على الرغم من معرفته أنني لستُ حزبيًا، فقد مازحني صديقي الحزبي قائلا : " لماذا لا تستقيل من حزبك أيها الحزبي!؟ فرددتُ عليه بقولي: ( أنت تعلم أنني لست حزبيًا، ولكنني مازلتُ أشجع طلبتي وطالباتي على الانضمام إلى عضوية الأحزاب السياسية؛ باعتبارها مؤسسات مدنية حديثة، لا يمكن تداول السلطة وتناوبها سلميًا إلا عبرها. فهي البديل المؤسسي المعاصر والفاعل لتطوير المجتمع، وتحقيق دولة الحق والعدول وسيادة القانون. وبالتالي يا صديقي: اعلم أنني لن استقيل حزبيًا؛ لأنني لستُ حزبيًا ابتداءً، ولا أُؤمن بثقافة التخفي السياسي والحزبي التي عرفتها الحياة اليمانية ردحًا من الزمن! وخاصةً إبان مرحلة الحظر الحزبي والعلانية الحربية ( بالحاء لا الزاي)! صحيحٌ أنَّ الثقافة السياسية السائدة في اليمن مازالت مولعةً بالتصنيف الحزبي، ومن ثم ( تحزيب غير المحزب)! ولكن من الصحيح أيضا، أنَّ الأحزاب اليمنية قد فشلت فشلاً ذريعًا في نشر الثقافة الحزبية (المدنية)، وتم (تحريب الحزب)، و(تحزيب الحرب)! ولذا فقد عجزت الأحزابُ اليمنية عن توقيف الحرب أو حتى لجمها! وهكذا، فقد سبق لي أن وسمت حياتنا اليمنية بأنها ( حياة حربية) بالحاء، لا حياة حزبية. وهذا قد يفسر لماذا استمرار حضور معاركنا الحربية، وتواري مؤتمراتنا الحزبية! ختاما، نعم لمفهوم (الحزب السلمي)، ولا ل(الحرب والاقتتال )! مع تضامني الكامل، وتعاطفي الصادق مع ( الطيور الحزبية المهاجرة) من أحزابها باتجاه الاستقلالية السلمية. ولا لانضمام ل( الحركات المُبندقة).ونعم لحياة سياسية وحزبية سوية. │المصدر - الخبر