بات إنشاء مشروع مدرسة لموهوبي كرة القدم، مطلباً ملحاً للنهوض بالكرة اليمنية ورفد الأندية والمنتخبات الوطنية بالنجوم. "الجمهور" تضع بين يدي القارئ الكريم والمعنيين بشؤون كرة القدم والرياضة في بلادنا فكرة هذا المشروع الهام. في البداية نضع أمام الجميع تجربة مجلس أبو ظبي الرياضي الذي أطلق مؤخراً مشروع مدارس كرة القدم (انترميلان- أبو ظبي) كنموذج قريب يمكن تحقيقه في اليمن. اتفاقية شراكة المشروع المذكور يعد الأول من نوعه على مستوى الشرق الأوسط، وذلك في إطار اتفاقية الشراكة بين مجلس أبو ظبي الرياضي ونادي انترميلان الإيطالي، التي تدخل عامها الثالث والأخير منذ مايو 2008م. أهداف المشروع ويهدف المشروع إلى الارتقاء وتطوير قاعدة الفئات العمرية في الأندية والاكاديميات والمدارس في أبو ظبي دعماً لمشروعات توسيع قاعدة الممارسة في مختلف الألعاب، وصقل مهارات النشء والشباب لتأهيل جيل رياضي كروي واعد بإشراف أفضل الخبرات الكروية العالمية. 4 فئات مدرسة (انترميلان- أبو ظبي) مخصصة لاستقبال 4 فئات عمرية هي: (9 و 10 و 11 و 12 سنة)، وتقام التدريبات في الملاعب الفرعية لمدينة زايد الرياضية تحت إشراف مدربي وكشافي أكاديمية النادي الإيطالي بالتعاون مع كوادر تدريبية محلية لمدة 3 أشهر وعلى مراحل بواقع 3 أسابيع لكل مرحلة، و 3 أيام من كل أسبوع.. لمراعاة المشاركين من طلبة المدارس وتجنيبهم التعارض مع مناهجهم الدراسية، بالإضافة إلى إقامة ورشة فنية للكوادر التدريبية التي تعمل في أكاديمية انترميلان. وتم إقرار اعتماد 25 ناشئاً في كل مرحلة سنية بإجمالي 100 ناشئ ، وحددت رسوم المشاركة بألف درهم إماراتي (نحو 50 ألف ريال يمني)، مع تخصيص زي رسمي، ومنح شهادات مشاركة وهدايا تذكارية من نادي انترميلان لكل ناشئ. فوائد للجميع ووفقاً لتصريحات الأمين العام لمجلس أبو ظبي الرياضي محمد إبراهيم المحمود، فإن مثل هذه المشروعات تعود بالفائدة على كل عناصر اللعبة في الإمارات، ومن شأنها تطوير الأفكار التدريبية عند المدربين الوطنيين الذين سيتعاونون مع الخبراء الإيطاليين، وكذا صقل الناشئين بالخبرات اللازمة من أجل تنشئة جيل رياضي على المعايير الاحترافية الصحيحة.. منوها بأن هذه المدرسة أنشأت لتحمل رسالة هادفة مضمونها تطوير المهارات الكروية وتكوين أجيال رياضية واعدة، والعمل على صقلها بأسس تربوية وعلمية وفق المبادئ والخطوات السليمة لممارسة الكرة، حتى بات أبرز نجوم الكرة الإيطالية والعالمية من صناعة أكاديمية انترميلان، التي أسهمت بمد الفريق الأول لانترميلان بالعديد من المواهب والأسماء التي ذاع صيتها عالمياً، وأسهمت في سيطرة الفريق على بطولات الدوري الإيطالي لستة أعوام متتالية، فضلا عن لقب دوري أبطال العالم ولقب كأس العالم للأندية في العام الماضي. إمكانياتنا متوفرة قد يظن البعض أن مشروعاً كهذا كبير جداً على بلد بحجم اليمن، ولكننا نؤكد بألا شيء مستحيل، وبالإمكان إنشاء مشروع كهذا بأقل التكاليف الممكنة، أو حتى بنفس التكاليف، ويكفي هنا تذكير الجميع كم أنفقنا من مليارات كرواتب شهرية لمدرب المنتخب المقال يوري ستريشكو مدرب منتخبنا الوطني في خليجي 20. بروتوكولات التعاون ومع ذلك نقول بأن اليمن وقعت العديد من بروتوكولات التعاون مع العديد من الدول الأوروبية الصديقة، ومنها جمهورية ألمانيا الاتحادية ومن ثمار البروتوكول الموقع استقدام مدرب عالمي وبالمجان، وهو المدرب الخبير سبيتلر الذي يعود إليه الفضل الأول في تكوين أفضل منتخب في تاريخ اليمن، وهو منتخب الناشئين وصيف بطل آسيا والمتأهل إلى كأس العالم فنلندا 2003م. صندوق رعاية النشء يمكنه تمويل جزء من ميزانية المشروع وهو مبلغ لن يكون كبيراً، ويمكن أن يتم مواجهة الجزء الآخر من الميزانية من رسوم مشاركة اللاعبين التي ستتولى الأندية دفعها. تدريب للمدربين أيضاً ومشروع كهذا لن يعود بالفائدة على تكوين لاعبين موهوبين على أسس سليمة فحسب، بل إنه سيعود بالفائدة على مدربي الناشئين في الأندية التي سترفد المدرسة بلاعبيها وتدفع رسومهم حتى يواصل المدربون أسلوب عملهم بنفس المنوال.