إزاء اصرار اللقاء المشترك على الاستمرار في تصعيد الأزمة واحتقاناتها بذل فخامة الرئيس علي عبدالله صالح جهوداً مضنية بمؤازرة من مفوضية الاتحاد الأوربي والمعهد الديمقراطي الأمريكي من أجل احتواء الأزمة وتداعياتها وتفويت الفرصة على مشعلي الحرائق، وكان الرئيس حريصاً على ابقاء الأزمة في نطاقها، أي باعتبارها وليدة خلاف في الرأي وعدم اعطائها أي توصيف تصعيدي يتوافق مع طموحات ونوازع ومرامي اللقاء المشترك، وقد أسفرت تلك الجهود عن التوصل إلى اتفاق 17 يوليو 2010م الذي نص على تشكيل لجنة للتهيئة والإعداد للحوار الوطني الشامل. على رغم توقيع كل من د. عبدالوهاب محمود وعبدالوهاب الآنسي وياسين سعيد نعمان وسلطان العتواني عن اللقاء المشترك على الاتفاق المذكور.. إلا ان اللقاء المشترك الذي أغلق باب الحوار مع السلطة نهائياً واضطر إلى ذلك نزولاً لضغط أصدقاء اليمن والشركاء الدوليين كاجراء تكتيكي، مضى في تصعيد الأزمة على كل المستويات رامياً بالاتفاق خلف ظهره مما دفع بمسؤول المعهد الديمقراطي الأمريكي "ليس كامبل" إلى تقديم مقترح للحل نص في فقرته الأولى على ما يلي: "الحوار الوطني بما في ذلك الاصلاحات السياسية والاصلاحات الدستورية يجب ان تبدأ في أقرب وقت ممكن". بالرغم من هذه المحاولة والمبادرة لاستئناف الحوار إلا ان اللقاء المشترك أصر على تعطيل الحوار كاشفاً شيئاً فشيئاً عن مخططه الانقلابي على الشرعية الدستورية. وتوصلت الأجهزة الامنية المختصة إلى معلومات عن محاولة الاغتيال للرئيس علي عبدالله صالح دبرتها عناصر تابعة لحزب الاصلاح، ومع ذلك فان صبر السلطة على ممارسات اللقاء المشترك لتفجير الوضع لم ينفذ حيث بادرت إلى تقديم رؤية للقاء المشترك من أجل استئناف الحوار قدمت بتاريخ 31 يناير 2011م دعت إلى استئناف اللجنة الرباعية لاجتماعاتها وايقاف الحملات الاعلامية وإيقاف أي فعاليات أو مهرجانات أو مسيرات من الجانبين وبما يكفل تهيئة الأجواء المناسبة لإنجاح الحوار. في هذه الاثناء اندلعت الأحداث في تونس ومصر والبحرين ومن ثم انتقلت إلى ليبيا وسوريا والعراق والأردن ووجدت لها صدى في بلادنا، الفقيرة أصلاً والمفتقدة لبعض المشاريع الأساسية الملبية لطموحات المواطنين، فالتقط بعض الشباب هذه الأحداث التي غذتها شبكة التواصل (face book) للتعبير عن آرائهم ومطالبهم الحقوقية المشروعة مثل توفير الوظائف للخريجين والحد من البطالة واصلاح النظام ومحاربة الفساد...الخ. ووجدت هذه المطالب تعاطفاً كبيراً في الشارع دفعت بالقيادة السياسية إلى الاستجابة السريعة لها، وكان يمكن ان تنتهي الفعاليات المطلبية عند هذا الحد لولا أن قيادات اللقاء المشترك وجدت في هذه الأحداث الفرصة التي كانت تنتظرها لتنفيذ الفصل الأخير من المخطط الانقلابي على الشرعية الدستورية، فركبت الموجة وحرفت مطالب الشباب الحقوقية عن خطها واستبدلتها بمطالب وشعارات انقلابية تدعو إلى اسقاط النظام ورحيله.. وسيطر شباب الاصلاح على وجه الخصوص على ساحات الاعتصام وخيامها ولجانها وجرت عملية فرز بين الشباب، وظهر اتجاه يركز على استغلال أبناء محافظة تعز ليكونوا رأس حربة في اطار المخطط الانقلابي من منطلق مناطقي حاقد على أبناء تعز الشرفاء، وتأكد أكثر فأكثر فيما بعد من خلال اذكاء قيادة الاصلاح للفتنة الأهلية في محافظة تعز والتي تطورت إلى فتنة مسلحة عززتها قيادة الاصلاح بارسال مقاتلين قبليين من خارج محافظة تعز يسندهم عسكريون من الفرقة الأولى مدرع ليفرغوا من خلالهم أحقادهم على محافظة تعز الأبية.. وفي العدد القادم نتواصل.