وصل بسلامة الله وحفظة في وقت متأخر من مساء الجمعة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس المؤتمر الشعبي العام إلى العاصمة صنعاء بعد رحلة علاجية ناجحة للولايات المتحدةالأمريكية استغرقت أسبوعين . وأدلى الرئيس علي عبدالله صالح بتصريح تلفزيوني لعدد من القنوات التلفزيونية ووسائل الإعلام فور وصوله لمطار صنعاء بارك فيه لجماهير شعبنا اليمني نجاح الانتخابات الرئاسية المبكرة التي شهدتها اليمن الثلاثاء الماضي والذي جاء تتويجا للمسار الديمقراطي الذي اختارته اليمن قبل ما يزيد عن عقدين .. مهنئا رفيقه المشير عبدربه منصور هادي بالثقة الجماهيرية الكبيرة التي منحت له وتجلت بصورة الإقبال الشعبي غير المسبوق على صناديق الاقتراع في الانتخابات الرئاسية المبكرة متمنيا للمشير هادي التوفيق في مهامه الجديدة رئيساً للجمهورية وقائد أعلى للقوات المسلحة. وقال الرئيس صالح :إنه عاد ليشارك في مراسم تنصيب الرئيس عبدربه منصور هادي وان ما حدث يأتي في إطار التبادل السلمي للسلطة التي ارتضيناها عن رضى وقناعة وفي إطار المشروع الذي تقدم به الأشقاء في دول مجلس التعاون الخليجي كمخرج من الأزمة الطاحنة التي تعصف بالوطن منذ عام ، وهو ما كنا قد دعينا اليه منذ وقت مبكر عبر دعوة كل الفرقاء السياسيين للمشاركة في السلطة وإجراء انتخابات رئاسية "مبكرة" وتجنب الإصابة بحمى أوراق الربيع العربي وعدم الانجرار خلف المشاريع المصدرة والتقليد الأعمى لما هو حادث في عدد من دول المنطقة وهي الدعوات التي لم تلقى أي تجاوب . وعبر عن أسفه للأرواح التي أزهقت والدماء التي أريقت والإمكانات التي أهدرت خلال الأزمة الطاحنة التي عاشتها اليمن العام الماضي لا لشيء إلا لكبرياء وغرور بعض القوى المتآمرة خارجيا وتلك العناصر المأجورة مدفوعة الثمن في الداخل ، موجها دعوته لكل القوى الوطنية وكل أطياف العمل السياسي تجاوز تلك المرحلة بكل تداعياتها ووضع ما حدث وراء الظهور والتوجه لفتح صفحة جديدة والدفع بعملية تثبيت الأمن والاستقرار والحفاظ على يمن سبتمبر وأكتوبر والثاني والعشرين من مايو التي ضحى شعبنا من أجل تحقيقها ودفع في سبيلها ثمن باهظ . وحيا الرئيس علي عبدالله صالح صمود جماهير شعبنا اليمني الذي وقف وقفة رجل واحد "رجالا ونساء" لإفشال المخطط الذي استهدف اليمن خلال العام الماضي ، وقال :فشلت المؤامرة وأنتصر الشعب وهذا لم يكن لأول مره فقد سبق وانتصرنا في أكثر من محطة تاريخية منذ التآمر على ثورة سبتمبر وأكتوبر وكذا التآمر على يمن الثاني والعشرين من مايو في مؤامرة صيف 1994م، فشلت كل هذه المؤامرات أمام صخرة وعي شعبنا اليمني وصمود مؤسسته العسكرية والأمنية البطلة. وأكد الرئيس علي عبدالله صالح وقوفه خلف القيادة السياسية الجديدة الممثلة بالمشير عبدربه منصور هادي لإعادة بناء ما خلفته هذه الأزمة التي حدثت خلال العام المنصرم ، داعيا كل أبناء الشعب اليمني للوقوف إلى جانب الرئيس الجديد بكل قوة وبكل إخلاص ولما فيه مصلحة أمن واستقرار هذا الوطن ، وقال: سيبقى هناك قائد واحد وهو الرئيس المنتخب ولن يكون هناك عدة سيوف ولكن سيف واحد في غمد واحد أما السيوف الجديدة فستبتلعها صخرة وعي شعبنا اليمني العظيم. ووجه رئيس المؤتمر الشعبي العام دعوته لكل الأشقاء والأصدقاء في دول الجوار والعالم إلى الوقوف بجانب اليمن ودعمه في هذه المرحلة الانتقالية لتجاوز الظروف العصيبة التي تواجهه ، وحث كل المانحين اعتبار من مؤتمر لندن ونيويورك والرياض وغيرها من التجمعات السياسية والاقتصادية الوفاء بالتزاماتهم للمساعدة في النهوض باليمن وامتصاص ظاهرة البطالة وإعادة العمل بالمشاريع التي جمدت خلال العام الماضي بسبب الأحداث التي عاشتها اليمن وبما يعمل على تجاوز الأزمة وتداعياتها الاقتصادية ، معربا عن شكره وتقديره لكل الأشقاء والأصدقاء لدعمهم لأمن واستقرار وسلامة ووحدة اليمن ..