صادق الأحمر يُرجع السبب في نجاته من قصف منزله بالحصبة إلى "دعوة الوالدين والشوالات" وحميد يأمر بصرف "شوالة" لكل قبيلي.. وعلي محسن يحوَّل جنوده إلى "يد تفتش ويد تعبئ الشوالات" كان المرء قبل شهور يستطيع الحصول على شوالة فارغة بالمجان او بسعر ضئيل للغاية، أكان في سوق الخضروات او في أي مكان للتسوق. لا يمكنك الآن الحصول على شوالة بسهولة لكي تعبئ بها البطاطس مثلا من سوق الجملة بصنعاء المعروف بسوق علي محسن الاحمر. ذلك لأن الشوالات صارت لها وظيفة حربية في زمن كثر فيه المحاربون.. صارت تعباء بالتراب ومن ثم ترص كمتارس للمحاربين، ومن يمر في شارع الستين الغربي بأمانة العاصمة سيجد أسواراً عالية أقيمت من شوالات بل ان عربات عسكرية مدرعة ومصفحة تابعة للمنشق علي محسن محاطة باسوار من شوالات معباءة بالتراب رصت فوق بعضها بعناية.. تصوروا عربة عسكرية مدرعة صارت تحمى بالشوالات أليس هذا من سخريات القدر؟ ظاهرة الشوالات الحربية هذه ابتدأت في حي الحصبة الذي يسميه المواطنون اليوم حي الشوالات، وقد ابتكرها عيال الاحمر وعصابتهم المسلحة ومن ثم شاعت هذه الظاهرة المتخلفة الى اماكن أخرى بصورة لافتة، ويمكن الجزم ان هذه الظاهرة قد تحولت سريعا الى ثقافة شوالات. ومن يمر بالحصبة وأماكن نفوذ أبناء الأحمر واللواء المنشق علي محسن الأحمر سوف يلاحظ ان الشوالات الحربية سيدة المشاهد بدون منازع.. شوالات في الشوارع وشوالات عند ابواب البيوت وشوالات خلف ستائر نوافذ غرفة المعيشة وديوان المقيل والحمام وغرفة النوم وفوق سطح المنزل والعمارات المجاورة وعند باب الفرقة الاولى مدرع وخيم الجامعة وشركة سبأفون وحول اطقم ومدرعات أبناء الشيخ واللواء علي محسن الذي حول جنود الفرقة الأولى الى (يد تفتش ويد تعبئ الشوالات). وثقافة الشوالات هذه انتجت كثيرا من النكات السياسية الشعبية التي صار الناس يتبادلونها هذه الأيام. تقول إحدى النكت ان رجال القبائل المقاتلين مع عيال الاحمر شكوا الى الشيخ حميد ان رؤوسهم توجعهم من السهر وقلة النوم والتعب ليل ونهار بدون راحة، فدعاء حميد المسؤولين عنهم ووبخهم وقال لهم: مالكم (ما تدوا) لكل قبيلي شواله يتوسدها ويخف وجع رأسه. أما ضباط اللواء علي محسن ففي السابق عندما كان (يطوبر) بهم طوابير جزاء ويسألهم من باب الاختبار: كيفك يا ضابط؟ فكان يرد: حديد يافندم.. اما الآن فيقول: شوالة يافندم. وقيل للشيخ صادق الأحمر: عجيب كيف نجوتم من القصف على منزلكم في الحصبة؟ فقال: بدعوة الوالدين والشوالات. قيل له: ورجال القبائل كان لهم دور او ماشي؟ قال: القبيلي هو(عيس) ما قلنا شي لكن ما قبيلي إلا بشوالات. وقيل ان الشيخ حميد الأحمر واخوانه جلسوا مع بعضهم ذات ليلية يتعاتبون لأن احمد علي عبد الله صالح فاقهم في كل شيء سمعة حسنة وعلم ومكانة عسكرية.و..و.. فقال صادق الأحمر: ما هو الشيء اللي تفوق به؟ فقال الشيخ حميد: على الأقل هذي التي قالوا صنعوها في التصنيع الحربي وسموها المدرعة قطيش واحد والمدرعة قطيش اثنين.. فرد عليه صادق: واحنا صنعنا شوالات من كل طراز.. شوالة واحد وشوالة اثنين وشوالة ثلاثة وكم ياشوالات.. الحصبة يا ذاك تبغر شوالات. قال حميد: لكن المواطنين بغرانين منا ومنها. صاح صادق: يبغروا للسم