وصفت صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية حفل تسليم السلطة في اليمن ب"اللحظة الدراماتيكية".. وقالت في مقال بعنوان: "من لم يعمله الزمن يعلمه اليمن" للكاتب يوسف الديني: "بأن اللحظة الدراماتيكية على طريقة تسليم شعلة الأولمبياد التي سلم فيها الرئيس اليمني السابق - أو الباقي أو المجاز، لكن حتما ليس المخلوع بالصيغة التي يتخيلها الثوار - تبدو أقرب إلى روح السينما الأميركية" وأضاف الديني في ذات المقال: "لكن أداء الرئيس علي عبد الله صالح كان متميزاً بغض النظر عن أي معيار تقييمي آخر سوى أن الرجل كان أذكى الحكام المثار عليهم، وربما يرجع ذلك للخبرة الطويلة التي مارسها كضابط إيقاع بين المتناقضات، القبائل والمثقفين والاشتراكيين والانفصاليين وحتى الحوثيين". وقال: "لقد كان صالح رجل التفاصيل الصغيرة في الداخل، كما كان رجل الشعارات الكبيرة في الخارج، حيث التلويح والضغط بكارت (القاعدة) للغرب والدول المجاورة، وبث القلق حول انفجار الأوضاع بسبب ما آلت إليه الحالة اليمنية اقتصاديا، حيث استطاع أن يجعل المجتمع الدولي يشعر بتأنيب الضمير السياسي تجاه تقصيره في اليمن، الذي بات أكثر خطراً وتهديداً مع هجرة (القاعدة) إليه، وأكثر استقطاباً للتحالفات السياسية بعد دخول المحور الإيراني له عبر بوابة الحوثيين العريضة والغامضة.. ومن الجدير بالذكر أن المحور الإيراني بدأ يتخطى ارتكازه على الحوثيين في اليمن لينتقل إلى مجموعات وأطياف من المعارضة النخبوية، والتي تضم لفيفاً غير مؤثر من الصحافيين والناشطين ذوي الميول اليسارية والناصرية، الذين استطاع صالح باقتدار تهميشهم بل وجعل الشارع الثائر يلفظهم". وأكد الكاتب أن دهاء صالح السياسي مكنه حتى من التحكم في إيقاع الثورة "وإن كان الأكيد أن جزءاً من تصاعد الثورة اليمنية كان مناطاً بالخارج" مضيفاً: "من رئيس مثار عليه إلى مستهدف بالتفجير إلى رئيس مؤقت إلى معزول إلى حاضر كنظام ومؤسسة وغائب كشخص.. تبدو سيرة الرجل السياسية بحاجة إلى دراسة أوسع لا سيما أن (حفلة) الأمس رغم رومانسيتها الرمزية فإنها لحظة استحقاقات كبرى لليمن الجديد، بدأت تطلق صافرات الإنذار لدول الجوار وعلى رأسها بالطبع السعودية المعنية بشكل جوهري وأساسي باليمن، فمسلسل التفجيرات القاعدية الشهير بدأ، والرغبة في الانفصال بدت أكثر من ذي قبل لدى الجنوبيين، وحتى الشارع اليمني بدأ يشعر بأن غنائم ثورته لم تطله أبدا".