لو قُدر لي أن أمنح جائزة عن جدارة الأداء السيئ أو الحسن أو جائزة التفوق على الذات أو صلابة مواجهة التحديات الموضوعية والذاتية لأعطيت هؤلاء الجوائز التالية: جائزة أفضل صانع خصوم علي عبد الله صالح يمكنه نيل جائزة أفضل زعيم عربي استطاع مقاومة عاصفة قطرية هوجاء ومؤامرة إخوانية رعناء.. استطاع أن يحتفظ بقدرته على التبسم والمداعبة والأداء الجاد، كما استطاع ان يمنع سفك الدماء عندما تجاهل خسارته كل شيء إلى الرمق الأخير من الحياة يوم 3 يونيو 2011م عقب محاولة اغتياله في جامع النهدين، ولم يكتف باستدعاء النائب وقائد الحرس الجمهوري، وأصدر أهم توجيه وهو منع إطلاق قذيفة واحده باتجاه الفرقة، ولم يكتف بذلك بل كابد مسؤولية القاء كلمة تطمئن أنصاره انه حي، حتى لا يكون هناك سفك دماء، في مواجهة قد تحدث بين أنصاره وبين من يظنون أنهم نجحوا في اغتيال رئيس الجمهورية وكل قيادة الدولة. ويمكنني أن أمنح الرئيس صالح جائزة أفضل من يصنع أعداءه وأمهر من يحرمهم النصر، كونه يصنعهم بحسن نية ويحرمهم بدهاء وحنكة وجسارة رجل الدولة، الذي امتنع عن التساوي مع خصومة الذين يطالبون بمحاكمته، وهم من كان يقترف آثام الفساد في كل تاريخه السياسي. أصبحت التظاهرات السياسية تطرح سؤالاً كبيراً مفاده: لماذا احتفظ الرئيس بمركز البطولة واستحق كل تلك الجوائز بلا منافسين، وبقي خصومه في الحضيض في عيون الناس؟!!.. هذا سؤال العام 2012م، الإجابة عليه مفتوحة. جائزة أسوأ رئيس محتمل حميد الأحمر وعلي محسن يمكنهما أن يتنافسا على نيل جائزة أسوأ رؤساء محتملين لليمن.. فحميد يعيد اليمن إلى ما قبل القرن العشرين، وعلي محسن يشرعن الانقلاب ويوظف الخيانة ويجعل من الاختباء بين الجماهير بطولة. وحميد يعتبر الدجاج والقات والخيام وقطع الطرق واستئجار المتظاهرين مناقب، لذا استحق أن يعرض عليه منصب أسوأ رئيس محتمل، فيما على محسن يعتمد على قوة المتمردين الموجودة في أوساط الإخوان المسلمين وعناصر الفرقة، وكذا المنزوعين من النظام كالمسامير الصدئة المنزوعة من اللوح لكي يبني بهم كياناً لا يستطيع ان يصمد ساعة أمام اختبار مسؤولية إعادة الكهرباء إلى السكان، ومواصله تقديم الدولة للخدمات، بل إنه في لحظة إظهار التفوق والعقلانية كفرصة يوجه بإشعال اعتصامات وتظاهرات داخل الوزارات بتمويل سخي وحوافز وطنية وسياسية قصيرة النظر.. لهذا كله سأمنح هذين الشخصين جائزة "أسوأ رجل محتمل" مع علمي أنهما لن يصمدا وقتاً طويلاً حتى تبقى دولة يكون أحدهما فيها رئيساً في الزمن القياسي المطلوب لاستلام الجائزة، وهو نفس التوقيت الذي وضعته "نوبل" لتوكل من أجل استلام الجائزة. جائزة أفضل قذافي لعام 2012م حمد بن خليفة أمير قطر ضرب رقماً قياسياً في مشاغبة أبناء المنطقة حداً جعله خلال الفترة من 1994م حتى 2011م يتجاوز ما فعله القذافي خلال الفترة من 1969م حتى 2011م، الأمر الذي يجعله بامتياز يستحق جائزة أفضل قذافي جديد في الارتهان الدولي وقوة تماسك الخطاب المناهض للتطلعات العربية والطموحات القومية والقبول التكتيكي لخدمة إسرائيل (كرمان عيوب إسرائيل).. والقاسم المشترك بينهما هو جعل مصر أصغر حارة وأقل شعب يحظي بالتقدير كسياسية ثابتة، ولهذا استحق حمد جائزة أفضل قذافي جديد لعام 2012م.. فهو لا يتورع عن القتل بالمال وأشاعه عدم الاستقرار باستخدام الجيوب الاخوانية، وضميره مثل الكتاب الأخضر لا يحتاج إلا إلى فتوى القرضاوي، والأمر كما كان القذافي لأمريكا من قبل ومن بعد، ولا أجد أحداً يستحقها في هذا العالم غير حمد الأمير وليس حمد الآخر!!. جائزة أغبى منظمة مدنية "هيومن رايتس ووتش" و"هود" أورجنيزيشن كونهما قد أظهرا جدية التنافس في إبداء القدر الكافي والمقنع في الترشح لهذه الجائزة فيما يتصل بالفتاوى المتعلقة بالرئيس وموضوع محاكمته على جرائم ليس فقط لم يقترفها بل لم يتهمه أحد باقترافها. وكون الأولى امريكية واحتمالية زيارة الرئيس إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية يضع هذه المنظمة على المحك في مصداقيتها المهدرة، فانها تبدو اقرب إلى النجاح في استحقاق هذه الجائزة، لأنها منظمة لا تتوفر لديها الخبرة والنزاهة الضروريتان عند التفكير، ورغم تقاسم هذا مع "هود" إلا ان جرأتها في إعطاء ظهرها للتقاليد الدولية وعدم تفحصها للقانون الدولي جعلها بامتياز منظمة سطحية، تلاحق حاجات من يستخدمها لإغراضه اليومية، وهو ما منحها بامتياز الفوز بهذه الجائزة "جائزة أغبى منظمة مدنية"، حتى قبل أن تبرهن "هود" عن مناقبها في التعجرف والطيش والتقلب في المنزلقات الوعرة، وهي خصلة يمكن ان تجعل "هيومن رايتس ووتش" تواجه التفوق الذي تبديه "هود" في حصر دفاعها عن الإخوان المسلمين بتبني خطة مضادة تجعل من "هيومن رايتس ووتش" مطية لدعم أهواء ثورة الإخوان المسلمين في المنطقة، وهو ما يجعل حصولها على الجائزة هذا العام ذات قيمة سياسية تتساوى وحصول توكل على نوبل.. الفارق ان جائزتنا التي سنمنحها لهذه المنظمة الغبية أنها بلا رسوم!. جائزة الطير الذبيح عبده محمد الجندي - حسب الرئيس علي عبد الله صالح - هو أشبه بطير الشاعر الذي يرقص مذبوحاً بالألم، كونه أضحك الشعب وهو في قلب الألم وصميم المآسي، وبراعته في تحويل البكاء لا تجعله يستحق الجائزة فحسب بل ينقش في قاعدة الجائزة شيئاً مما قاله المتنبي: ومثلك يؤتي من بلاد بعيدة ليضحك ربات الحداد البواكيا إنك يا عبده محمد تركت مرارة المأساة تذوب في حلوقنا وأجبرتنا على التبسم من المأساة!!. عبقري العصر عبدالمجيد الزنداني نال ثلاث جوائز واستلزم نيله لها تشكيل عشر لجان ترصد تاريخه وتحصي شعيرات لحاه وسعة قطفانه وثقل عمامتة ونوبات انفراج فمه عن ابتسامات لا أحد يعرف إن كانت لؤماً أو "فتكاً" ولجنة إحصاء لمنجزاته العلمية وهو لم يكمل دراسته - وهنا التفوق- ولجنه إحصاء لحروبه بدءاً بنفسه وانتهاء بشراكته حروب الآخرين، وبعد مداولات معمقة حاز على ثلاث جوائز لم يترشح لها أحد. الأولى: جائزة تغيير أمريكا من عدو إلى حليف وهي مرشحة لدخول الموسوعات الدولية في باب الخوارق والمعجزات. الثانية: جائزة تسهيل الصلات الحميمة المشرعنة لتقديمه وتنفيذه برنامج "زواج فرند" الذي يمهد الطريق للتواصل الشرعي بين كل شاب وشابة دون بيت ودون أية مسؤوليات. الثالثة: جائزة نقل تورا بورا إلى أرحب في غمضة عين، أسرع من جن سليمان الذين نقلوا عرش بلقيس قبل ان يرتد طرفه، لأن زمن ارتداد الطرف أطول من الطرفة نفسها، ويمكن لهذا الموضوع أن يكون موضوع ندوة.. وهذه الجوائز الثلاث تجعل منه "عبقري العصر". جائزة النبالة يتقاسمها مجاميع من مؤيدي الشرعية لايعرفون من هو البركاني ولا حافظ معياد ولا احمد بن دغر يأتون كل أسبوع رغم قرارات التوقف وكأنه قداس يحمي حياتهم ودعائهم يمنحهم السكينة.. هؤلاء الذين منحوا المؤتمر الشعبي شخصية نضالية واجبروه ان يكون وفيا لهم استحقوا جائزة النبالة والفروسية. *السكرتير الصحفي لرئيس الجمهورية