وصف العضو البرلماني والرئيس السابق للمجلس القومي لتتار القرم، مصطفى جميل قرم أوغلو، الاستفتاءات المزمع إجراؤها يوم 16 مارس الجاري حول انضمام شبه جزيرة القرم لروسيا بأنها غير شرعية، ونتيجتها معروفة مسبقا. جاء ذلك بعد إجراء لقاءاته مع مساعد أمين العام لحلف شمال الأطلسي "الناتو "ألكساندر فرشوبوف" والسكرتير العام لهيئة العمل الخارجي الأوروبي "بيير فيمونت" وعدد من سفراء دول أعضاء في الحلف. وأضاف قرم أغلو: إن التتار وغالبية الأوكرانيين والروس الذين يعيشون في شبه جزيرة القرم يدركون أن عملية الاستفتاء غير منطقية، لذلك لن نشارك في هذا الاستفتاء ووجهنا دعوة لتتار القرم لمقاطعته. ولفت قرم أوغلو إلى أن انضمام جزء من دولة إلى دولة أخرى بالاستفتاء غير منطقي ويخالف القوانين الأوكرانية، وإلا على ضوء هذا المنطق فسينضم كل قرية أو بلدة إلى اليابان أو الولاياتالمتحدةالأمريكية"، مشيرا إلى أن هناك نقاشات من الآن لتحديد نسبة نتيجة الإستفتاء. وقال: "لدينا خطة سنفصح عنها في الوقت المناسب"، وذلك في معرض رده على سؤال ورد إليه حول توقعاته لرد فعل التتار حال إعلان نتائج الاستفتاء لصالح الانضمام لروسيا وأشار قرم أوغلو إلى أن سيطرة روسيا على القرم ومحاولة ضمها لها بحجة حماية حقوق المتحدثين بالروسية يشكل تهديداً لكثير من الدول التي يعيش في كنفها عدد كبير من الناطقين بالروسية، لذلك يتوجب على تلك الدول التحرك بشكل مشترك. وكان جميل قرم أكد انه أجرى الاربعاء اتصالا هاتفيا مطولا بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين أكد له خلاله تشكيكه بشرعية الاستفتاء الذي سيجري الأحد حول انضمام القرم إلى روسيا، موضحا أنه قال لبوتين أن التتار "لن يشنوا حربا ضد روسيا لكنهم سيدافعون عن وحدة أراضي بلادهم". والتتار مجموعة من المسلمين قد رُحِّلوا بشكل جماعي من شبه جزيرة القرم من قبل ستالين في عام 1944، وخاضوا نضالًا سلميًّا لعقود من الزمن من أجل حق العودة، وقد تمكنوا من العودة وتحقق لهم ذلك بأعداد كبيرة منذ عام 1989. ووفقًا لآخر تعداد للسكان الأوكرانيين في العام 2001، فقد تجاوز عدد تتار القرم 243433 نسمة، بما يعادل 12.1 في المائة من إجمالي سكان القرم: 2033700. ويشكل تتار القرم حليفًا قويًّا للحكومة الأوكرانية ضد الحركة الانفصالية الموالية لروسيا في شبه الجزيرة. ومنذ الحقبة السوفيتية، لم تُثمر محاولات تقسيم حركة تتار القرم وإقناع بعض التتار بدعم الموالين للاتحاد السوفيتي، والموالين لروسيا في وقت لاحق. هذا، ومن المعروف أن لتتار القرم تاريخًا مشهودًا من المقاومة اللاعنفية والنضال السلمي من أجل نيل حقوقهم. وحتى الآن، بقي التتار المسلمون بعيدًا عن الشوارع، وقادتهم، مثل قادة أوكرانيا في كييف، مارسوا درجة من ضبط النفس جديرة بالثناء.