في العقود الأخيرة من القرن العشرين والعقد الأول من القرن الواحد والعشرين، أعادت السياسة وتبعاتها الاقتصادية والاجتماعية تشكيل نفسيات وسلوك اليمنيين بالشكل الذي يضمن مصالح كل فرد بغض النظر عن الولاء الوطني، أوالقيود الدينية والاخلاقية والانسانية، أوالارث الثقافي والاجتماعي والقبلي الذي كان يضفي على اليمنيبن سمات عربية وقبلية فريدة وأصيلة مثل الصدق والأمانة والشهامة والوفاء. وبناء على ذلك، فقد توزعت الأمة اليمنية الى ثلاث فئات تحكمها فقط المنافع الغير شرعية في ظل تغييب كامل للقانون والدستور وتلك القيم والموروثات: الفئة الأولى: أ- الفاسدون المُفسِدون (بضم الميم وكسر السين): وهي الفئة الظاهرة والأكثر تأثيراً، تلك التي استأثرت بمعظم الثروة (بأنواعها). ب- استثناءات الفئة (1-أ): وهم قلة. الفئة الثانية: أ- الفاسدون المُفسَدون (بضم الميم وفتح السين): وهم الفئة "الساندة" والمحابية للفئة (1-أ)، وتعتبر المحرك الأساسي للرأي العام، وقد استحوذت بما تبقى من الثروة والمكاسب الوطنية باستخدام كافة الوسائل! ب- استثناءات الفئة (2-أ): وهم أيضاً قلة. الفئة الثالثة: أ- المستهدفون: وتضم هذه الفئة البسطاء والمعدمين من الموطنيين الصالحين في الريف والحضر. وهم الفئة المستهدفة من الفئتين الأولى والثانية، وهم أيضاً من يشكلون ولو نظرياً ما يسمى ب"الشعب". ويعتبرون باللغة العلمية "العائل" للفئتين ألأولى والثانية. ب- الصالحون والفاسدون من ضعفاء الحيلة محاولي الوثوب من الفئة (3-أ) الى الفئة الثانية. الثورة.. واليمن الجديد! أطلقت التأثيرات الاقليمية وصراع المصالح ثورة التغيير في اليمن، على "قطار بخاري"، يقوده أناس من الفئة (1-ب)، ويركبه في الدرجة الأولى الفئة (2-ب) وأناس من الفئة (2-أ)، وفي الدرجة السياحية أناس من الفئة (3-ب)، ويتعلق على شبابيكه أناس من الفئة (3-أ)، أما وقوده فقد كان أناس من الفئة (3-أ)، ويسيطر على خط سيره أناس من الفئة (1-أ) و (1-ب)! فيا ترى.. الى أين يسير هذا القطار؟! وهل يجوز التفاؤل بأن كل من على القطار وحوله قد يستدعون ضمائرهم وما اعتنقوه وتعلموه واكتسبوه من دين وموروثات عربية يمنية سامية، ويتفقون على وجهة واحدة ووصول سليم تتحقق معه المصالح العليا للوطن والمكاسب "الشرعية" لكافة أبناء اليمن على حد سواء دون النظر الى "الخارج"، فتكون النتيجة ازدهار اليمن الأرض والانسان! أمريكا وأوروبا وشرق آسيا والخليج العربي لم تبنى الا بأيادي الشرفاء والمخلصين.. فهل سيكونون لنا قدوة! اليمن بالاجماع، غني بموارده، بل أن موارده (مجتمعة) تفوق موارد جميع جيرانه (مجتمعة)! ينقصه فقط ادارة أمينة ومخلصة تخاف الله وتنتمي الى الوطن والشعب. وكفي تفجيرات واغتيالات وتدمير لما تبقى من اليمن وبأيادي (يمنية)!!