بدأت الامارات تنتهج استراتيجية جديدة في اليمن، عقب تعرض صورتها للتشويه جراء الممارسات التي تقوم بها في البلاد منذ دخول قواتها في يوليو/تموز 2015. الاستراتيجية الجديدة للإمارات في اليمن تقوم على كسب شخصيات معارضة لسياساتها، والتي بدأتها بلقاء قيادات من المقاومة الجنوبية موالية ل"هادي" في محافظة عدن، عقب احتجاجات شهدتها مدينة المنصورة، و اقدام محتجين على احراق علمها و الدوس على صور الشيخ محمد بن زايد ولي عهد أبو ظبي. منذ بداية شهر مايو/آيار الجاري انتشرت بشكل لافت في مديريات محافظة عدن، شعارات مناوئة للإمارات على الأرصفة و أسوار المباني الخاصة والحكومية، تصفها كقوة احتلال. وعلى اثرها اعتقلت القوات الاماراتية القيادي في المقاومة الجنوبية، وليد الادريسي، والذي على اثر اعتقاله خرجت احتجاجات في مدينة المنصورة أحرق خلالها محتجون صور محمد بن زايد و اعلام الامارات و داس بعضهم على صور ابن زايد والصقوها على حاويات القمامة. و على اثره التقى ضباط في قيادة القوات الاماراتية بقيادات في المقاومة الجنوبية تم التوقيع خلاله على تفاهمات بين الطرفين، و اطلاق سراح الادريسي. الميسري في أبو ظبي ومؤخرا غادر وزير الداخلية في حكومة هادي، أحمد الميسري، إلى العاصمة الاماراتية، أبو ظبي، بناء على طلب رسمي اماراتي. ويعد الميسري من أكثر الوزراء في حكومة هادي تصعيدا ضد الامارات، خاصة منذ أزمة جزيرة سقطرى، و التي اسفرت عن خسارة أبو ظبي لجزء كبير من نفوذها في الجزيرة لصالح السعودية. يرى مراقبون ان الاستراتيجية الاماراتية الجديدة في اليمن جاءت بعد شعور صناع القرار في أبو ظبي بأن صورة بلادهم تشوهت في اليمن، والذي ادى إلى خسائر متتالية في اليمن، أبرزها جزيرة سقطرى. ضوء أخضر سعودي واعتبروا أن التصعيد اللافت في الاحتجاجات ضد الإمارات لا يمكن أن يكون بعيدا عن وجود ضوء أخضر سعودي، و هو ما استشعرته أبو ظبي، خاصة و أن ترتيبات كانت تجري لاحتجاجات في جزيرة ميون التي بنت فيها الإمارات قاعدة عسكرية. يؤكد مراقبون أن معارك الساحل الغربي الأخيرة والتي اقتربت من مدينة الحديدة تصدرتها السعودية عبر قوات سلفية موالية ومدعومة منها تعرف بقوات العمالقة، والتي تتكون من "5" ألوية عسكرية منضوية ضمن قوات حكومة هادي، يوالي أغلب قياداتها السعودية وهادي. ونوهوا إلى أن الضغوط التي تتعرض لها الامارات في عدن ومحافظات أخرى تديرها حكومة هادي عبر أطراف محلية موالية للسعودية، مقدمة لتفاوض سعودي اماراتي لا يستبعد أن يكون قد طرحت خطوطه العريضة، خاصة بعد اعلان وزير الدولة للشئون الخارجية الإماراتي، أنور قرقاش خلال الشهر الجاري أن قوات التحالف لن تغادر اليمن حتى بعد انتهاء الحرب. السعودية تتصدر من خلال خارطة السيطرة للقوات الموالية للإمارات والسعودية في اليمن، يتضح أن السعودية بدأت تدفع باتجاه تواجد أوسع في اليمن، وفي بعض المناطق تم على حساب الإمارات. أصبحت السعودية متواجدة في محافظة المهرة، والتي تتواجد فيها قوات سعودية معززة بأسلحة ثقيلة، وتفيد تقارير صحفية ان مهندسين وخبراء سعوديين وأجانب بدأوا بأعمال هندسية لتمرير أنبوب لتصدير النفط السعودي عبر البحر العربي. وخسرت الامارات جزء كبير من نفوذها في جزيرة سقطرى لصالح السعودية، التي نقلت قوات من جيشها إلى الجزيرة، بعد أزمة حادة بين حكومة هادي والقوات الإماراتية في الجزيرة. وفي الساحل الغربي أصبحت قوات العمالقة المدعومة من السعودية تسيطر على مديريات موزع و الوازعية بتعز وأجزاء من مديرية التحيتا، وأطراف مديرية الدريهمي، المديرية المجاورة لمدينة الحديدة، في حين تتواجد القوات المدعومة من الإمارات في مديريات ذو باب و المخا و أجزاء من موزع بتعز و الخوخة و حيس بالحديدة، في حين تتواجد قوات العمالقة أيضا في أجزاء من المديريات التي تتواجد فيها القوات المدعومة سعوديا. مرحلة جديدة يرى البعض أن السعودية استغلت التهور الاماراتي في المحافظات التي تتواجد فيها، وأعطت الضوء الأخضر للأطراف المحلية الموالية لها للتصعيد ضد أبو ظبي للضغط عليها تمهيدا لإعادة ترتيب التواجد السعودي في عدد من المناطق اليمنية الاستراتيجية. واعتبروا أن ذلك مؤشر على أن الحرب في اليمن بدأت تدخل مرحلة جديدة تتمثل في انتقال الصراع إلى داخل التحالف السعودي نفسه بعد أن ظل هذا الصراع محصورا طيلة العاميين الماضيين داخل المعسكر المحلي الموالي للتحالف. ولم يستبعدوا أن يكون ذلك الصراع مؤشر أيضا على دخول الملف اليمني في تسوية جديدة قد لا تنهي الحرب، ولكنها ستضع حلول جزئية تكون بمثابة ذرائع لإضفاء مبررات على التواجد السعودي الاماراتي في اليمن. │المصدر - يمنات