مع اقتراب الموعد.. البنك المركزي يحسم موقفه النهائي من قرار نقل البنوك إلى عدن.. ويوجه رسالة لإدارات البنوك    مأساة في حجة.. وفاة طفلين شقيقين غرقًا في خزان مياه    بن مبارك بعد مئة يوم... فشل أم إفشال!!    الجوانب الانسانية المتفاقمة تتطلّب قرارات استثنائية    لماذا صراخ دكان آل عفاش من التقارب الجنوبي العربي التهامي    وفاة طفلة نتيجة خطأ طبي خلال عملية استئصال اللوزتين    شاب يبدع في تقديم شاهي البخاري الحضرمي في سيئون    عبد الله البردوني.. الضرير الذي أبصر بعيونه اليمن    مكاتب الإصلاح بالمحافظات تعزي رئيس الكتلة البرلمانية في وفاة والده    الثالث خلال أشهر.. وفاة مختطف لدى مليشيا الحوثي الإرهابية    هجوم حوثي مباغت ومقتل عدد من ''قوات درع الوطن'' عقب وصول تعزيزات ضخمة جنوبي اليمن    تغير مفاجئ في أسعار صرف الريال اليمني مقابل العملات الأجنبية    أقرب صورة للرئيس الإيراني ''إبراهيم رئيسي'' بعد مقتله .. وثقتها الكاميرات أثناء انتشال جثمانه    الريال يخسر نجمه في نهائي الأبطال    بعثة اليمن تصل السعودية استعدادا لمواجهة البحرين    انفراد.. "يمنات" ينشر النتائج التي توصلت إليها لجنة برلمانية في تحقيقها بشأن المبيدات    مدرب مفاجئ يعود إلى طاولة برشلونة    ماذا يحدث في إيران بعد وفاة الرئيس ''إبراهيم رئيسي''؟    عودة خدمة الإنترنت والاتصالات في مناطق بوادي حضرموت بعد انقطاع دام ساعات    مدارس حضرموت تُقفل أبوابها: إضراب المعلمين يُحوّل العام الدراسي إلى سراب والتربية تفرض الاختبارات    كنوز اليمن تحت رحمة اللصوص: الحوثيون ينهبون مقبرة أثرية في ذمار    قادم من سلطنة عمان.. تطور خطير وصيد نوعي في قبضة الشرعية وإعلان رسمي بشأنه    أول فيديو من موقع سقوط طائرة الرئيس الإيراني ووصول فريق الإنقاذ "شاهد"    الدوري الفرنسي : PSG يتخطى ميتز    هادي هيج: الرئاسة أبلغت المبعوث الأممي أن زيارة قحطان قبل أي تفاوض    الليغا .. سقوط البطل المتوج ريال مدريد في فخ التعادل وفوز برشلونة بثلاثية    تناقض حوثي مفضوح حول مصير قحطان    غموض يحيط بمصير الرئيس الايراني ومسؤولين اخرين بعد فقدان مروحية كانوا يستقلونها    قبيل مواجهة البحرين.. المنتخب الوطني يقيم معسكر خارجي في الدمام السعودية    إلى متى نتحمل فساد وجرائم اشقائنا اليمنيين في عدن    مصدر برلماني: تقرير المبيدات لم يرتق إلى مستوى النقاشات التي دارت في مجلس النواب    إنتر ميامي يتغلب على دي سي يونايتد ويحتفظ بالصدارة    ارتفاع حصيلة العدوان الاسرائيلي على غزة إلى 35,456 شهيداً و 79,476 مصابا    الجامعة العربية: أمن الطاقة يعد قضية جوهرية لتأثيرها المباشر على النمو الاقتصادي    وزير المياه والبيئة يبحث مع المدير القطري ل (اليونبس) جهود التنسيق والتعاون المشترك مميز    عدن.. وزير الصحة يفتتح ورشة عمل تحديد احتياجات المرافق الصحية    رئيس هيئة النقل البري يتفقد العمل في فرع الهيئة بمحافظة تعز مميز    رئيس الهيئة العليا للإصلاح يعزي الهجري في وفاة والده    تقرير: نزوح قرابة 7 آلاف شخص منذ مطلع العام الجاري    اليونسكو تزور مدينة تريم ومؤسسة الرناد تستضيفهم في جولة تاريخية وثقافية مثمرة    نهائي دوري ابطال افريقيا .. التعادل يحسم لقاء الذهاب بين الاهلي المصري والترجي التونسي    دعاء يريح الأعصاب.. ردده يطمئن بالك ويُشرح صدرك    بعضها تزرع في اليمن...الكشف عن 5 أعشاب تنشط الدورة الدموية وتمنع تجلط الدم    جريمة لا تُغتفر: أب يزهق روح ابنه في إب بوحشية مستخدما الفأس!    الاستاذة جوهرة حمود تعزي رئيس اللجنة المركزية برحيل شقيقة    الهيئة العامة للطيران المدني والأرصاد تصدر توضيحًا بشأن تحليق طائرة في سماء عدن    الجيش الأمريكي: لا إصابات باستهداف سفينة يونانية بصاروخ حوثي    توقيع اتفاقية بشأن تفويج الحجاج اليمنيين إلى السعودية عبر مطار صنعاء ومحافظات أخرى    فنانة خليجية ثريّة تدفع 8 ملايين دولار مقابل التقاط صورة مع بطل مسلسل ''المؤسس عثمان''    اكتشف قوة الذكر: سلاحك السري لتحقيق النجاح والسعادة    وباء يجتاح اليمن وإصابة 40 ألف شخص ووفاة المئات.. الأمم المتحدة تدق ناقوس الخطر    اليونسكو تطلق دعوة لجمع البيانات بشأن الممتلكات الثقافية اليمنية المنهوبة والمهربة الى الخارج مميز    ياراعيات الغنم ..في زمن الانتر نت و بالخير!.    تسجيل مئات الحالات يومياً بالكوليرا وتوقعات أممية بإصابة ربع مليون يمني    لماذا منعت مسرحيات الكاتب المصري الشرقاوي "الحسين ثائرآ"    افتتاح مسجد السيدة زينب يعيد للقاهرة مكانتها التاريخية    في افتتاح مسجد السيدة زينب.. السيسي: أهل بيت الرسول وجدوا الأمن والأمان بمصر(صور)    هناك في العرب هشام بن عمرو !    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عدن.. سيدة العرائس
نشر في الخبر يوم 09 - 03 - 2014

تعد مدينة عدن من أجمل المدن اليمنية الساحلية التي تمتاز بشواطئها البديعة المتنوعة، ومبانيها العريقة، إضافة إلى قلاعها وحصونها المنيعة وأسواقها المتنوعة، وقد حازت مدينة عدن على شهرة عالمية كمركز للتجارة البحرية منذ القرن السابع قبل الميلاد، حيث كانت تعد واحدة من أهم محطات تجارة البخور والتوابل وممرات القوافل، حيث كانت تجارة البخور والتوابل تجد رواجاً مع انتشار وتعدد الديانات القديمة التي تمجد الآلهة.
واكتسبت مدينة عدن شهرتها أيضاً من أهمية موقع مينائها التجاري.. بفضل العوامل الطبيعية التي تحيط بهذا الميناء من جبال وعوامل طبيعية، من حيث المساحة وعوامل الرياح وحركة أمواج البحر ما أكسب هذا الموقع أهمية عالمية كبيرة جعل من موقع مينائها التجاري كحلقة وصل بين قارات العالم "آسيا شرقاً، وأفريقيا غرباً، وأوروبا شمالاً".
ومن خلال ميناء عدن قام اليمانيون بدور الوسطاء التجاريين بين إقليم البحر الأبيض المتوسط، وجنوب شرق آسيا، وشرق أفريقيا والعكس..
وبذلك صارت ومازالت مدينة عدن بمثابة القلب النابض لتنشيط حركة التجارة العالمية قديماً وحتى العصر الحديث؛ إذ كانت مدينة عدن أول مدينة عربية أقامت نظام التجارة الحرة بكفاءة من عام 1850م إلى 1969م، واستطاعت أن تتبوأ المرتبة الثانية بين موانئ العالم من حيث الأهمية التجارية وتموين السفن.
المصادر التاريخية تحكي أيضاً أن نسبة استمرار نجاح تميز ميناء عدن عبر التاريخ عن غيره من الموانئ يعود لمنحه فرصاً متساوية لجميع التجار الذين كانوا يقصدون عدن دون تمييز بينهم، وقد تراكم هذا العرف والسلوك عبر الأجيال المتعاقبة ليصبح من العوامل المساعدة في استمرار نجاح مدينة عدن ومينائها الحر كمركز تجاري وإقليمي ودولي.
وهو الأمر الذي يعول عليه اليوم بعد أن تم إعلان مدينة عدن كعاصمة لإقليم عدن الاقتصادي وكعاصمة تجارية للوطن ومنطقة تجارة حرة، وكرس لذلك الكثير من العوامل المساعدة، ومنها تخصيص حوالي 31 ألف هكتار كمنطقة حرة من 36 ألف هكتار إجمالي مساحة محافظة عدن، والآمال معقودة في تنشيط وتشغيل المنطقة الحرة خاصة بعد أن تولت إدارتها مؤسسة موانئ خليج عدن.
دور تاريخي هام
ولأن مدينة عدن تعتبر من أقدم المدن اليمنية والعربية والتي لعبت دوراً هاماً في بناء أولى الحضارات الإنسانية القديمة يمتد إلى أكثر من ثلاثة آلاف عام بحسب ما ذكرته المصادر التاريخية، فقد كانت ولازالت ذات أهمية استراتيجية وتجارية لما تتمتع به من موقع استراتيجي هام يربط بين الشرق والغرب ويشرف على أهم ممر مائي وشريان بحري هو ملتقى بحر العرب والمحيط الهندي والبحر الأحمر وملتقى لحضارات الشرق بالحضارات التي سادت دول المنطقة المطلة على البحر الأحمر من الغرب والأبيض المتوسط في شمال أفريقيا وجنوب وغرب أوروبا وهذه المدينة العريقة بتاريخها والاستراتيجية بأهمية موقعها ومينائها وأهميتها التجارية والاقتصادية والتي كانت على مر العصور هدفاً ومطمعاً للغزاة والمحتلين على مر العصور والأزمنة ومن مختلف الجنسيات فقد دفعت بالمقابل ثمناً غالياً لحريتها والتمسك بهويتها اليمنية والعربية وأثرت وتأثرت بمن حولها ومن دخل إليها.
كما تمتلك مخزوناً كبيراً من المعالم الأثرية والسياحية الهامة والتي تجسد وبما لا يدع مجالاً للشك الأطوار التاريخية التي مرت بها هذه المدينة ومدى ما وصلت إليه من تحضر ورقى على يد الإنسان اليمني الأول الذي استطاع بعزيمته وقوة وصلابة إرادته أن يذلل الصعوبات ويقهر المستحيل فبنى حضارة تاريخية لا تقل شأناً إن لم تكن أكثر شأناً عن أرقى حضارات العالم القديم..
مميزات تنافسية
عدن تمتلك العديد من المميزات التنافسية على المستوى المحلي والإقليمي والدولي لما تزخر به من عوامل جغرافية وبيئية واقتصادية وحضارية وثقافية واجتماعية وتنموية واستثمارية كبيرة.. ومن المميزات السياحية ما تمتلكه من شواطئ وبحار وجزر جميلة وخلابة.. إضافة إلى العديد من الجبال المشهورة كجبل شمسان الذي يعبر عن الإباء والصمود والأصالة والتاريخ، إلى جانب الأماكن القديمة التي تجعل من مدينة عدن مكاناً للتنزه والفسحة طوال أيام العام ومن هذه الأماكن (قلعة صيرة والصهاريج ومنارة عدن وسور وباب عدن)وعدد من الأحياء والأسواق والمساجد والمباني والمعالم الأثرية والتاريخية .
تعدد وتنوع
ولأنها «عدن» أي عدن القديمة قد استقبلت وتقادمت عليها أمم كثيرة منذ العصور التاريخية الغابرة، فقد حملت معها أيضاً تعدداً فكرياً ودينياً يدل على مدى التنوع الثقافي والديني الذي عاشته مدينة عدن ولازالت آثاره ومعالمه شاهدة للعيان كوجود المعابد الدينية لمختلف الديانات من هندوسية وكنائس.. ومعابد للمجوس أو لعبّاد النار والآلهة الأخرى من الديانات والمعتقدات الدينية السابقة.
وفي هذا التعدد والتنوع يتجلى لنا اليوم كيف عاش الناس في حضن المدينة منذ القدم وكيف احتضنت القادمين إليها من كل أصقاع وأرجاء المعمورة على اختلاف معتقداتهم وجنسياتهم فعاشوا جنباً إلى جنب مع إخوانهم دون تمييز أو صراع عقائدي أو مذهبي، فكانت الكنيسة إلى جانب المسجد، والمعبد الهندوسي إلى جانب الجامع، فها هو جامع أبان التاريخي الذي يعد أول مسجد بني في عدن بناه الصاحب الجليل أبان ابن عثمان ابن عفان في القرن الأول الهجري، لا يفصل بينه وبين كنيسة البادري إلا بضعة أمتار، ورغم ذلك لم يحدث وحتى اليوم أي احتكاك بين أتباع الديانتين، وهذا جامع العيدروس لم يبعد إلا بضعة أمتار عن جامع الخوجة (إحدى فرق الشيعة) الواقع على نفس الشارع الرئيس في حافة القطيع والمتجه إلى شعب العيدروس، ومع ذلك لم يحدث في يوم من الأيام أي اختلاف بين أتباع الفريقين وفي كريتر (عدن القديم توجد أكثر من (12طريقة صوفية) وكل طريقة لها أتباعها والجميع يؤدون طقوسهم الدينية أو ما يسمى بالجمع كجمع العيدروس الذي يشارك فيه الجميع، والكل يعيشون في جو أخوي ذي طابع مدني مسالم لا يعرفون التفرقة ولا المناطقية ولا المذهبية مهما كانت انتماءاتهم الدينية أو جذور جنسياتهم، ولأن عدن وطبيعة عدن والناس في عدن عرفوا المدنية والقبول بالآخرين منذ آلاف السنين فهي مدينة كونية ساحلية إقليمية وعالمية مفتوحة على كل العالم وظيفتها الأساسية اقتصادية – تجارية مع كل العالم وليست حكراً لأحد أو لفئة معينة.
أنماط معمارية
هذا التنوع الفكري أيضاً ترافق معه تنوع وتعدد لأنماط البناء المعماري الذي شهدته عدن لاسيما في المعالم الأثرية التي مازالت تمثل أكبر معلم هام من معالم عدن الحضارية، ومن هذه الأنماط المعمارية في مباني عدن:
النمط السلجوقي: ويتجلى ذلك في النمط العمراني لمنارة عدن القديمة.
النمط الأيوبي: وظهر ذلك واضحاً في النمط المعماري لقلعة صيرة.. كما دخل على بناء القلعة أيضاً النمط التركي.
النمط الهندي: ونجد ذلك واضحاً في بعض المباني السكنية وجامع العيدروس وكل هذا جعل من مدينة عدن إذا صح التعبير منطقة إفراغ الحضارات على سطح هذه المدينة بأنماطها المختلفة لعملية البناء السائدة في كل دولة.. فعدن بذلك حوت الكل في البعض.
تمازج ثقافي
هذه التعددية والتمازج لثقافات حضارات تلك الشعوب التي ارتبطت بمدينة عدن قد أثرت بدورها على سكان هذه المدينة وجعلت منهم أناساً قادرين على التعايش والقبول لهذه الثقافات ومع كل هذا التفاعل والتمازج مع كل الثقافات التي فعلت فعلها في الإنسان اليمني، إلا أنه ظل محتفظاً بأصالته وعراقته الضاربة أطنابها في عمق أعماق التاريخ.. وتبقي ضرورة الحفاظ على المعالم الأثرية والتاريخية البارزة التي تزخر بها مدينة عدن ومنذ مئات السنين ومازالت الكثير منها محتفظة بجمالها وروعة بنائها وشكلها الهندسي والفني رغم ما أحدثته العوامل الطبيعية من تعرية، بالإضافة إلى تدخل اليد الإنسانية، والتي هي الآن أحوج ما تكون وأكثر من أي وقت مضى إلى الاهتمام بها والحفاظ عليها وإعادة تأهيلها وفقاً لمواصفاتها وبما يحفظ طابعها المعماري والتاريخي.. وعلى نفس النمط المعماري.. وتحت إشراف فريق هندسي وأثري ومن ذوى التخصصات والمهتمين من الباحثين بعيداً عن العشوائية والارتجالية التي تعمل على طمس المعالم وإلغاء كل الشواهد والمعالم التي تدل على قدم هذه المباني أو تلك.. وبالتالي إلغاء وبشكل مباشر بل وإنهاء حضارة أمة ظلت محافظة على تاريخها إلى اليوم.. من هذه المعالم والمخزون الأثري الذي تزخر به مدينة عدن القديمة:
قلعة صيرة
وهي من أبرز قلاع وحصون مدينة عدن القديمة التاريخية وتقع على جبل صيرة وتقول بعض المصادر أنها شيدت في القرن الثاني عشر الميلادي، وقد لعبت دوراً دفاعياً في حياة المدينة إلى جانب ما يحويه الجبل من تحصينات دفاعية ساهمت كثيراً في صد الكثير من الهجمات والغزوات التي هدفت إلى السيطرة على المدينة ومازال التاريخ يروى الملحمة البطولية الرائعة لأبناء وسكان مدينة عدن في وجه الاحتلال البريطاني يوم 19 يناير 1839م حينما قامت القوات البريطانية بالهجوم على عدن بقيادة الكابتن هنس واحتلال المدينة لأكثر من 129 عاماً.
هذه القلعة هي اليوم بحاجة إلى إعادة تأهيل وترميم بما يحفظ طابعها التاريخي، وبالإمكان استغلالها أو الاستفادة منها في الجانب الاستثماري أي فرض رسوم معينة مقابل الخدمات اللازمة في الحفاظ على القلعة.
صهاريج عدن
يزيد عدد الصهاريج في مدينة عدن حسب المصادر التاريخية عن خمسين صهريجاً طمرت معظمها ولم يعد باقياً سوى صهاريج الطويلة التي هي أيضاً بحاجة إلى ترميم وإعادة تأهيل وإن كان قد بدأ الاهتمام بها من خلال تشجير المدخل والممرات إليها، هذه الصهاريج أقيمت في الأصل وكما يرويه بعض الباحثين من أيام الدولة السبئية والحميرية كشبكة متكاملة لتقوم بوظيفة تلقف وحجز المياه المنحدرة من الهضبة وحجز الحجارة والحصا والطمي حتى تنساب المياه صافية في الصهريج الدائري الواقع خارج الوادي، حالياً هناك الكثير من عمليات السطو على الأراضي المجاورة للصهاريج وإقامة المباني العشوائية التي تزحف بشكل مخيف لتدمير كل معالم هذه المدينة التاريخية، ولعل من الجدير بالاهتمام الإشارة إلى تعرض أكثر المعابد للاعتداء والتدمير منها معبد الفرس الواقع على سطح هضبة عدن ومعابد هندوسية وهندية أخرى.
منارة عدن
وقد كان بناؤها في عهد الخليفة عمر بن عبدالعزيز وشكل المنارة الخارجي شبيه بهرم ثابتة أضلاعه.
حصنا التعكر والخضراء
من الحصون التي تتميز بها مدينة عدن حصن التعكر ويقع في جبل التعكر ويعد أحد المواقع الدفاعية، أما حصن الخضراء فيقع في قمة جبل الخضراء المنصورة ويشرف على المدينة والميناء.
أبواب عدن
باب العقبة هذا الباب اطلق عليه عدة تسميات حسب المهمة فهو باب للبر والسقايين والممر الرئيسي بعد الاحتلال ويعده الهمداني احدى عجائب اليمن التي ليس في بلد مثلها حيث يصفه بأنه «صهر مقطوع»، وكان الباب يغلق مساء ولا يفتح إلا في الصباح ولعب دوره الدفاعي عن المدينة، وكان يعلو الباب جسر يسمح بالتحرك من حصن التعكر إلى درب حوش تم هدمه من قبل الإنجليز في أبريل 1963م لتوسيع الطريق وبذلك أزيل معلم من معالم عدن الحضارية والتاريخية التي تقتضي الحاجة العمل على إعادته وفق مواصفاته التاريخية.. وهناك أبواب أخرى كباب حقات، وباب الصناعة وباب الساحل وهو باب المدينة البحري الذي يخرج منه الناس ويدخلون.
المساجد
أما المساجد القديمة فهي مسجد أبان التاريخي وقد أعيد بناؤه على نفقة فاعل خير، ولكن للأسف لم يتم مراعاة كثير من معالمه وطابعه التاريخي.
جامع العيدروس ومازال بحالة جيدة ويبقى شاهداً على عمق وأصالة مدينة عدن.
الأحياء القديمة
حي حسين: ويعرف بحيى الشاذلية ويضم مجموعة من الشوارع القديمة، حي أبان وهو حي تجاري وملتقى عدة أسواق منها سوق البهرة وسوق الطعام وسوق الحراج وسوق الحدادين ومن أشهر معالمه مسجد أبان.
وفوق هذا وذاك عدن القديمة تمتلك إلى جانب عدد من المعالم الأثرية كالمعابد.. ومقابر الفرس والمجلس التشريعي بالإضافة إلى سور يحيط بها من قمم الجبال من كل جانب، وفي كل قمة حصن أو حامية ومازال البناء قائماً في كثير من الأماكن.
كما يوجد نفق يربط ما بين مدينة عدن وخور مكسر وهو مغلق حالياً.. هذه وغيرها كثير مما لم نتمكن من ذكرها أو أنها طمرت أو تدخلت العوامل الطبيعية واليد الإنسانية لتدميرها.
هذا التنوع الفكري والمعماري والتمازج الحضاري والثقافي قد احتوته عدن الكل في الجزء.. ويظهر في تعدد وتنوع أسماء الحافات والحارات والشوارع والأسواق (حافة الهنود، حافة اليهود، سوق البهرة وغيرها).
صيرة شموخ في التاريخ حضور في المستقبل
كيف هو الوضع اليوم بمدينة عدن القديمة (كريتر) أو مديرية صيرة؟
مديرية صيرة اليوم تعاني كثيراً من الإشكاليات وهي بحاجة إلى مزيد من الاهتمام، كما يؤكد ذلك مدير عام مديرية صيرة، شيخ بانافع ، ففيما يخص المعالم الأثرية اعترف بوجود أربع وقائع اعتداء على المعابد القديمة وزحف عمراني عشوائي في حرم وأراضي الصهاريج ومبان في مجاري وتصريف السيول، وأكد أنه مالم يتم معالجة السايلة ومجاري السيول، فإن مدينة كريتر مهددة بالخطر في أي وقت، إذ إن المدينة مركبة على شبكة من مصاريف السيول والتي تزيد عن تسعة مصارف وليس بوسع السلطة المحلية أن تنظفها من أكوام القمامة ومخلفات البناء المتراكمة منذ سنين، وفي حال بقاء الوضع كما هو عليه، وإذا ما سقطت أمطار غزيرة على المدينة والجبال المحيطة بها من كل جانب، فإن كريتر كلها ستكون عرضة لكارثة إنسانية لا سمح الله.
مدير عام المديرية يرى أنه لابد من تنفيذ مشاريع استراتيجية كانت قد أعدت لها الدراسات الميدانية، وبعضها قد رصدت لها موازنة التكاليف والاعتمادات ولكن لأسباب أو لأخرى لم ترَ تلك المشاريع النور، لوجود بعض العراقيل التي حالت دون تنفيذها.
المشروع الأول – مشروع إعادة تأهيل السايلة والذي كانت قد أجريت له الدراسات والتصاميم واعدت الخرائط وبشكل كامل وأعتمد لهذا المشروع حوالي أربعة مليار ريال من بعض الجهات، ومن شأن ذلك أن يزيل كل المخلفات للبناء والقمامة وتنظيف مجاري السيول، بل وسيوفر طرقاً للمارة والمشاة وسيعطي للمدينة منظراً جمالياً رائعاً وهو ما أكده مدير عام الأشغال حسين عوض عقربي الذي وعد بمواصلة العمل لتنفيذ المشروع والبحث عن مصدر للتمويل.
أما المشروع الثاني فيتمثل في إنعاش الوضع الصحي في مديرية صيرة، وهذا لن يتأتى إلا بإعادة تشغيل مستشفى عدن، الذي توقف العمل فيه منذ سنوات بسب تعرقل أعمال تنفيذ مشروع التأهيل والممول من قبل الأشقاء في المملكة العربية السعودية وبكلفة تزيد عن (60 )مليون ريال سعودي، هذا المستشفى الضخم بحجمه وبما كان يحويه من معدات أجهزة طبية بعضها لم تشتغل ومازالت في الكراتين، قد أتلفت أو أنها بحكم المنتهي أو قل المختفي ، كل ذلك بسبب عرقلة المقاول السعودي الذي أخذ المشروع ،رغم الكثير من الجهود واللقاءات والاجتماعات التي كانت تبذل من قبل المحافظين السابقين لعدن وحتى اليوم ولكن كلها لم تأتِ بعد بما هو مطلوب، فليس أقل من تشغيل المستشفى وتوفير كافة المعدات والأجهزة الطبية الحديثة والإمكانيات اللازمة بما في ذلك إعلان المستشفى كهيئة مستشفى عام!
وفيما يرد البعض أن أسباب عرقلة المشروع لطلب الأشقاء في السعودية تغيير اسم المستشفى.. لكن المحافظ وحيد علي رشيد أكد أن السبب يعود للمقاول نفسه، وقد تم إصدار قرار بسحب المشروع منه قبل أسبوعين وهناك تفاهم مع الأشقاء في السعودية لتسليم المشروع لمقاول أخر لاستكمال أعمال التأهيل المتبقية، ومن ثم تشغيل المستشفى آلي يعد واحداً من أهم وأكبر المستشفيات الرئيسية في محافظة عدن ويخدم سكان المحافظات المجاورة لحج، أبين والضالع.
تأهيل السوق المركزي
سوق كريتر المركزي من الأسواق القديمة والمباني والمعالم التاريخية والتجارية التي تتميز به مدينة كريتر وقد اعتبر مدير عام مديرية صيرة أن تنفيذ هذا المشروع يمثل أهمية استراتيجية لعدن القديمة كونه رمزاً للإدارة والنمط المعماري، وقد اعتمد في وقت سابق مبلغ أربعة ملايين ونصف المليون دولار لتأهيل وترميم المشروع، ولكن تم توقيف التمويل من قبل الجهات الممولة بسبب وجود سكان وأسر ساكنة في الطوابق العليا للسوق.
محافظ عدن ما إن طرح عليه الموضوع حتى وجه السلطة المحلية وأعضاء المجلس المحلي في المديرية بتحمل مسئولياتهم الكاملة في وضع خطة عاجلة لتعويض الساكنين وإلزامهم بالخروج دون تلكؤ وحتى يتسنى تنفيذ المشروع في أقرب وقت ممكن، وهو ما يعول عليه سكان مديرية صيرة في إحداث نقلة نوعية في ترتيب أوضاع الباعة الجوالين وأصحاب البسطات خصوصا بائعي الصيد في جولة زكو قلب مديرية صيرة، على اعتبار أن مدينة كريتر مساحتها صغيرة، وبإمكان جميع السكان ارتياد السوق بسهولة كونه يقع في وسط المدينة ويوفر احتياجات الناس ويخفف ازدحام الباعة الجوالين وأصحاب البسطات والذي بدوره سيعطي منظراً حضارياً للمدينة.
النظافة
وفيما يخص النظافة نفى مدير عام المديرية أن يكون هناك تراجع في أداء فرق وعمال النظافة خصوصا بعد حصول المديرية على المركز الثاني في جائزة النظافة، وأرجع بعض القصور إلى عدم وجود قلاب لنقل مخلفات البناء، وهو ما أكده مدير عام صندوق النظافة وتحسين مدينة عدن المهندس قائد راشد والذي أبدى بدوره الاستعداد لتوفير قلاب لهذا الغرض مقابل توفير الحماية، خاصة بعد أن تعرضت أكثر من 13 سيارة تابعة للصندوق للاعتداء والنهب والإحراق في وقت سابق، مؤكداً أن المشكلة لا تكمن في نقص الكادر أو الحوافز فالكادر يزيد عن 190 عامل نظافة في المديرية، ولكن في قصور الدور الرقابي والمتابعة المستمرة من قبل المعنيين في الصندوق والسلطة المحلية في المديرية، ناهيك عن غياب الشراكة المجتمعية في الحفاظ على نظافة المدينة بكافة المديريات ومنها مديرية صيرة.
الاختناق المروري
رغم أن مدينة كريتر مدينة قديمة إلا أنها ذات شوارع مخططة منذ أيام الإنجليز، ولكنها حالياً أصبحت تتسبب بالكثير من الدربكة اليومية والازدحامات للسير وللحركة المرورية، خصوصاُ في جولة البنك الأهلي ووسط السوق وأمام مبنى مؤسسة المياه ومجمع عدن مول، ذلك ما أوضحه مدير عام شرطة السير في عدن العقيد محمد شاهر والذى أضاف: هناك دخول أكثر من باص لا يحملون الإشارات الخاصة بالنقل والمكان المحدد، بالإضافة إلى انتقال فرزة السايلة إلى جولة البنك الأهلي، والأهم من كل ذلك النقص الحاصل في عدد ضباط المرور، خصوصاً المؤهلين إذ لا يوجد في المديرية سوى ضابط واحد. .
ولكن من جانبه أكد نائب مدير أمن محافظة عدن العقيد نجيب المغلس استعداد قيادة أمن المحافظة لتوفير ثلاثة ضباط مرور لكل مديرية وفتح مكتب في كل مديرية لاستلام غرامات المخالفات، وحتى يتسنى للمواطن صاحب المركبة تسديد ما عليه من غرامات دون تأخير وحتى لا ترتبط عملية تسديد الغرامات بالذهاب إلى الإدارة العامة للمرور، بالإضافة إلى تعزيز دور أفرد شرطة السير بضباط وأفراد حتى تتلاشى عملية الاختناقات المرورية خصوصاً عند ذروة الازدحام.
التعليم
كيف يسير التعليم في مديرية صيرة رغم وجود نازحين في مدرستين هما مدرسة لطفي جعفر أمان والبيحاني؟.
ويجيب مدير عام التربية والتعليم الأستاذ سالم المغلس عن ذلك بالقول: وضع التعليم في صيرة مثلما هو في بقية المديريات ولكن العملية التعليمية وإن كانت قد تأثرت خلال أحداث هذا العام والأعوام السابقة، لكن بدأ التحسن في الانضباط بسير التعليم في حوالي 16 مدرسة من إجمالي 17 مدرسة في مديرية صير بقدرة استيعابية تزيد عن 15 ألف طالب وطالبة قوام طلاب المديرية، وبالنسبة للنازحين الذين مازالوا في مدرسة لطفي رافضين الخروج والعودة إلى مناطقهم في محافظة أبين فقد أكد سالم المغلس أن هؤلاء وعددهم (11) أسرة غير نازحين وليسوا مدرجين في كشوفات النازحين لدى المنظمة، كما أن السلطات المحلية في مديرية أبين قد أكدت عدم وجدود نازحين بتلك الأسماء، وإنما هم محتلين يبحثون عن تعويض وقد كلفت السلطات المحلية في المديرية على إجبارهم على الخروج من المدرسة.
كورنيش بحري
بعد هذا السرد المتواضع للقليل مما تزخر به مدينة كريتر من معالم تاريخية ومميزات فريدة تحيط بها الجبال ومياه البحر من جميع الجهات، وكيف أصبح لزاماً على قيادة محافظة عدن أن تحمي ما تبقى من شواطئ المديرية وفي إيجاد متنفس لسكانها، بقي أن نشير إلى الهدية القيمة التي أهديت لمديرية صيرة من قبل محافظ المحافظة المهندس وحيد علي رشيد حيث تم مؤخراً إقرار تخصيص المساحة الواقعة بين مجمع عدن مول وفندق ميركيور لإقامة كورنيش بحري بمساحة إجمالية تزيد عن (45 ألف متر مربع) وتم اعتماد مائة مليون ريال كمرحلة أولى لإقامة ثلاث السنة بحرية وملاعب وملاهٍ للأطفال ومطعم ورصف وتشجير ممرات في الكورنيش ليتمكن سكان مديرية صيرة والقادمون للمديرية من قضاء أوقات ممتعة في التفسح مع أسرهم وأطفالهم على تلك الشواطئ الجميلة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.