العدو الصهيوني يواصل خروقاته لإتفاق غزة: استمرار الحصار ومنع إدخال الوقود والمستلزمات الطبية    عدن.. هيئة النقل البري تغيّر مسار رحلات باصات النقل الجماعي    الدوري الاسباني: برشلونة يعود من ملعب سلتا فيغو بانتصار كبير ويقلص الفارق مع ريال مدريد    الدوري الايطالي: الانتر يضرب لاتسيو في ميلانو ويتصدر الترتيب برفقة روما    الشيخ علي محسن عاصم ل "26 سبتمبر": لن نفرط في دماء الشهداء وسنلاحق المجرمين    انها ليست قيادة سرية شابة وانما "حزب الله" جديد    فوز (ممداني) صفعة ل(ترامب) ول(الكيان الصهيوني)    تضحياتٌ الشهداء أثمرت عزًّا ونصرًا    الأستاذ علي الكردي رئيس منتدى عدن ل"26سبتمبر": نطالب فخامة الرئيس بإنصاف المظلومين    مرض الفشل الكلوي (27)    فتح منفذ حرض .. قرار إنساني لا يحتمل التأجيل    الأمين العام لجمعية الهلال الأحمر اليمني ل 26 سبتمبر : الأزمة الإنسانية في اليمن تتطلب تدخلات عاجلة وفاعلة    ثقافة الاستعلاء .. مهوى السقوط..!!    تيجان المجد    الشهادة .. بين التقديس الإنساني والمفهوم القرآني    الزعوري: العلاقات اليمنية السعودية تتجاوز حدود الجغرافيا والدين واللغة لتصل إلى درجة النسيج الاجتماعي الواحد    الدولة المخطوفة: 17 يومًا من الغياب القسري لعارف قطران ونجله وصمتي الحاضر ينتظر رشدهم    سقوط ريال مدريد امام فاليكانو في الليغا    الأهلي يتوج بلقب بطل كأس السوبر المصري على حساب الزمالك    نجاة برلماني من محاولة اغتيال في تعز    الرئيس الزُبيدي يُعزي قائد العمليات المشتركة الإماراتي بوفاة والدته    قراءة تحليلية لنص "مفارقات" ل"أحمد سيف حاشد"    مانشستر سيتي يسحق ليفربول بثلاثية نظيفة في قمة الدوري الإنجليزي    محافظ العاصمة عدن يكرم الشاعرة والفنانة التشكيلية نادية المفلحي    الأرصاد يحذر من احتمالية تشكل الصقيع على المرتفعات.. ودرجات الحرارة الصغرى تنخفض إلى الصفر المئوي    وزير الصحة: نعمل على تحديث أدوات الوزارة المالية والإدارية ورفع كفاءة الإنفاق    في بطولة البرنامج السعودي : طائرة الاتفاق بالحوطة تتغلب على البرق بتريم في تصفيات حضرموت الوادي والصحراء    جناح سقطرى.. لؤلؤة التراث تتألق في سماء مهرجان الشيخ زايد بأبوظبي    تدشين قسم الأرشيف الإلكتروني بمصلحة الأحوال المدنية بعدن في نقلة نوعية نحو التحول الرقمي    شبوة تحتضن إجتماعات الاتحاد اليمني العام للكرة الطائرة لأول مرة    صنعاء.. البنك المركزي يوجّه بإعادة التعامل مع منشأة صرافة    رئيس بنك نيويورك "يحذر": تفاقم فقر الأمريكيين قد يقود البلاد إلى ركود اقتصادي    وزير الصناعة يشيد بجهود صندوق تنمية المهارات في مجال بناء القدرات وتنمية الموارد البشرية    اليمن تشارك في اجتماع الجمعية العمومية الرابع عشر للاتحاد الرياضي للتضامن الإسلامي بالرياض 2025م.    الكثيري يؤكد دعم المجلس الانتقالي لمنتدى الطالب المهري بحضرموت    بن ماضي يكرر جريمة الأشطل بهدم الجسر الصيني أول جسور حضرموت (صور)    رئيس الحكومة يشكو محافظ المهرة لمجلس القيادة.. تجاوزات جمركية تهدد وحدة النظام المالي للدولة "وثيقة"    خفر السواحل تعلن ضبط سفينتين قادمتين من جيبوتي وتصادر معدات اتصالات حديثه    ارتفاع أسعار المستهلكين في الصين يخالف التوقعات في أكتوبر    علموا أولادكم أن مصر لم تكن يوم ارض عابرة، بل كانت ساحة يمر منها تاريخ الوحي.    كم خطوة تحتاج يوميا لتؤخر شيخوخة دماغك؟    محافظ المهرة.. تمرد وفساد يهددان جدية الحكومة ويستوجب الإقالة والمحاسبة    هل أنت إخواني؟.. اختبر نفسك    سرقة أكثر من 25 مليون دولار من صندوق الترويج السياحي منذ 2017    عين الوطن الساهرة (1)    أوقفوا الاستنزاف للمال العام على حساب شعب يجوع    أبناء الحجرية في عدن.. إحسان الجنوب الذي قوبل بالغدر والنكران    جرحى عسكريون ينصبون خيمة اعتصام في مأرب    قراءة تحليلية لنص "رجل يقبل حبيبته" ل"أحمد سيف حاشد"    مأرب.. فعالية توعوية بمناسبة الأسبوع العالمي للسلامة الدوائية    في ذكرى رحيل هاشم علي .. من "زهرة الحنُّون" إلى مقام الألفة    مأرب.. تسجيل 61 حالة وفاة وإصابة بمرض الدفتيريا منذ بداية العام    على رأسها الشمندر.. 6 مشروبات لتقوية الدماغ والذاكرة    كما تدين تدان .. في الخير قبل الشر    الزكاة تدشن تحصيل وصرف زكاة الحبوب في جبل المحويت    صحة مأرب تعلن تسجيل 4 وفيات و57 إصابة بمرض الدفتيريا منذ بداية العام الجاري    الشهادة في سبيل الله نجاح وفلاح    "جنوب يتناحر.. بعد أن كان جسداً واحداً"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



باحث يتوقع سقوط صنعاء بيد الحوثي وانتهاء النظام الجمهوري ودخول قوات درع الجزيرة حضرموت
نشر في الخبر يوم 26 - 02 - 2014

قدم الباحث عبد العزيز ظافر معياد قراءة استشرافية لمسار الأحداث المتوقع في اليمن في المستقبل المنظور تحت عنوان "نظرة عن قرب".
واعتبر هذه النظرة انطلاقا من مجموعة من المؤشرات والدلائل والشواهد التاريخية ،ورغم تعدد الاحتمالات والفرضيات في هذا المسار.
واشار الى السيناريو المحتمل لمسار الأحداث بعد الانفصال، حيث قال:" عادة عند قيام الدول او حصول تغيير جذري في نظامها السياسي،تتشكل حكومات ائتلافية موسعة تضم معظم المكونات والقوى الرئيسية في المجتمع،ومن ثم فأن الحكومة الائتلافية في دولة الشمال بعد الانفصال ستتكون في الغالب من المؤتمر الشعبي والتيار الاسلامي(الاصلاح والسلفيين)والتيار اليساري(الوحدوي الناصري واشتراكي الشمال والبعث)إضافة الى الحوثيين .
واردف:" في الغالب لن تعمر الحكومة الائتلافية طويلاً وربما تنهار في العام الثاني لتشكلها، فالأداء الضعيف المتوقع لمثل هذا النوع من الحكومات بسبب عدم الانسجام بين الأعضاء وعدم القدرة في العمل بروح الفريق الواحد مع التباين في الرؤى والمواقف لمكوناته من مختلف القضايا خاصة مع الخلافات السياسية والأيدلوجية لتلك المكونات،سيثير استياء المواطنين من الائتلاف الحكومي لكنه لن يتسبب مباشرة في انهيار الائتلاف،وفي اعتقادي أن ما سيعجل بانهياره أمران رئيسيان هما :
الاول :الخلاف بين مكونات الائتلاف حول كيفية معالجة الأزمة الاقتصادية الخانقة المتوقع مواجهتها بعد الانفصال نتيجة العجز الهائل في الموازنة العامة التي كانت تعتمد على مبيعات نفط مأرب وشبوة وحضرموت كمورد رئيسي لها،ومع ذهاب ما يقارب ثلثي الإنتاج لدولة الجنوب،ولان تغطية ذلك العجز عبر البحث عن موارد بديلة -كالتوجه نحو استخراج النفط من الجوف ومناطق أخرى والعمل على تنمية الموارد الغير نفطية- سيستغرق سنوات عديدة قبل أن تتمكن الحكومة من معالجة مشكلة الميزانية.
- معنى ذلك وفقا لمعياد- أن حكومة الشمال ستجد نفسها بعد أشهر من الانفصال عاجزة عن أداء مهامها المختلفة وفي مقدمتها عدم القدرة على دفع رواتب الموظفين والاستمرار في تقديم خدماتها الأساسية للمواطنين(كهرباء،ماء،تعليم،صحة ..)،ومن ثم لن يكون أمامها من خيار سوى تقليص حجم الإنفاق الحكومي وتنفيذ سلسة من الإجراءات التقشفية الصارمة لمنع الاقتصاد من الانهيار كرفع الدعم بصورة كاملة عن أسعار المشتقات النفطية ورفع أسعار الماء والكهرباء ،وزيادة الضرائب والجمارك وخفض رواتب الموظفين خاصة من درجة مدير عام وما فوق وإغلاق عدد من السفارات والبعثات الديبلوماسية في الخارج وتجميد التوظيف والمنح الدراسية لعدة سنوات وغير ذلك .
فيما الامر الثاني في خلاف المكونات حول طريقة التعامل مع دولة الجنوب خاصة فيما يتعلق بالتطورات في قضيتين رئيسيتين هما :" قضية الملفات العالقة مع الجنوب وبقائها من دون حل(ديون ،تعويضات ،عدم ترسيم الحدود بين الشمال والجنوب ،عدم إحراز أي تقدم في مطالب الشمال بضم الصبيحة وشبوة اليه والتحكم الكامل في باب المندب ،باضافة الى تراجع نظام الجنوب عن تعهداته بمنح أبناء حضرموت وعدن حق تقرير المصير بعد خمس سنوات من قيام دولة الجنوب)وعلى الارجح سيحاول نظام الجنوب بعد الانفصال التملص من تلك الاستحقاقات تارة عبر المطالبة بتأجيل موعد عقد المفاوضات الثنائية مع الشمال تحت مبررات واهية وتارة أخرى عبر خفض مستوى تمثيل وفده في المفاوضات وثالثة عبر تفجير خلافات ثانوية لإفشال جولة المفاوضات،وكل ذلك سيولد قناعة لدى قوى شمالية بعبثية المفاوضات مع الجنوب وعدم جدوى الاستمرار فيها"، وكذا "السياسة العدائية التي ينتهجها النظام في الجنوب ضد الشمال سواء عبر استمرار دعمه للقوى المعارضة للنظام في صنعاء(الحراك التهامي،الحراك القاعدي الانفصالي في البيضاء،وجماعات تخريبية في المناطق الحدودية وبالذات في المناطق الوسطى)إضافة الى العلاقة الوطيدة والتنسيق المستمر مع جماعة الحوثي،أو باستهدافه للتيار الوحدوي في الجنوب ولقيادات وكوادر الأحزاب الجنوبية التي كان لها ارتباط بصنعاء، وكذا محاولاته قمع الجماعات المطالبة بدولتي حضرموت وعدن،وتحريض المجتمع الدولي ضد الشمال من خلال اتهاماته المتكررة لصنعاء بدعم الجماعات الإرهابية في الجنوب،والانعكاسات السلبية لكل ذلك على الشمال خاصة في مجالي الأمن والاقتصاد" .
سيتسبب الخلاف بين مكونات الائتلاف الحكومي من القضايا السابقة حسب معياد- في تفجر أزمة سياسية كبيرة داخله،حيث ستبدي بعض المكونات رفضاً لاي تصعيد عسكري مع الجنوب،كما ستحاول قوى أخرى عرقلة التوجه لتنفيذ إجراءات التقشف الاقتصادي خشية منها من ردة فعل الشارع عليها،وما قد يلحقه ذلك من ضرر على شعبيتها بل ان بعضها سيحاول إبراز معارضته لتلك الإجراءات لكسب مزيد من الأنصار،وكل ذلك سيتسبب في انشغال القوى بالأزمة السياسية في حين ستكون الحكومة عاجزة عن فعل أي شيء لوقف التدهور الاقتصادي وتجنب انهيار النظام برمته.
ويضيف: للحيلولة دون انهيار النظام ستضطر بعض مكونات الائتلاف لتقديم تنازلات ومحاولة تناسي وتجاوز خلافاتها السياسية مؤقتا للخروج بموقف موحد داعم للحكومة في خطتها التقشفية،لكن موجة الرفض الشعبي الشديدة المتوقعة لتلك الإجراءات ،واضطرار الأجهزة الأمنية اللجوء لاستخدام القوة المفرطة بحق المحتجين واعتقال المئات منهم وإغلاق العديد من الصحف ووسائل الإعلام ،كل ذلك سيدفع ببعض القوى للتراجع سريعاً عن دعمها للحكومة ومحاولة تبرئة نفسها من تلك الأعمال، وما سيترتب على ذلك من انسحاب عدد من المكونات من الائتلاف الحكومي ، مستطردا سيتسبب ذلك في تفاقم الأزمة واشتعال الوضع الداخلي، وسيتصدر التيار المتشدد والمعادي لنظام الجنوب الحراك الشعبي في الشمال، وسيرتفع سقف مطالب الشارع من إسقاط الحكومة ووقف تنفيذ الجرعة الاقتصادية الى المطالبة بإسقاط النظام مع تحميل الرئيس وكبار القيادات مسئولية الأزمة الاقتصادية والانهيار الذي وصلت اليه البلاد،واتهام قيادة النظام ببيع الجنوب والقبول بانفصاله رغم تزوير الحراك نتائج استفتاء تقرير المصير مقابل ضمان مصالحهم ومن اجل البقاء في الحكم،وكل ذلك سيؤدي الى تنحي الرئيس عن منصبه مع كبار قيادات النظام،ووصول قيادة معادية لنظام الجنوب الى السلطة في الشمال .
وحول التصعيد ضد الجنوب قال : لن يجد النظام الجديد من خيار إمامه سوى تنفيذ جزء من خطة التقشف التي كانت بدأتها الحكومة الائتلافية لمواجهة الأزمة الاقتصادية ،وكذا الارتماء في أحضان السعودية والقبول مرة أخرى بوصايتها مقابل مساعدته في مواجهة أزمة اقتصاده المنهار،وكل ذلك سيتسبب في انتهاج الشمال سياسة تصعيديه ضد الجنوب بهدف تشتيت الأنظار عن أزمته الاقتصادية ومحاولة توحيد الجبهة الداخلية خلفه ضد العدو الخارجي (نظام الجنوب)، مشيرا الى أنه في الغالب ستظهر سياسة التشدد الشمالية في خطاب إعلامي تحريضي ضد نظام الجنوب،تتبعها خطوات اخرى كتقديم الدعم اللوجيستي لنازحي الجنوب في المناطق الوسطى من أعضاء الحزب الاشتراكي والأحزاب الأخرى الفارين من قمع نظام الجنوب لتشكيل ميليشيات مسلحة هدفها إسقاط النظام في عدن ،كما سيعمل الشمال وبدعم من السعودية على تقديم الأسلحة الحديثة ومختلف أنواع الدعم للجان الشعبية في ابين و لباعوم وتحالف قبائل حضرموت،كما سيبذل جهود لتشكيل جناح مسلح لتيار عدن للعدنيين .
ويضيف:" نتيجة لهذه السياسة سترتفع وتيرة الهجمات وحرب العصابات من قبل اللجان الشعبية في ابين والخلايا المسلحة المشكلة من نازحين جنوبيين في الشمال لشن هجمات على أهداف أمنية ومواقع عسكرية في الجنوب،اضافة الى هجمات انتحارية في عدن والمدن الأخرى، الى جانب حشد الشمال لقواته على الحدود مع الجنوب،ومع تعدد الجبهات والقلق من فقدان السيطرة سيضطر البيض للاستعانة بمسلحين من الحرس الثوري الايراني ومن حزب الله وجيش المهدي وكتائب ابو الفضل العباس العراقية،والتي سترتكب مجازر مروعة في بعض المناطق الجنوبية وبالذات في ابين وشبوة لإخماد المعارضين،كما سيتم تصفية واعتقال المئات من أبناء عدن من ذوي الأصول الشمالية والحضرمية لدعمهم التيار المطالب بدولة عدن.
ويتابع الباحث معياد : فتح البيض الجنوب بما فيه حضرموت أمام حركة تشيع نشطة واستعانته بالميليشيات الشيعة المسلحة،ستكون القشة التي ستقصم ظهر العلاقة بين البيض وباعوم ومن خلفه تحالف القبائل،الذين سيتصدون لأي محاولات لبناء عدد من الحسينيات والمراكز الثقافية الشيعية في حضرموت،ومن غير المستبعد ان تشهد حضرموت عمليات انتقامية محدودة ضد الحضارمة من أصول يافعية ردا على استهداف أبناء عدن من أصول حضرمية من قبل أجهزة البيض الأمنية … مردفا: في الغالب ستشهد الأزمة بين البيض وباعوم تصعيدا سريعاً وذلك بوقوع بعض الاشتباكات والمواجهات بين تحالف القبائل وأنصار باعوم من جهة والوحدات العسكرية الموالية للبيض في حضرموت من جهة أخرى ،كما سيلجأ البيض الى محاولة التخلص من ابرز مشائخ تحالف القبائل عبر تصفيتهم جسدياً،ونظرا لاطمئنان البيض من تمكن الأجهزة الأمنية وبمساعدة الميليشيات الشيعية في السيطرة على الوضع في عدن وأبين ،ما يجعله يدفع بعدد من ألوية الجيش نحو حضرموت بهدف استعادتها من قبضة باعوم خاصة مع اعتقاده بسهولة وسرعة حسم المعركة لصالحه مع التفاوت الكبير في إمكانيات وقدرات جيشه مع إمكانيات خصمه .
تلك التطورات حسب معياد – ستدفع السعودية وبدعم من دول خليجية للتحرك سريعاً واتخاذ قرار بإرسال قوات درع الجزيرة الى حضرموت للحيلولة دون سقوطها في يد القوات الموالية لإيران،،ولمنع تكرار مجازر الاشتراكيين في حضرموت نهاية ستينات وسبعينات القرن الماضي،ومن اجل الحد من الخسائر في صفوف قوات درع الجزيرة ستقوم السعودية ب :"إعطاء الضوء الأخضر لقوات الشمال للدخول الى شبوة او جزء منها والقبول بضمها الى أراضيه مقابل تشكيل مايشبه حائط صد يحول دون وصول قوات الجنوب الى حضرموت والاشتباك مع قوات درع الجزيرة هناك ،مع تقديمها الدعم اللوجيستي لقوات الشمال لتعزيز قدراتها في مواجهة قوات البيض وتسهيل السعودية وبالتنسيق مع الشمال لدخول آلاف من العناصر الجهادية من الدول المختلفة الى أبين عبر البيضاء للانضمام الى اللجان الشعبية والجماعات الجهادية الأخرى والمشاركة في حرب العصابات ضد جيش البيض والميليشيات الشيعية الموالية له.
ومع ارتفاع وتيرة الحرب المذهبية في أبين والقلق الدولي من سيطرة الجماعات التكفيرية على باب المندب سيتم الدفع بالميليشيات المسلحة للنازحين الجنوبيين المدعومة من الشمال ومن السعودية للسيطرة على باب المندب ومديرية الصبيحة بالكامل،في حين ستكون قوات بريطانية مستعدة قرب سواحل عدن لدخول المدينة في حال انهار نظام البيض بهدف توفير الحماية لعدن والحيلولة دون سقوطها في الفوضى او في قبضة الجماعات الإرهابية.
وحول سيناريو سقوط صنعاء بيد الحوثي يقول معياد: في هذه الإثناء ومع تركيز نظام صنعاء أنظاره وقواته صوب الجنوب من المتوقع استغلال جماعة الحوثي لذلك خاصة بعد انسحابها من الائتلاف الحكومي الموسع وتوتر علاقتها مع النظام الجديد جراء تأييدها للانفصال،وذلك بمحاولة إسقاط صنعاء في يدها ومحاولة لتخفيف الضغط على قوات البيض وبصورة تذكرنا بمحاولة بدر الدين الحوثي تفجير حرب في مران بصعدة خلال حرب صيف 1994م وكان إفشال الدولة لتلك المحاولة سبباً في مغادرته اليمن مع نجله حسين الى إيران، لافتا الى أنه رغم صعوبة سقوط العاصمة في يد الحوثي الا انه لم يعد امرأ مستبعدا او خيالياً كما كان عليه الحال قبل سنوات خاصة مع : " تجاوز الجماعة لعقبة حاشد بعد إبرامها لعدد من الاتفاقات مع القبائل عقب انتصارها على أولاد الأحمر ،وهى اتفاقات تمكنها من التقدم باتجاه العاصمة بما تمتلكه من أسلحة ثقيلة دون أي تدخل أو اعتراض من قبائل حاشد، توغل الجماعة في معظم القبائل المحيطة بصنعاء ما يجعل صنعاء عملياً محاطة بطوق قبلي زيدي متحوث ،اضافة الى نجاحها في اختراق الجيش وأجهزة الأمن ،والذي زاد جراء مشاركتها في الحكومة الائتلافية بعد الانفصال وما نجم عنه وضع مئات من الموالين لها في مناصب مدنية وعسكرية حساسة،ويضاف الى ذلك وجود مئات من الخلايا المسلحة التابعة للحوثي في معظم مناطق وحارات العاصمة ، تقارب الحوثي الاخير مع السعودية والتحالف السري بين ايران والشيعة مع الغرب كل ذلك يجعل من العامل الخارجي يصب لمصلحة الحوثي ومساعيه في السيطرة على النظام .
وبحسب معياد فكلها عوامل تجعل من سقوط صنعاء بيد الحوثي أمر ممكناً،بل أن بعض الشخصيات الموالية للحوثي تبدو واثقة من قدرتهم في إسقاط صنعاء بسهولة وخلال أسبوع واحد كما ذهب إليه مراسل قناة العالم الايرانية في صنعاء،لكن ذلك السقوط لن يحدث بهذه السهولة او من دون عقبات ومقاومة شرسة، فليس خافياً انه في كل منطقة من مناطق صنعاء التي يتواجد فيها الحوثيون ويخزنون فيها الأسلحة يتواجد بالقرب منهم خلايا تابعة لحزب الاصلاح مستعدة للاشتباك معهم ،ما يؤشر الى ان صنعاء ستشهد حرب مذهبية دامية قبل سقوطها في يد الحوثي .
في الغالب سيعمد الحوثي لفرض حصار خانق على صنعاء لعدة أسابيع قبل دخولها،و ستتكفل الميليشيات المسلحة الموالية له في ذمار وأب وسنحان من قطع الطريق وعرقلة تقدم ألوية الجيش المتمركزة في المناطق الوسطى لفك الحصار عن صنعاء ،وسيضطر قادة النظام لإبرام اتفاق مع الحوثي يقضي بالسماح لهم وقوات الحماية الرئاسية وقوات الأمن المتمركزة في العاصمة من مغادرتها صوب تعز،التي ستتحول الى عاصمة للنظام الجمهوري بعد سقوط صنعاء في براثن الإمامة من جديد .
وسيتعمد الحوثي تأجيل دخوله العاصمة و سيعطي الضوء الأخضر للقبائل والميليشيات التابعة له لدخول صنعاء ونهبها وإشاعة الفوضى فيها لعدة أسابيع ،بصورة توفر الفوضى الحاصلة غطاء لتحرك مجموعات حوثية مسلحة متخصصة في عمليات الاغتيال لتصفية مجموعة كبيرة من مسئولي النظام السابق التي كانت في السلطة خلال شن النظام حروبه الست في صعدة ،كما سيتم تصفية جميع الطيارين الذين شاركوا في قصف صعدة في تلك الحروب،وكذا تصفية عدد من الشخصيات اللامعة من الأسر الهاشمية العريقة التي تمثل في نظر الحوثي منافساً شرعياً له في ادعاءات الإمامة والحكم .
ويردف معياد: بعد ذلك ستدخل قوات الحوثي الى صنعاء ورغم ما يقال عن دعم الرئيس السابق للحوثي ،الا أن ذلك لن يحول دون توجه الحوثي للاقتصاص منه ومن أقاربه والمقربين منهم على قتل أخيه حسين،فالشيعة معروفين بسعيهم للانتقام مهما طال الزمن من خصومهم، فهم الى اليوم يحرصون على عدم نسيان محاربة الصحابي معاوية للإمام علي كرم الله وجهه ،ومن ثم فأن الانتقام من جميع المسئولين الواقفين وراء مقتل مؤسس الجماعة حسين الحوثي سيكون له الأولوية المطلقة لدى الجماعة بعد سيطرتها على العاصمة.
يرجح خلال أشهر بسيطة من سقوط صنعاء إيعاز الحوثي لمنظمات وهيئات حقوقية مدعومة منه للقيام برفع قضية ضد الرئيس السابق وعدد من أقاربه وقيادات مؤتمرية وحتى الشخصيات القبلية المؤتمرية التي أعلنت ولائها للحوثي منذ سنوات ،وذلك لدورها في مقتل حسين الحوثي ،ومن ثم سيتم على خلفية هذه القضية إعدام عدد كبير من هؤلاء وتعليق جثثهم لأيام في باب اليمن. لافتا الى سعي الحوثي للتخلص من رموز النظام السابق رغم دعمهم له في معركته مع الإصلاح، راجع الى رغبته في الانتقام من قتله أخيه و انتهاء حاجته للتعاون معهم بعد تجاوز عقبة حاشد والإخوان المسلمين،و لإدراكه أن المؤتمر الشعبي سيكون العقبة الأخيرة التي تحول دون إحكام قبضته على السلطة و إعادة الإمامة الى البلاد او على الاقل إعاقة التوجه لإقامة نظام ولاية الفقيه في اليمن.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.