قال مصدر مسؤول بوزارة الأوقاف السعودية إنه تم فصل عدد من الخطباء لأنهم "سيسوا" منبر خطبة الجمعة، وحولوا خطبهم إلى نشرة "سياسية". وأوضح الشيخ عبدالمحسن آل الشيخ، وكيل وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد المساعد لشؤون المساجد، في تصريح لصحيفة "الوطن" السعودية اليوم، أن الوزارة رصدت من 25 إلى 30 خطيبا، جنحوا نحو السياسة في خطب الجمعة. وبين أن الرصد جاء على مدار ال7 شهور الماضية، وذلك بعد الأحداث السياسية الأخيرة، دون أن يحدد ما هي تلك الأحداث، إلا أن الفترة الزمينة الذي أشار لها تتزامن مع الإطاحة بالئيس المصري السابق محمد مرسي في 3 يوليو/ تموز الماضي. وأشار إلى أن بعض الخطباء يستغلون الخطبة في أمور تتعلق بالسياسة، وليس لها علاقة بالشرع، وإنما تكون "نشرة سياسية" تذكر على المنبر، على حد قوله. واعتبر أن "الناس لا يحتاجون لمثل هذا، وإنما يحتاجون إلى المواعظ من القرآن والسنة، وما ينفعهم في أمور دينهم، ولكن ذلك لا يعني ألا يتكلموا عن الواقع، ولكن يربطونه بتأصيلات شرعية، ولا يدخلون بشئ من السياسات أو التحزبات". وكشف آل الشيخ أن من تم رصدهم "منهم من تم إيقافهم عن الخطابة، ومنهم من طوي قيدهم (فصلهم)، ومنهم من تعهدوا على أنفسهم بألا يوظفوا المنبر في غير شأنه الشرعي"، ولم يحدد عدد الفئة التي تم فصلها أو الذين تم إيقافهم عن الخطابة. وبالتزامن مع بدء فترة الرصد، التي أشار إليها آل الشيخ، في أغسطس/ آب الماضي، تداول نشطاء سعوديون على موقع التواصل الاجتماعي تويتر صورة لخطاب فصل إمام جامع الفردوس في حي النهضة (شرق الرياض) حمد الحقيل، الذي سبق أن دعا على وزير الدفاع المصري عبد الفتاح السيسي في خطبة الجمعة في 23 أغسطس/ آب الماضي. وتحمل الوثيقة المتداولة شعار وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد ومدونة تحت بند "سري" ومعنونة ب"عاجل جدا" ، ومؤرخة بتاريخ 6 ذو القعدة 1434 من العام الهجري( 12 سبتمبر / أيلول الجاري) . وتسبب دعائه على السيسي، في نشوب عراك بين مصلين مصريين "مؤيدين للسيسي" اعترضوا على الخطبة وسعوديين داخل المسجد. واتسمت العلاقة بين مصر والسعودية بالتوتر على مدار عام من حكم الرئيس المصري السابق، وسارعت السعودية إلى تقديم دعم مالي للقاهرة، بعد أيام من الإطاحة بمرسي. وسبق أن دعا دعا مفتى عام السعودية الشيخ عبد العزيز آل الشيخ في أغسطس/ آب الماضي خطباء المساجد إلى عدم إشغال المصلين ب"أمور السياسة". وطالب الخطباء بضرورة انتقاء خطبهم بما يجب أن تعالج عبرها قضايا المجتمع، والابتعاد عن ما يمكن أن لا يفهمه المصلون، كونها بعيدة عن واقعهم.