اعتبارات عديدة توجب على القوات المسلحة والأمن الاستمرار في قمع تمرد عصابة التخريب والإرهاب في صعدة ومديرية حرف سفيان بمحافظة عمران حتى الإتيان على آخر مجرم قطعاً لدابر الفتنة، وإلى غير رجعة.. وقطعاً فإن مديريات صعدة وحرف سفيان لن تعود إلى سابق عهدها بحياة الأمن والاستقرار والطمأنينة والسلام إلا بعد اقتنصاص أرواح رسل الموت ونذر الشؤم"الحوثة" الذين ارتبط وجودهم الجاثم فوق ساحتها بنعيق غراب البين وصوت النعي وزمجرة أعاصير الفناء. إذاً فليس إلا القضاء على فتنة التمرد وملاحقة عناصر التخريب فرداً فرداً، والاقتصاص منهم واحداً واحداً من رأس الشقاق وحتى الذنب الأخير.. إذ أن استطالتهم وعلى مدى سنوات كمصدر لشرر مستطير لم تسلم منه البلاد والعباد ممّا يوجب الخلاص منهم ردماً لما فتحوه من هوّة أرادوا لها أن تودي بالوطن وأناسه إلى الجحيم. لهكذا أسباب يغدو أي تقصير من قبل القوات المسلحة والأمن في الإطاحة بعناصر التمرد ودك حصونه ومعاقله هذه المرة جناية لا تغتفر، وعلى سبيل المثال فإن عودة عشرات الآلاف من النازحين إلى قراهم مرهونة بتخليصهم ممن كانوا السبب في تهجيرهم ظلماً وعدواناً، وهل يمكن للنازحين عن بيوتهم وأموالهم تحت وطأة الحوثي وعناصره الغاشمة أن يعودوا آمنين والحوثة في استقبالهم مكشرين أنيابهم لامتصاص دمائهم؟! وفي إلجاء هذا الكم الهائل من البشر إلى النزوح عن مساقط رؤوسهم حيث كانوا يعيشون في أمن وكفاية عيش وعزة وكرامة، إلى مخيمات يتلقون فيها المعونة والصدقات إثر فرارهم نجاة بأرواحهم تاركين خلفهم الزاد والمأوى.. إن في هذا ما يجعل من مجرد اقتصاص الدولة من الحوثة بقتل مقاتليهم عقاباً بسيطاً إذا ما قورن بمعاناة هؤلاء النازحين، وقسوة ما هم فيه من عذاب التشريد، فكيف مع فقد الكثير منهم لأبٍ أو أم أو أخ أو أخت أو إبن أو إبنة، أو جميعهم؟!؟ ثم هل يمكن لإنسان إنكار أنه لولا تمرد الحوثة وإرهابهم وإجرامهم في حق المواطنين ما ظهرت على وسائل الإعلام نسوة يبكون ثكلاهن، وصغار ينتحبون على ذكرى عائليهم، وعجائز وشيوخ يندبون حظهم الذي أخذ معه الإرهابيون الحوثة فلذات أكبادهم وقوداً لنار عدوانهم وإجرامهم وتخريبهم؟! فهل بعد هذا من سبيل يمكن أن نلتمس فيه العذر للقوات المسلحة والأمن إن هي أحجمت عن تطهير صعدة ومديرية حرف سفيان من عناصر التخريب والإرهاب الحوثيين، وأخذهم بجريرتهم فرداً فرداً، والقصاص منهم واحداً واحداً؟! اللهم لا ..اللهم فاشهد..