بحلول شهر رمضان المبارك.. يزداد إقبال المواطنين وخصوصا في محافظة عدن على شراء البخور والروائح الزكية. حيث تنتشر المباخر طوال ليالي رمضان في المساجد والمنازل.. وهي أحد مظاهر الاحتفال بالشهر الكريم.. ويعتبر البخور العدني من أشهر أنواع البخور في مختلف مناطق اليمن وأغلاها ثمناً. وفي هذه المادة سنتعرف على صناعة وتحضير البخور العدني. انتشرت صناعة وبيع البخور في عدن مطلع خمسينات القرن الماضي ويعود تاريخ اتفاق صناعة هذه المادة إلى أواخر أعوام الاحتلال البريطاني لعدن، وتوافد الهجرة الأجنبية الماهرة التي أنشأت عدة معامل للعطور العربية المركزة ذات الرائحة النفاذة، ويقال إن النسوة في عدن استفدن من وجود هذه المعامل وقمن بتطوير صناعة أخرى تعتبر من مشتقات العطور، وهي مادة البخور التي تعتبر أحد أهم مميزات عدن في الجزيرة العربية والوطن العربي، ولهذه كانت مادة البخور مدرة لدخل الأسر التي تقوم بصناعته وبيعه للمعارض والسواح، وحتى فترة قريبة كان يصدر إلى دول الجوار وهو المعروف بالبخور العدني. يتم صناعة وتحضير أقراص البخور من المواد التالية: العفص هي حبات تشبه حبات المشمش بلون رمادي وهذه الحبيبات يتم طحنها وإحراقها داخل وعاء من الفخار تسمى "المحرقة" ويتم استخلاص البخار الذي هو مادة سوداء بعد إذابته في قليل من الماء، ويتم تزيين الكفين والقدمين للمرأة بهذه المادة والتي تسمى نقشة الخضاب ويدوم على البشرة فترة تتراوح من 3 أسابيع إلى شهر، لكن حبات العفص تستعمل في الجانب الآخر كمادة رئيسية في صناعة البخور بعد طحنها وإضافتها إلى أعواد أخرى الظفري وهذه المادة تستخرج من البحر أو أحيانا يقوم البحر بالتخلص منها أثناء فترة المد وهي على شكل شرائح صغيرة بلون أبيض داكن وتتوسطها خطوط سوداء ولها رائحة عطرية خفيفة، وتصبح لها رائحة نفاذة عند مزجها بمادة العفص إلى جانب حبات صغيرة من مادة "العنبر" المستخرج من البحر زائد مادة العود الأصلي "الأخفس" ودقه ومزجه ببقية المواد منها مادة السكر. ويتم مزج هاتين المادتين مع مادة المسك والمواد الأخرى السالفة الذكر مع إضافة بعض من العطور العربية ذات الرائحة النفاذة ويتم مزج جملة هذه المواد في صحن أو صينية على قدر الطبخة ووضعها على نار هادئة لفترة زمنية معينة ثم يتم تقطيعها إلى مجموعة أقراص ويتم تكسيرها ووضعها في علب تزن العلبة الواحدة 250 جراماً وعلب أخرى 500 جرام وأقراص أخرى يتم وضعها في أكياس بلاستيكية صغيرة ويختلف سعر العلبة المرتبط بجودة المادة، وفي الغالب تباع بسعر 300-500 ريال والنوع الممتاز الدرجة الأولى يصل سعر القرص من 1000 ريال إلى 5000 ريال، وتشتهر ببيعه معارض معروفة وما يميز صناعة هذه المادة أنه يتم تحضيرها في البيوت من قبل النسوة ولا يوجد معمل خاص بصناعتها باستثناء محلات مشهورة في عدن مثل (البهري).