه المجازر هو أن الضحايا مسلمون، وأن سكين الذبح أمريكية، وطريقة الذبح على الشريعة الدولية، ومبرر الذبح تهمة الإرهاب.. أليست هي حرب صليبية – كما وصفها رئيس المسلخ الدولي!؟ لقد قامت الدنيا ولم تقعد في الغرب من أجل أسيرين إسرائيليين في لبنان وثالث في فلسطين، لكن منذ أن بدأ الكيان الصهيوني بمسح القرى والمدن الفلسطينيةواللبنانية من الخارطة بمعداته الحربية الثقيلة مخلفاً مئات الأطفال والنساء والشيوخ تحت ركامها، ومشرداً مئات الآلاف ممن نجوا من نيرانه، ماذا كان رد فعل الغرب!؟ إدانة للمقاومة اللبنانيةوالفلسطينية.. ولندن تفتح مطاراتها لاستقبال الطائرات الأمريكية المحملة بالقنابل "الذكية" لدعم قوات الاحتلال الصهيوني، والإدارة الأمريكية تشد على أيدي إسرائيل بمواصلة العدوان حتى "تحقق أهدافها من الحرب"- على حد تعبير وزيرة الخارجية!! في العالم الإسلامي ما زالت الحكومات تتحدث عن القوانين والاتفاقيات الدولية (التي وضعتها أمريكا)، والمسئولون يتحدثون بحماس عن (حوار الحضارات)؛ فماذا عسى أمريكا والغرب أن يفعلوا لتقتنع هذه الحكومات أنها حرب صليبية – كما وصفها الرئيس بوش- وأن نيرانها لن تطول غير المسلمين بدليل أن السفارة الأمريكية ببيروت أجبرت قوات الاحتلال على وقف عملياتها الحربية لبضع ساعات لحين إخلاء حملة الجوازات الأمريكية من إحدى المدن اللبنانية.. وبدليل أن المسلمين في "بنت جبيل" عندما فروا من نيران المدافع والطائرات لجأوا إلى قرية صغيرة بالجوار يسكنها المسيحيون ويستثنيها اليهود الصهاينة من القصف !! العالم الغربي كله غير مهتم لمجازر الإبادة الجماعية في العراق.. ولن يهتم لو أبيد الملايين من هذه الأمة الإسلامية، لأنهم واثقون أن فئة مؤمنة صغيرة منها كفيلة بسحق الكيان الصهيوني وإلحاق أبشع الهزائم به – كما فعلت المقاومة اللبنانية بقوات الاحتلال- وهنا يكمن موضع الداء، وتكمن عقدة الولاياتالمتحدة التي تدرك أن أي استقرار في العالم الإسلامي، وأي نهضة تحققه أياً من بلدانه يعني ليس فقط نهاية الكيان الصهيوني بل نهاية الجبروت الأمريكي في العالم مثلما جرى الحال على الإمبراطوريات العظمى كالإمبراطورية الرومانية والإغريقية وغيرهما! المعادلة في الوقت الحاضر لم تعد معادلة تسليح عسكري، وتكنولوجيا حرب وإلاّ لما هزمت قوات الاحتلال الصهيوني أمام حزب الله الذي يواجهها بمعدات قتالية بسيطة جداً في حسابات المعارك – خاصة مع كيان يمتلك حتى أسلحة نووية، وتدعمه أكبر قوة في العالم بقنابل "ذكية"، ونابال، وفسفورية، وعنقودية، وكيماوية ودروع لا تذيبها غير نار جهنم.. فالمعادلة أصبحت قضية وإرادة- فمن كانت لديه قضية عادلة ويمتلك الإيمان والإرادة هو الذي يكسب الحرب، لذلك رفض أكثر من 67% من أفراد قوات الاحتياط الإسرائيلي الالتحاق بوحداتهم عندما استدعتهم وزارة دفاع العدو مؤخراً.. وفي العراق أصبح الجنود الأمريكيين يشترون الملابس البدوية العراقية بعشرة أضعاف أسعارها ليتنكروا بها ويهربوا من وحداتهم باتجاه تركيا أو الأردن بعد دفع مبالغ طائلة للبدو لمساعدتهم على الهروب بأمان! قد لا نلوم من يتحدث عن تعايش سلمي مع الحضارات الأخرى لأن ذلك من صميم قيم ديننا الإسلامي الحنيف لكننا نلوم ونحتقر من يتحول إلى مغفل – تغتصب أرضه، وتنتهك أعراضه، ويقتل أبنائه باسم حوار الحضارات، وبدعوى أن على المسلم أن يحاور بلسانه بينما الآخر يحاوره بقنابل عنقودية وطائرات الشبح والقنابل "الذكية".. أي نوع من الحوار هذا، وأي ديمقراطية هذه التي تتحدث عنها هذه الأمم ..!؟ فهل يريدوننا أن نطبق ديمقراطيتهم ونبيح دماء أي شعب غير مسلم مثلما أباحت أمريكا للكيان الصهيوني إبادة الشعب اللبناني؟ هذا ما فعلته "راعية الديمقراطية في العالم". ربما العالم الإسلامي غير مؤمن بصدام الحضارات، لكن السياسة الأمريكية وتواطؤا الغرب معها ضد العالم الإسلامي إذا ما استمر على هذه الشاكلة سيجر الشعوب الإسلامية إلى صدام حضارات حقيقي.. فالغضب يتنامى في نفوس المسلمين، ورغبات الانتقام للضحايا الأبرياء يتصاعد، وإذا ما وصل الزبا لن تجرؤ حكومة عربية واحدة – مهما كان جبروت سلطانها- على الوقوف بوجه الطوفان الشعبي الهادر من جرف كل ما يعترض طريقه- وبغير حساب!