بعد انكشاف تورط قطر في فضيحة الرشاوي وشراء الأصوات للفوز باستضافة كأس العالم 2022م، وإيقاف ممثلها محمد بن همام من عضوية المكتب التنفيذي للاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا)، وتجميد نشاطه كرئيس للاتحاد الآسيوي، تسعى قطر جاهدة لغسل عار تلك الفضيحة من خلال العمل على تطويل مسار القضية، وتجهيز خطط قادمة لنيل صك البراءة بأي ثمن.. كما تعمل على إخماد حالة الغليان في الاتحاد الآسيوي ضد رئيس الاتحاد بن همام. "الجمهور" تكشف تفاصيل الأساليب التي استخدمتها قطر لإحباط انتفاضة الاتحاد الآسيوي وخططها القادمة لغسل عار فضيحة الرشاوي. تورط القطري محمد بن همام في فضيحة الرشاوي للحصول على أصوات أعضاء المكتب التنفيذي للاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا"، والفوز بحق استضافة مونديال 2022م.. أثار حالة من الغضب والاستياء لدى قيادات اتحاد كرة القدم في قارة آسيا، كون المتورط الأساسي فيها "بن همام" هو رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، والذي يفترض أن يكون القدوة، وأن يمثل الكرة الآسيوية خير تمثيل، وأن يكون بعيداً عن مثل هكذا سلوكيات بعيدة عن الأخلاق والروح الرياضية. مشاورات ولذلك فقد أجرى عدد من قادة اتحادات كرة القدم في آسيا مشاورات مع رئيس الاتحاد الآسيوي المكلف من الفيفا الصيني جي لونغ.. اجتماع طارئ وخلصت تلك المشاورات إلى ضرورة عقد اجتماع طارئ للمكتب التنفيذي للاتحاد الآسيوي لمناقشة وضع الاتحاد في ضوء ما أفرزته تحقيقات لجنة القيم بالفيفا من نتائج تؤكد تورط بن همام في تقديم رشاوي لتمكين بلاده من الفوز باستضافة مونديال 2022م.. وهو ما نتج عنه إيقاف بن همام عن رئاسة الاتحاد الآسيوي وعن عضوية المكتب التنفيذي للفيفا، حتى يتم الفصل في هذه القضية من قبل لجنة الاستئناف في الفيفا. ووفقاً لذلك فقد دعا الرئيس المكلف إلى عقد اجتماع طارئ في 18 يونيو الماضي في مقر الاتحاد الآسيوي بالعاصمة الماليزية كوالالمبور. انقلاب!! وفي الوقت الذي كان يريد فيه العديد من القيادات الكروية في آسيا عقد هذا الاجتماع الطارئ للمكتب التنفيذي بهدف إيصال رسالة للعالم، مفادها أن العمل في الاتحاد الآسيوي عمل منظم ومؤسسي وغير مرهون بأي شخص، حتى لو كان هذا الشخص هو رئيس الاتحاد.. فقد اعتبرت قطر الدعوة لعقد هذا الاجتماع مخططاً انقلابياً استباقياً للإطاحة بممثلها محمد بن همام، وبالتالي فقدان هيمنتها على أكبر اتحاد رياضي في آسيا. رشاوي جديدة ومن أجل ذلك فقد سعت قطر إلى إفشال عقد هذا الاجتماع من خلال الاستعانة بأعوان بن همام المخلصين في المكتب التنفيذي، وقدمت في سبيل ذلك أموالاً وإغراءات كبيرة.. لا للأموال القطرية لكن العديد من أعضاء المكتب التنفيذي للاتحاد الآسيوي أثبتوا أنه لا يمكن شراء ذممهم بالمال، وبادروا إلى إرسال مذكرات رسمية إلى الاتحاد الآسيوي للتأكيد على موافقتهم على عقد الاجتماع. الجوكر وما إن وصل عدد الموافقين على الاجتماع إلى 8 أشخاص حتى وجدت قطر نفسها مضطرة إلى استعمال "الجوكر". قصة الايميل "الجوكر" الذي استعانت به قطر هو الماليزي اليكس سوساي أمين عام الاتحاد الآسيوي، الذي سارع قبل أسبوع من الموعد المقرر لعقد الاجتماع إلى إرسال رسالة رسمية باسم الاتحاد الآسيوي لكرة القدم عبر "الإيميل" إلى أعضاء المكتب التنفيذي، تتضمن إلغاء الاجتماع المقرر بدعوى عدم اكتمال النصاب القانوني (12+ 1) كون عدد الموافقين على الاجتماع لم يتعد 8 أشخاص من أصل 24 عضواً يمثلون المكتب التنفيذي للاتحاد الآسيوي. إجراء استباقي وبمعنى آخر فقد استبق الماليزي سوساي الجميع إلى إلغاء الاجتماع قبل موعده بأسبوع، حتى يقطع الطريق أمام أي عضو في المكتب التنفيذي من الموافقة على عقد الاجتماع، خصوصا ان النصاب القانوني لم يكن يحتاج سوى 4 أشخاص فقط والمدة المتبقية أسبوع كامل. إخماد الانتفاضة وهكذا تمكنت قطر من إخماد أول انتفاضة ضدها وضد ممثلها بن همام في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم. ملف للاستئناف وفي سياق متصل ينتظر الجميع ما ستسفر عنه نتائج تحقيقات لجنة الاستئناف بالاتحاد الدولي لكرة القدم، وهي اللجنة التي قدم لها محمد بن همام ملفاً متكاملاً عبر محاميه، يدحض فيه ما نسب إليه من خلال لجنة القيم بالفيفا، والتي أوقفته مؤقتاً قبل انطلاقة كونغرس الفيفا 2011م في زيورح بثمانية وأربعين ساعة، وهو ما أدى إلى انسحاب بن همام من سباق الترشح لمنصب رئيس الفيفا. تشاؤم قطري وبحسب مصادر مطلعة فإن قطر تشعر بتشاؤم يجعلها غير واثقة من الحصول على صك البراءة من لجنة الاستئناف بالفيفا.. اللجوء "للدولية" ووفقاً لذات المصادر فإن قطر تنوي في حال تأييد لجنة الاستئناف للحكم السابق بتورط بن همام في فضيحة الرشاوي، التوجه إلى المحكمة الدولية الرياضية "الكاس". .. ثم القضاء على السويسري ومن جانب آخر أيضا، فإن قطر تدرس مقاضاة الفيفا أمام المحاكم السويسرية، حيث يتيح لها القانون ذلك على اعتبار أن الفيفا منظمة تخضع للقضاء السويسري في نزاعاتها القانونية. خلاصة الخيارات الثلاثة وخلاصة القول إن أمام قطر 3 خيارات للحصول على صك البراءة.. الأول من خلال الملف المقدم من قبل محامي بن همام إلى لجنة الاستئناف، والثاني من خلال اللجوء إلى المحكمة الدولية الرياضية، والثالث من خلال اللجوء إلى المحاكم السويسرية في حال فشلت في الخيارين الأول والثاني.